أبوظبي تُسقط قناعها: خلفان يربط حلّ الأزمة الخليجية بتخلّي قطر عن المونديال

09 أكتوبر 2017
الحصار "لن يشكل خطراً" على المونديال (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي حملت فيه تصريحات الكويت تفاؤلاً بحل الأزمة الخليجية، التي افتعلتها دول الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) ضدّ قطر منذ حوالى 4 أشهر، خرجت الإمارات لتعلن من جديد عن عراقيل وشروط للحل، على غرار الإملاءات السابقة، لكن هذه المرة شملت اعترافاً بحقدها على استضافة الدوحة مونديال 2022، طالبةً التخلي عن الأمر كشرط للحل، ما يوضح الدور الإماراتي في التحريض على قطر بهذا الملف.

وقال مسؤول أمني إماراتي بارز، إنه يمكن حل الأزمة الخليجية، إذا تخلت قطر عن استضافة بطولة كأس العالم عام 2022، في أول ربط من مسؤول في الدول الأربع المحاصرة لقطر، بين ملف استضافة المونديال والحصار المفروض.

وجاء هذا الكلام على لسان نائب رئيس الشرطة والأمن في دبي، المغرّد، ضاحي خلفان، في تغريدة له على موقع "تويتر"، أمس الأحد.




وكانت مؤسسة "كورنرستون" العالميّة للاستشارات قد نشرت تقريراً تحت عنوان "قطر تحت المجهر: هل كأس العالم لكرة القدم 2022 في خطر؟" زعمت فيه أن قطر لن تتمكّن من تلبية متطلّبات ذلك الحدث العالمي في موعده. وفي محاولة مكشوفة لتنفير المستثمرين العالميين، حذّرت الشركات المتعاقدة مع الدوحة من أنّ إلغاء المشاريع "بشكل مفاجئ" قد يكون أمراً ذا "خطورة اقتصادية بالغة عليها" بعد الأزمة الخليجية. 

وعند البحث عن خلفيّات تلك المؤسسة، ومؤسسها، غانم نسيبة، يتبين بوضوح علاقة الأخير مع الإمارات ومشاريعها؛ إذ إنّ الرجل رأس حربة في حملة التحريض التي تطاول قطر. وقد وصفها سابقاً بأنّها "منظمة إرهابية يحكمها غسل أموال إرهابيين إسلاميين". ويروّج أفكاره تلك في وسائل الإعلام الغربية كما في الأذرع الإعلامية لدول الحصار، ويعدّ ضيفاً دائماً على قناة "سكاي نيوز"، فيما تلجأ إليه الصحف الإماراتية والسعودية، حيث يقدّم كباحث، لشنّ حملتها ضدّ قطر. ويسخّر الرجل صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للغاية نفسها أيضاً.

كما أن تنقّل نسيبة الدائم بين دبي ولندن، حيث مقرّ شركته، وقربه من خالد الهيل، والذي نصّب نفسه "زعيمًا للمعارضة القطريّة في الخارج"، وحضوره الدائم في وسائل الإعلام المموّلة إماراتيًّا؛ كلّها تكفي كمؤشّرات إلى الدافع السياسي الكامن وراء التقرير من ناحية وإلى الجهة المموّلة.

وكان أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المسؤولة عن مشاريع الملاعب والبنية التحتية الخاصة بالمونديال، حسن عبد الله الذوادي، قال لوكالة "أسوشييتد برس"، يوم الجمعة الماضي، إن محاصرة بلاده "لن تشكل خطراً" على البطولة.

الكويت ترسل دعوات القمة الخليجية خلال أيام

بموازاة ذلك، تبدأ الكويت خلال أيام إيفاد مبعوثين إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لتسليم رسائل إلى القادة تتعلق بدعوتهم إلى القمة الخليجية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وكان نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، قد أكّد قبل أيام أن "الكويت على أهبة الاستعداد لاحتضان القمة الخليجية"، مشيراً إلى أن "الوساطة الكويتية مستمرة وستتواصل إلى أن نصل لنهاية سعيدة لهذا الخلاف المؤسف".

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة، من قبيل تسليم تقارير دوريّة في تواريخ محدّدة سلفًا لمدّة عشر سنوات، وإمهال قطر عشرة أيام للتجاوب معها، ما جعلها أشبه بوثيقة لإعلان الاستسلام وفرض الوصاية.

وشملت الإملاءات المرفوضة من الدوحة، خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، فضلاً عن إغلاق قنوات الجزيرة، وعدد من وسائل الإعلام، بينها موقع وصحيفة "العربي الجديد"، الأمر الذي رفضته الدوحة.

(العربي الجديد)

المساهمون