أوكار داعش شمال العراق: اعتداءات إرهابية وحلول ترقيعية

04 نوفمبر 2018
خطة عراقية ستنفذ ضد أوكار "داعش" (وود آندرسنون/فرانس برس)
+ الخط -

حصلت القوات العراقية، خلال الفترة الأخيرة، على طائرات مراقبة مسيرة وأجهزة كشف ليلية لتتبع مسلحي "داعش" والكشف عن الأوكار التي يتواجدون فيها بمناطق حمرين وكركوك وبادية الموصل شمالي العراق، إضافة إلى صحراء الأنبار غربي البلاد، إلا أن الهجمات والاعتداءات الإرهابية لم تتوقف، وتودي بحياة المواطنين، فضلا عن أفراد من قوات الأمن والجيش العراقي.

وتعتبر مناطق جنوب غرب كركوك وأطراف نينوى وصلاح الدين، وأطراف قضاء طوزخورماتو، البؤرة الأبرز لتنظيم "داعش" اليوم، ومنها تنطلق هجمات غالبيتها ليلية على القرى والبلدات القريبة، وكذلك الطرق الرئيسة التي يهاجم فيها قوافل عسكرية وسيارات مدنية. 

وأبلغ مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد "العربي الجديد"، بأن خطة عراقية كاملة، بمساعدة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ستنفذ للقضاء على أوكار "داعش"، أو ما تعرف محليا باسم "مضافات داعش" تحت الأرض، مبينا أنه "من المتوقع وجود ما لا يقل عن 200 وكر للتنظيم تحت الأرض في تلك المناطق يتواجد فيها، وهي على أشكال أنفاق وأخاديد وتجويفات قام بحفرها ويستخدمها كمقرات للاختباء وخزن الأسلحة".

وتوقع المصدر وجود عشرات المسلحين، غالبيتهم من جنسية عراقية، في تلك المناطق، ويعتبر وجودهم خطرا على أمن المنطقة الشمالية العراقية ككل. 

وفي السياق ذاته، قال عبد الله الجبوري، وهو فلاح بقرية تدعى الجماسية قرب بلدة الحويجة جنوب غربي كركوك، لـ"العربي الجديد"، إن عناصر "داعش" ما زالوا ينتشرون في مناطق بناحية الرياض والعباسي والخناجر، و"يشنون هجماتهم في الليل، ويذهب ضحيتها أبرياء بالعادة".

وأضاف: "قبل ثلاثة أيام تسلل ستة من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي إلى منزل مختار القرية محمد جمعة صالح وقاموا بسحبه من منزله وإعدامه أمام أفراد عائلته، وتلاها فرارهم إلى منطقة البرية في أطراف ناحية العباسي".

وأشار إلى أن "عناصر تنظيم "داعش" كانوا يرتدون زي عناصر الشرطة، وحين دخلوا للمنزل قالوا لدينا أوامر قبض على المختار، وبعد قيامهم بسرقة أجهزة الهاتف وأغراض أخرى، أقدموا على إعدامه في باحة المنزل وأخرجوا علم تنظيم "داعش" ورددوا عبارة "دولة الإسلام باقية"، قبل أن يفروا".

وأكد أن "المدنيين، وبعد الحادثة، قاموا بتشكيل لجان صغيرة تقوم بمهمة حماية القرية، وسد ثغور ومناطق يستغلها التنظيم في شن هجمات على القرية ومحيطها، ولكننا بين نارين: نار "داعش" الذي يعتبرنا مرتدين ونعيش في أرض الكفر، ونار القوات الحكومية التي لا ترحم ولا تتركنا نرحم أنفسنا بالتعاون في ما بيننا وحماية أنفسنا من خطر إرهابيي "داعش"، بل وتقوم باعتقالات عشوائية لأبرياء بينما التنظيم يصول ويجول بحرية".

من جهته، قال عضو مجلس قضاء الحويجة المحلي جنوب غرب كركوك أحمد خورشيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر تنظيم "داعش" ما زالوا يتخذون من المضافات مواقع قريبة في سلسلة جبال حمرين وصحراء الحويجة وبادية الرياض لمهاجمة القرى التي عاد السكان إليها، وهناك قرى لم يعد إليها سكانها في جبال حمرين والتنظيم يستخدم مضافات تابعة له في جبال حمرين ومكحول كمعسكرات ومواقع لاستهداف القوات الأمنية والمدنيين".

وأضاف أن "أكثر من 12 هجوما تعرضت له خطوط نقل الكهرباء والنفط بالمنطقة ذاتها، وآخرها ليلة أمس، إذ تم استهداف الخط وتم تفجيره قرب قرية السيحة بقضاء الحويجة، والآن القضاء بدون كهرباء، وعند محاولة إصلاح الضرر انفجرت عبوة بقرب فريق فني من كهرباء الحويجة، نتج عنها إصابة موظف بجروح خطيرة".


وأوضح أن "هناك مناطق يجب أن يكون فيها تواجد عسكري دائم وليس تأمين الطرق الرئيسية، إذ توجد مواقع في جبال حمرين مازالت مناطق آمنة للتنظيم ويستخدمها في شن هجمات على القرى وتفجير عبوات على المدنيين ودوريات الشرطة الاتحادية".

من جهته، قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين مطشر البياتي، في تصريح لـ"العربي الجديد": "على القوات الحكومية إعادة تقييم الأوضاع الأمنية ومعالجة جيوب ومضافات تنظيم "داعش" في منطقة الزركة والشاي وجبال حمرين والجزيرة وجبال مكحول، وتجب الاستعانة بالطرق الحديثة والتكنولوجيا لمعرفة هذه المضافات، لأن بقاء "داعش" في هذه المناطق سوف يقوض عمليات الأمن في صلاح الدين وكركوك ونينوى". 

وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات التحالف الدولي استطاعت، خلال اليومين الماضيين، وفق معلومات أمنية عراقية، تنفيذ ضربات جوية في جبال قرة بتوك في مخمور شمال نينوى، وكذلك ضربات جوية في محافظة الأنبار، وتمكنت خلالها من قتل 19 إرهابيا في ضربة منطقة جبل قرة بتوك في مخمور، وبعد معاينة موقع الضرب عثرنا على الجثث ومواد غذائية جديدة"، وأكد أن" المضافات التي يمتلكها "داعش" مازالت تشكل خطرا أمنيا على أمن نينوى وكركوك وصلاح الدين، ونعمل على القضاء عليها".

وأكد الضابط أنه لا حل أو سبيل للقضاء على تلك الجيوب والمضافات "سوى مواصلة العمليات العسكرية في تلك المنطقة".

المساهمون