يوم غضب فلسطيني رفضاً لـ"صفقة القرن": تظاهرات ومواجهات واعتقالات

محمود السعدي

محمود السعدي

محمد محسن

محمد محسن

سامر خويرة

سامر خويرة

فاطمة مشعلة

فاطمة مشعلة
29 يناير 2020
E45FD19C-C604-4D7F-A5B1-CE0D73258E78
+ الخط -
ينفذ الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، يوم غضب تتخلله تظاهرات وحملات، في إطار التحركات على الأرض الرافضة للخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب "صفقة القرن".

وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الفلسطينيين في منطقة الأغوار الفلسطينية، شرقي الضفة، والتي انطلقت تنديداً بـ"صفقة القرن"، فيما أصيب شبان فلسطينيون بمواجهات مع الاحتلال بمخيم العروب، شمالي الخليل، جنوبي الضفة، ومواجهات أخرى عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، جنوبي الضفة.

وقمعت قوات الاحتلال تظاهرة سلمية في الأغوار، حيث أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام والمسيل للدموع، كما تعرض عدد كبير من المشاركين للضرب المباشر والإصابة بكدمات جراء التدافع الذي وقع بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم.

وقال الناشط في مقاومة الاستيطان خالد منصور، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشرات النشطاء نجحوا في الوصول إلى منطقة تعرف بأم القباب، وهي إحدى المناطق التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي (محميات طبيعية)".

ولفت منصور إلى أنّ التظاهرة ضمّت نشطاء من كل مدن الضفة، في إشارة إلى الرفض الفلسطيني المطلق للتوجه الإسرائيلي إلى ضم الأغوار كمقدمة لتنفيذ "صفقة القرن".

ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل التظاهرة، حواجز عسكرية على كافة مداخل الأغوار، سواء الجنوبية القريبة من أريحا، أو الشمالية القريبة من طوباس، وأوقف جنود الاحتلال المركبات ودققوا في هويات الركاب، واحتجزوا عدداً من النشطاء وأرجعوا آخرين.

وقال الناشط عارف دراغمة إنّ "قوات الاحتلال استنفرت منذ ساعات الصباح الباكر، حيث انتشرت الآليات العسكرية على مشارف الأغوار، وأغلق جنود الاحتلال الطرق الفرعية، ونشر الاحتلال قواته داخل مناطق الأغوار، وخاصة المواقع التي أعلن النشطاء أنهم سيتواجدون فيها".

وبالفعل، تمكن العشرات من تجاوز تلك الحواجز ووصلوا إلى الأغوار، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تندد بـ"صفقة القرن" والسيطرة على الأغوار.

وقال أمين عام "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقاومة الشعبية ستتسع وتنتشر في كل فلسطين، وهي سلاحنا في إحباط كل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية. لن تمر صفقة القرن، سنهزمها بمقاومتنا ووحدتنا، التي هي رأس الحربة أمام المشروع التوسعي الاستيطاني".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شددت إجراءاتها العسكرية في الأغوار الفلسطينية، ونصبت العديد من الحواجز تزامناً مع الدعوات لحملة "حماية الأغوار"، المزمع تنفيذها اليوم الأربعاء، رفضاً لـ"صفقة القرن".


وإلى الجنوب من الضفة، أُصيب شبان فلسطينيون بالرصاص المطاطي وباختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات ما زالت مستمرة منذ صباح اليوم، الأربعاء، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العروب، شمالي الخليل، وعند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.

وقال محمد الجعبري، من وحدة إسعاف وطوارئ الهلال الأحمر الفلسطيني في الخليل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين بالأرجل بالرصاص المطاطي في مخيم العروب، و5 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وتم علاجها ميدانياً".

وأكد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب أحمد أبو الخيران، لـ"العربي الجديد"، استهداف الاحتلال لمنازل المواطنين القريبة من المداخل الرئيسية الثلاثة للمخيم، بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما يزيد مخاوف السكان من ارتفاع وتيرة المواجهات، التي وصفها أبو الخيران بالعنيفة، وقد تخللها اعتقال لطلبة المدارس في المنطقة.

وفي محافظة بيت لحم، أكد مدير وحدة الإسعاف والطوارئ في المحافظة عبد الحليم جعافرة لـ"العربي الجديد"، أنّ طواقم الإسعاف نقلت شاباً من بلدة بيت فجار جنوباً إلى المشفى، بعد إصابته برصاصة مطاطية في الرأس، أطلقها جنود الاحتلال خلال مواجهات قرب بلدة بيت فجار القريبة من مخيم العروب، أدت إلى حصول ارتجاج بالدماغ، ووصفت حالته بالمتوسطة.

كما تستمر المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم أو ما يُعرف بمحيط "قبة راحيل" أو "معبر 300"، حيث أفاد جعافرة بأنّ طواقم الإسعاف تعاملت مع 35 حالة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما أصيب شاب برضوض في القدم خلال محاولة تجنبه الإصابة بقنبلة غاز في المكان.

