وتعهدت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بفتح تحقيق، وأعلن البرلمان عن تحقيق مماثل أيضا لكشف ملابسات الحادث.
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن التفجير وقال إنه فجر عبوة ناسفة داخل ناقلة تقل عددا من المواطنين من محافظة بابل إلى محافظة كربلاء.
وتم تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق مع قادة أمنيين وعسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع، وقيادة عمليات الفرات الأوسط بالجيش العراقي، من أجل معرفة أسباب الاختراق الأمني.
وتقول مصادر برلمانية عراقية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنه "خلال تحقيق لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في جلسة سرية، تبين أن الأجهزة الأمنية كان لديها علم بوقوع التفجير قبل يومين، وتم وضع خطة من أجل إفشال الاعتداء الإرهابي، الذي وردت المعلومات بأنه بواسطة عبوة ناسفة في الشارع الرئيس، لكن تم تنفيذ العملية عن طريق دس العبوة الناسفة داخل باص للنقل العام".
وبينت المصادر أن "التحقيقات أشارت إلى وجود احتمالات لتورط عناصر أمن غير نزيهة، وقد يكون المال دافعا لهذا التورط من أجل تسهيل مهمة تحرك إرهابيين أو مشتبه بهم أو نقل المتفجرات أو الأسلحة.
وما تزال التحقيقات جارية مع مسؤولين وعناصر أمن في منطقة التفجير ومحيطها، وكذلك مع مشتبه به تم اعتقاله بعد ساعات من وقوع الاعتداء".
وتشير التسريبات أيضا التي أكدتها عدة مصادر برلمانية لـ"العربي الجديد"، إلى أن بعض القيادات الأمنية والعسكرية اعتذرت بداية عن الحضور إلى مجلس النواب من أجل التحقيق، إلا أنهم حضروا بعدما أرسل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، رسائل تهديد بأنه سوف يتم عزلهم من مناصبهم في حال لم يحضروا.
وأصدرت وزارة الداخلية العراقية بيانا عقب الاعتداء الإرهابي قالت فيه إنه تم اعتقال المتورط بالهجوم من قبل قوات الأمن، وبالتعاون مع الأهالي، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية عراقية نقلا عن مصادر لم تسمها أن المتورط اعتقل داخل مطعم قرب مكان الهجوم الإرهابي.
من جانبه، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم المحمداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "التحقيقات بشأن الخروقات في محافظة كربلاء ما زالت جارية، ولم يتم اتخاذ أي قرار من مجلس النواب على ضوء التحقيقات".
وبين المحمداوي أن "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سوف تعلن نتائج التحقيق التي سوف تتضمن توصيات، قد يكون بعضها ملزما، مثل تغيير قيادات أمنية.
بالمقابل، أكد المراقب للشأن العراقي عبد الله الركابي، لـ"العربي الجديد"، أن "معظم الخروقات الأمنية تتم بسبب وجود فساد داخل المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية".
وبين أن "ما حدث بتفجير كربلاء، يثبت وجود عناصر سهلت مهمة الإرهابي بنقل العبوة الناسفة ووضعها في الباص، الذي تمكن من تجاوز عدد من نقاط التفتيش" مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية ربما تكون قد أغرت بعض العناصر الأمنية بالمال.