تعرّض مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس، اليوم الخميس، لغارات لم تؤكد إدارة المطار مصدرها، من دون أن تؤثر على الملاحة الجوية، في حين فشلت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في استغلال أجواء عيد الفطر لتحقيق تقدّم على الأرض.
وأكد برج الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس، أنّ القصف الجوي الذي تعرّض له المطار، صباح اليوم الخميس، "بعيد عن المهبط وإدارة التشغيل، ولم يشكّل أي عرقلة لحركة سير الملاحة في المطار".
وأوضح، في بيان، أنّ "حركة الملاحة تسير بشكل طبيعي".
وتعرّض المطار المدني الوحيد في طرابلس لقصف جوي، اليوم الخميس، لكن إدارة المطار لم تعلن عن الجهة المسؤولة عن القصف.
وكان المطار قد تعرّض لقصف جوي من قبل طيران حفتر، في 9 إبريل/ نيسان الماضي، اعتبرته حكومة "الوفاق"، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، "تعدياً على المنشآت المدنية".
وطالبت حكومة "الوفاق"، في بيان سابق، باعتبار الاعتداء على المنشآت المدنية "جريمة حرب"، مشددة على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه منع قوات حفتر من الاستمرار في تصعيدها العسكري في جنوب العاصمة.
ووفق أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، فقد أسفرت الاشتباكات في طرابلس عن سقوط 562 قتيلاً، بينهم 40 مدنياً، فضلاً عن 2855 جريحاً، بينهم 106 مدنيين، بالإضافة إلى نزوح الآلاف. وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.
طيران حفتر يقصف أهدافاً مدنية
وقال مصطفى المجعمي، المتحدث الرسمي باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، إنّ طيران حفتر شنّ غارات جوية على عدة مواقع بطرابلس وغربها.
وأوضح المجعي، لــ"العربي الجديد"، أنّ "طيران حفتر شنّ غارة، صباح اليوم الخميس، على مستشفى ميداني بمنطقة السواني، جنوب طرابلس، وغارة أخرى على مقر الفروسية بمنطقة حودايم المحاذي لمدينة الزاوية، غرب طرابلس بنحو 30 كيلومتراً"، مؤكداً عدم وقوع خسائر بشرية.
وأضاف المجعي أنّ "قوات حفتر تريد أن ترسل رسالة مفادها أنّها في موقف قوة ويمكنها الوصول إلى أي موقع في طرابلس".
وعن استهداف مطار معيتيقة، قال إنّ "القصف تزامن مع بدء الحكومة جسراً جوياً لايصال المعونات الإنسانية لمطار مدينة غات في أقصى الجنوب الليبي، والتي تشهد أوضاعاً إنسانية صعبة"، آسفاً لأن "المعونات قد تتأخر بشكل كبير في الوصول بعد القصف".
وأكد المجعي أنّ "قوات حفتر لا تزال ترتكب جرائم ضد الإنسانية بشكل مستمر، بقصف أهداف مدنية وسط صمت دولي مطبق"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"ضرورة تحمل مسؤوليته لحماية المدنيين من تعدي حفتر وقواته".
في غضون ذلك، حمّل محمد قنونو، المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، مسؤولية القصف الذي تعرّض له مطار معيتيقة لقوات حفتر ضمن حربها الحالية على العاصمة طرابلس.
وقال قنونو إنّ "طيران حفتر لم يعد يفرّق بين الأهداف العسكرية والمواقع المدنية، وسبق أن قصف أحياء سكنية، فتسبب بسقوط ضحايا وتهجير سكان تلك الأحياء".
وعن الأوضاع الميدانية في جنوب طرابلس، أكد قنونو أنّ حالة الهدوء تسود المنطقة، منذ مساء الأربعاء، بعد اشتباكات عنيفة في محور طريق المطار، مشيراً إلى أنّ "قوات حفتر حاولت استغلال أوضاع العيد لتحقيق تقدّم".
من جهة أخرى، قال قنونو إنّ "المرحلة الثانية من عملية بركان الغضب، وهي مرحلة الهجوم، تسير وفق الخطط الموضوعة"، مضيفاً أنّه "بعد تقدم قواتنا، خلال الأيام الماضية، ما زلنا نحافظ على مواقعنا الجديدة"، مشيراً إلى أنّ "كامل المنطقة الجنوبية من العاصمة طرابلس، ومنطقة وسط البلاد، تحت المراقبة الجوية الدائمة".
وأضاف قنونو أنّ "قوات حفتر لن تتمكّن من تزويد قواتها بالإمدادات بعد المراقبة الجوية المشددة"، واصفاً قصف مطار معيتيقة، اليوم الخميس، بأنّه "محاولة فاشلة" لخرق المراقبة الجوية الحالية.
وكان اللواء أحمد بوشحمة، آمر غرفة العمليات الميدانية لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، قد أكد لـ"العربي الجديد"، الأحد الماضي، بدء المرحلة الثانية من عملية "بركان الغضب"، مشيراً إلى أنّها انتقلت من الدفاع إلى الهجوم على مواقع قوات حفتر في جنوب العاصمة طرابلس.
وقال إنّ "ساعة الصفر لعملية دحر قوات حفتر من جنوب العاصمة قد أطلقت، والأيام المقبلة ستكون حاسمة".
وخلال أيام عيد الفطر، سارت الحياة في أحياء شمال العاصمة ووسطها بشكل شبه طبيعي، فيما عانت أحياء الجنوب في المقابل أوضاعاً صعبة.
ولا تزال عشرات الأسر عالقة في جنوب طرابلس وترفض الخروج من مناطق الاشتباكات المسلحة، إذ نزح منها 85 ألف ليبي من إجمالي عدد سكانها البالغ 300 ألف نسمة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وجود أكثر من 400 ألف شخص آخر في المناطق الواقعة على بعد كيلومتر واحد من خطوط القتال، والتي تأثرت مباشر بالحرب على العاصمة.
وكشف عن تدهور الظروف على الأرض، مع تزايد نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي عن المناطق المتضررة من النزاع.