العراق: هجمات "داعش" تربك أمن الموصل وانتشار واسع لمليشيات "الحشد"

19 يونيو 2018
انتشار أمني كثيف في الموصل (Getty)
+ الخط -


شهدت الـ72 ساعة الماضية تصعيداً واضحاً على مستوى الهجمات والاعتداءات الإرهابية التي نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق قرب مدينة الموصل وعلى أطرافها أسفرت عن مقتل وإصابة واختطاف ما لا يقل عن 40 مدنياً وعنصراً أمنياً ومقاتلين بقوات العشائر.

واتخذت تلك الهجمات شكل الكمائن المباغتة على الطرق الخارجية المحيطة بالموصل أو عبوات ناسفة وأخرى لاصقة صغيرة تثبت أسفل السيارات بينما تم، اليوم الثلاثاء، نقل جثث لمغدورين إلى مستشفى الموصل تم إعدامهم بعد اختطافهم من قبل التنظيم الإرهابي.

ووفقاً لمصادر أمنية في الموصل، فإنّ التنظيم "زاد من هجماته خلال الأيام الثلاثة الماضية بشكل واضح وركز على المناطق والقرى المفتوحة والطرق الخارجية، المحيطة بالموصل ليسهل عليه الانسحاب بعد تنفيذ الكمائن"، لافتةً إلى أنّ "تلك الكمائن أوقعت ما لا يقل عن 40 مدنياً وعنصر أمن ومقاتلا عشائريا فضلاً عن رعاة أغنام من قبيلة شمر تم قتلهم وسرقة ما لديهم من قبل مسلحي داعش".


وأضافت أنّ "سرعة تنفيذ الكمائن والاستفادة من الصحراء والجغرافية الزراعية لتلك المناطق منحت التنظيم قدرة على سرعة التحرك"، وأنّ بعض الكمائن "نفذها من دون عجلات، حيث كان ينسحب وتكون العجلات على مقربة منه، فينقل فيها المختطفين"، مرجحةً وجود مخابئ تحت الأرض يعودون إليها بعد تنفيذ هجماتهم الإرهابية.

وأشارت إلى أنّ "القوات الأمنية شرعت بدورها، بنشر دوريات كثيرة في تلك المناطق، وخاصة الهشة منها، وهي تقوم بملاحقة أي كمين وأي تعرض، للسيطرة عليه"، مبينةً أنّ "الخطة جارية لتأمين المنطقة بشكل عام، وسيتم تعزيز القوات الأمنية فيها بشكل مكثف".

وينتقد مسؤولون محليون في المدينة التي تستعد لإحياء الذكرى الأولى لتحريرها، الخطط التقليدية الحالية وانتظار الكمائن للتصدي لها، داعين إلى وضع خطط جديدة تعتمد على الجهد الاستخباري، وتحبط الكمائن قبل تنفيذها.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى علي الحمداني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخلل الأمني في البلاد ككل يرجع كله إلى ضعف المنظومة الاستخبارية، وعدم تفعيلها بشكل يتناسب مع حجم التهديدات في البلاد"، مبيناً أنّ "أعداد القوات العراقية بصنوفها المختلفة أكثر بكثير من أعداد عناصر داعش، لكنّ المعركة اليوم استخبارات وحرب معلومة أكثر من كونها بنادق ومدافع"، وفقاً لقوله.

ودعا الحمداني إلى "بناء منظومة استخبارية جديدة تكون بمستوى الخطر المحدق بالبلاد".

في غضون ذلك، دفعت مليشيات "الحشد الشعبي" المئات من عناصرها في مناطق جنوب الموصل، بينما عثر على جثث جديدة لمغدورين.

وقال "الحشد"، في بيان صحافي، إنّ "مجموعة من عناصر داعش اختطفوا 10 مدنيين بكمين على جسر أبو عجارب، بالقرب من إحدى قرى صحراء الحضر جنوبي الموصل، واقتادوهم إلى جهة مجهولة"، مبيناً أنّ "الحشد استجاب لمناشدات ذوي المخطوفين ونفذ حملة بحث عنهم".


وأوضح أنّه "تم العثور على جثث سبعة منهم قتلوا رميا بالرصاص، بالقرب من مطار جنوب الموصل، بينما يستمر البحث عن الآخرين".

وعلى أثر كمائن "داعش" التي نشطت خلال الأيام الأخيرة، وجهت القيادات الأمنية في عمليات نينوى، بنشر دوريات من قواتها في مناطق جنوب الموصل، بعدما تم العثور على ست جثث لمدنيين كان قد اختطفهم التنظيم على طريق الشرقاط جنوبي الموصل، بينما أعلن مسؤولون عن اختطاف 30 مدنياً أول أمس الأحد، محذرين من انتشار خطير لعناصر التنظيم.