وفي وسط الضفة، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني وقوع إصابتين بالرصاص الحي إحداهما بالقدم والأخرى بالكتف، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة جبل الطويل في مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله.

وإلى الشمال من الضفة، نظمت فعاليات محافظة قلقيلية، اليوم الأربعاء، فعالية للتأكيد على رفضها لصفقة القرن، وذلك وسط ميدان الشهيد أبو علي إياد في مدينة قلقيلية.

واندلعت مواجهات عنيفة، اليوم الأربعاء، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان وطلاب فلسطينيين في محيط جامعة القدس في بلدة أبو ديس، جنوبي القدس المحتلة، بينما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في القدس والضفة.

وأفاد الناشط هاني حلبية "العربي الجديد"، بأنّ جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي في الهواء، إضافة إلى إطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي بكثافة لتفريق الشبان، مشيراً إلى تعطل المدارس في البلدة بسبب كثافة إطلاق الغاز واعتداءات جنود الاحتلال على الطلاب.

وكانت بلدتا العيزرية وأبو ديس قد شهدتا، طيلة الليلة الماضية، مواجهات مع قوات الاحتلال وقعت فيها إصابات اختناق بالغاز المسيل للدموع.



من جانب آخر، اعتدى جنود الاحتلال بوحشية، صباح اليوم، على خمسة شبان في منطقة باب العمود، أحد أبواب القدس القديمة، وقامت باعتقالهم، حيث أفاد أحمد دنديس، وهو تاجر لديه محل بالقرب من مكان الاعتداء، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال كانوا قد احتجزوا الشبان وفتشوهم بطريقة عنيفة واستفزازية، ما دفع الشبان لمقاومتهم، قبل أن يتم استدعاء قوة خاصة اعتدت عليهم بعنف واعتقلتهم.

واعتقلت قوات الاحتلال أحد حراس المسجد الأقصى، وهو حمزة نمر، من مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى.

وذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتدت، اليوم الأربعاء، على شاب فلسطيني أثناء مروره على حاجز قلنديا العسكري المقام في شمالي القدس ومن ثم اعتقلته، فيما استدعت قوات الاحتلال شاباً من البلدة القديمة في القدس، وجرى اعتقال أربعة فلسطينيين من الخليل، أحدهم الفتى الجريح نور محمد الصليبي (17 عاماً)، وشابين آخرين من بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، إضافة لاعتقال الأسير المحرر أنس تيسير العواودة من مدينة دورا، جنوبي الخليل.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الأربعاء، شابين فلسطينيين خلال مواجهات اندلعت غرب مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، بعدما انطلق عشرات الفلسطينيين في مسيرة مناهضة لصفقة القرن باتجاه حاجز للاحتلال، حيث أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم، قبل أن يعتقلوا اثنين من المشاركين فيها.

وإلى الغرب من رام الله وسط الضفة، أصيب معلم المدرسة سائد حسين فلنة من قرية صفا، ظهر اليوم، برصاصة من النوع الحي في كتفه أطلقها مستوطن إسرائيلي باتجاهه، وفق ما أفاد به رئيس مجلس قروي صفا، أحمد فلنة، في حديث لـ"العربي الجديد".

إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة.

من جانبها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول 3 إصابات بالرصاص الحي لمجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، إحداها في الصدر وإصابتين في الأطراف نتيجة مواجهات مع الاحتلال في مدينة البيرة وبإطلاق نار من مستوطن في بيت سيرا.

فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه تعاملت مع 41 إصابة خلال مواجهات متفرقة في الأغوار الشمالية الفلسطينية ومخيم العروب، قرب الخليل، وفي  طولكرم ومدينة البيرة، وأن الإصابات كانت بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي، وجرى نقل 3 إصابات إحداها بالمطاط وإصابتين بالرصاص الحي للمستشفى، وأما باقي الإصابات فتم علاجها ميدانياً.

على صعيد منفصل، قال مدير الحرم الإبراهيمي في الخليل، جنوب الضفة الغربية، حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد": "إن مستوطنين نصبوا، اليوم الأربعاء، سياجا حديديا من الصاج على ارتفاع مترين، قرب الحاجز العسكري المقام في استراحة الحرم الإبراهيمي الشريف التي يسيطر عيها الاحتلال، وأزالوا المظلة الموجودة في منطقة الصحن في الجزء المغتصب من الحرم".

ذات صلة

الصورة
غزة | مجزرة بعد حرق خيام النازحين في دير البلح 14/10/2024 (رمضان عابد/رويترز)

سياسة

استشهد 4 فلسطينيين على الأقل وأصيب نحو 40 آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
الصورة
مسيرة في برايتون وهوف دعماً لغزة/5 يونيو 2024(Getty)

سياسة

خرج الآلاف من مدينة برايتون وهوف (جنوب شرقي بريطانيا) يوم الأحد في مسيرة جنائزية صامتة، تكريماً لأرواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.