مخاوف من خروج تظاهرات "الحشد" في بغداد عن السيطرة

12 ديسمبر 2015
توتر الوضع الأمني في بغداد (فرانس برس)
+ الخط -
تشهد العاصمة العراقيّة بغداد، منذ صباح السبت، انتشاراً أمنيّاً مكثّفاً وقطع غالبية شوارعها، ما تسبب باختناقات مروريّة، وتخشى الأجهزة الأمنيّة من خروج تظاهرات مليشيا "الحشد الشعبي" عن السيطرة، واقتحامهم لمبنى السفارة التركيّة والمنطقة الخضراء احتجاجاً على ما عدّوه "الغزو التركي" للعراق.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ "غالبية شوارع العاصمة بغداد، اليوم مغلقة وتشهد انتشاراً أمنيّاً غير مسبوق"، مبينين أنّ "القوات الأمنية قطعت الطرق المؤديّة إلى ساحة التحرير وسط بغداد، كما نشرت قوات كبيرة على مداخل المنطقة الخضراء".

وأضافوا، أنّ "القوات الأمنية انتشرت في غالبية الشوارع، ومعهم مدرعات، وأسلحة رشاشة وبي كي سي".

من جهته، قال النقيب سعد الربيعي، وهو ضابط إحدى الدوريات المنتشرة في بغداد، إنّ "قيادة العمليّات وجّهت منذ ليل أمس كافة القطعات بتأمين المنطقة الخضراء وتأمين مبنى السفارة التركيّة في باب المعظم، وساحة التحرير".

وقال الربيعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادة حذّرت من المواجهة مع المتظاهرين، ووجّهت بقطع غالبية الشوارع ونصب الحواجز الأمنيّة المتنقّلة، وتفتيش جميع الداخلين إلى ساحة التظاهر".

وأشار إلى أنّ "القيادة وجّهت بعدم التعامل بالسلاح مع أيّ خرق قد يقع، وانتظار التوجيهات من قبل القيادة"، مشيراً إلى أنّ "هناك خشية لدى قيادة العمليّات من خروج التظاهرات عن السيطرة وخلق مشاكل لا يمكن تلافيها".

بدوره، قال عضو مجلس محافظة بغداد، محمد الجبوري، إنّ "الوضع الأمني في العاصمة بدا اليوم متوتراً جدّاً، ويشوبه قلق شديد".

وأوضح، الجبوري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك مخاوف كبيرة من حالة الغليان الشعبي الذي بدا عليه الشارع العراقي، خصوصاً الحشد الشعبي، الذي سيقود تظاهرة كبيرة هذا اليوم ضد تركيا".

وأشار إلى أنّ "هذه المخاوف دفعت الجهات المسؤولة عن الملف الأمني إلى التوجيه، باتخاذ هذه الإجراءات"، مبيناً "أهميّة الدعوة إلى هدوء الشارع العراقي، خصوصاً أنّ العراق لجأ إلى الطرق الدبلوماسيّة لحل الأزمة من خلال التوجه إلى مجلس الأمن".

وحذّر، من "خطورة دفع بعض الجهات السياسيّة للشارع العراقي والحشد الشعبي إلى التصرف تجاه الأزمة بعيداً عن التوجه الدبلوماسي".

ومن المرتقب أن تخرج اليوم تظاهرات في العراق تقودها مليشيات "الحشد الشعبي"، ضد دخول القوات التركيّة إلى العراق، تلبية لدعوة وجّهها لهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والقيادي في الحشد هادي العامري.

يشار إلى أنّ القادة السياسيّين في العراق يستغلون الأزمة مع تركيا لتحقيق مكاسب خاصة، ومصالح دول إقليمية يرتبطون بها، ويسعى أولئك إلى تغليب خيار المواجهة العسكريّة مع تركيا، من خلال دفع المليشيات إلى التحرّك عسكريّاً ضدّ المصالح التركيّة في بلاد الرافدين.

اقرأ أيضاًالعراق: أنباء عن نهب "الحشد" مصفاة بيجي ونقلها لإيران

المساهمون