قائد الجيش الباكستاني: سنذهب إلى أيّ مدى لدعم كشمير

06 اغسطس 2019
تزايد حدة التوترات على طول خط السيطرة(راكش بكشي/فرانس برس)
+ الخط -


قال قائد الجيش الباكستاني، اليوم الثلاثاء، إن جيش بلاده سيذهب "إلى أي مدى" لدعم سكان منطقة كشمير المتنازع عليها، بعد أن ألغت الهند وضعاً خاصّاً في الجزء الذي تسيطر عليه من كشمير.

وقال الجنرال قمر جاويد باجوا بعد لقائه مع كبار قادة الجيش في روالبندي: "جيش باكستان يقف بصلابة إلى جانب الكشميريين في كفاحهم العادل حتى النهاية". وأضاف دون الخوض في التفاصيل: "نحن مستعدون وسنذهب إلى أيّ مدى للوفاء بالتزامنا في ما يتعلق بذلك".

ومن المقرّر أن يصادق مجلس النواب الهندي، اليوم الثلاثاء، على مشروع قانون من شأنه إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري لإقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة، وسط إغلاق أمني لأجل غير مسمّى في منطقة الهيمالايا المتنازع عليها، فيما تستعد باكستان لتحركات احتجاجية رداً على هذه الخطوة التي اعتبرتها إسلام أباد "غير شرعية".

ونقلت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، "مشروع قانون إعادة تنظيم جامو وكشمير" إلى المجلس المعروف باسم (لوك ساهبا)، وسيصوت عليه اليوم الثلاثاء، بعد يوم من تقديم الاقتراح، إلى جانب أمر رئاسي يلغي المادة 370 من الدستور، التي تمنح الكشميريين حكماً ذاتياً خاصاً وحقوقاً حصرية موروثة.

وكان الوضع في كشمير غير واضح، بعد أن أغلقت الحكومة معظم وسائل الاتصال بالعالم الخارجي، بما في ذلك الإنترنت والهواتف النقالة وشبكات الخطوط الأرضية. ونشرت الحكومة آلاف القوات في المنطقة المضطربة، وسط مخاوف من أن تؤدي إجراءاتها إلى ثورات.

ومن المقرّر أن تنطلق التظاهرات في باكستان بعيد الظهر، وستشهد مظفر أباد كبرى مدن الشطر الباكستاني من كشمير احتجاجات، كما ستنظم تظاهرات في لاهور وكراتشي والعاصمة الباكستانية إسلام أباد.

وعقد الرئيس الباكستاني عراف علوي جلسة البرلمان في إسلام أباد، لمناقشة الإجراء المفاجئ الذي اتخذته الهند بشأن كشمير، بعد إدانة وزير خارجية باكستان له، ومناشدته الأمم المتحدة في خطاب يوم الإثنين، إرسال بعثة تقصّي حقائق.

ومن المتوقع أن تتبنى كلتا الغرفتين في برلمان باكستان، قراراً بالإجماع في وقت لاحق من اليوم، برفض إلغاء الوضع الخاص لكشمير الهندية، على الرغم من اعتراضات نواب المعارضة لأن القرار لم يدرج على جدول الأعمال الأصلي، ما أجبر رئيس المجلس على رفع الجلسة موقتاً، بحسب "فرانس برس".
في هذه الأثناء، أظهرت وكالة أنباء آسيا الدولية "إيه.إن.آي" التلفزيونية صوراً لجنود مسلحين يرتدون ملابس مموهة، وأفراد أمن آخرين يقفون بالقرب من أسلاك شائكة في شوارع سريناغار، المدينة الرئيسة بكشمير، التي خلت من أهلها.


ومن المتوقع أن يصادق مجلس النواب الهندي بسهولة على مشروع القانون، الذي يقضي بخفض درجة كشمير من ولاية إلى منطقة سيكون لها هيئة تشريعية خاصة بها، مع فصل منطقة لاداخ الواقعة شرق كشمير، ذات الغالبية البوذية، عن الولاية.
ووافق مجلس الشيوخ الهندي على مشروع القانون بأغلبية الثلثين، إذ صوّت كثير من نواب المعارضة مع حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.

الهند تعتقل ثلاثة قياديين في كشمير

في سياق متصل، أعلنت السلطات الهندية اليوم الثلاثاء، أنها قامت بتوقيف ثلاثة قياديين في كشمير، معتبرة أنهم يشكلون تهديداً للسلام، وذلك بعد فرضها إجراءات أمنية مشددة إثر إلغائها وضع الحكم الذاتي. وبموجب قرار قضائي نُقل القياديون الثلاثة إلى مركز توقيف رسمي الإثنين.

وجاء في القرار القضائي الذي حصلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء، على نسخة منه: "أنشطتكم ستؤدي على الأرجح إلى الإخلال بالسلام، نظراً لأنشطتكم الأخيرة المرجح أن تؤدي إلى زعزعة الأمن والنظام". ولم يتضمّن القرار القضائي توجيه أي اتهام للقادة الثلاثة.

وكان الرئيسان السابقان لحكومة جامو وكشمير محبوبة مفتي وعمر عبدالله، بالإضافة إلى ساجد لون زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" في جامو وكشمير، قد وُضعوا قيد الإقامة الجبرية في نهاية الأسبوع بعد إطلاق حملة أمنية كبرى، قبيل صدور مرسوم إلغاء الوضع الخاص للمنطقة.

وكتبت مفتي قبل نقلها إلى مركز التوقيف الرسمي عبر "تويتر"، أنّ "قرار الحكومة الهندية الأحادي بإلغاء المادة 370 غير شرعي وغير دستوري، وسيجعل من الهند قوة احتلال في جامو وكشمير".

وتزايدت حدة التوترات على طول خط السيطرة، الحدود المضطربة التي تقسم كشمير بين الهند وباكستان. وتطالب كلتا الدولتين بالسيطرة على الإقليم بأكمله.
ويقف الجيش والبحرية والقوات الجوية الباكستانية على أهبة الاستعداد، في أعقاب ورود تقارير بأن نيودلهي مستمرة في إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، جميع الأطراف على "ممارسة ضبط النفس"، وفق ما ذكر ستيفان دوغاريك لصحافيين الإثنين. وأضاف: "نتابع بقلق الوضع المتوتر في المنطقة. ونعي أيضاً تقارير بفرض قيود في الجانب الهندي من كشمير، ونحثّ جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس".

(العربي الجديد)