مصادر في "حماس": نتفهّم المخاوف المصرية من مواجهة مع الاحتلال

18 ابريل 2018
المصادر: لقاء وفد "فتح" ليس ضمن أجندة "حماس"(العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت مصادر قيادية في حركة "حماس" موجودة في القاهرة، أن وفد الحركة الذي وصل العاصمة المصرية، أمس الثلاثاء، سيلتقي مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات خلال 48 ساعة القادمة؛ لبحث ملفات أوّليّة قبل الجلوس مع رئيس الجهاز اللواء عباس كامل.

وأوضحت المصادر، أن الزيارة هذه المرة مركزة على قضيتين بالأساس؛ وهما الأوضاع المعيشية في غزة، ومناقشة ما طُرح من جانب الاحتلال لمفاوضات حول الأسرى في سجون الاحتلال، بوساطة مصرية.

وشددت المصادر على أنه لا يوجد أمور تفصيلية في الوقت الراهن، متابعة: "ننتظر أن نسمع من الجانب المصري الذي يقوم بجهود حثيثة لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني".

وأوضحت أن لقاء وفد حركة "فتح" ليس ضمن أجندة وفد "حماس"، مرجّحة تأجيل الحديث بشأن مسار المصالحة الداخلية في الوقت الراهن. لافتة إلى أن "حماس" ردت بشكل رسمي خلال زيارة خاطفة قام بها وفد من جهاز المخابرات المصري إلى غزة، أنها مستعدة لاستكمال أي مباحثات متعلقة بما تم الاتفاق عليه مسبقاً في القاهرة، من دون الدخول في مناقشات بشأن اشتراطات جديدة للسلطة الفلسطينية وحركة "فتح".

ويضم وفد الحركة، الذي وصل مساء الثلاثاء، كلاً من صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وموسى أبو مرزوق مسؤول ملف العلاقات الخارجية بالحركة، وحسام بدران مسؤول ملف العلاقات الوطنية، وخليل الحية عضو المكتب السياسي.

ويتضمن الوفد حضور اثنين من قادة المكتب السياسي المحسوبين على كتائب "القسام"، الجناح العسكري للحركة المعني بصفقة تبادل الأسرى، وهما صالح العاروري، وحسام بدران.

وأكد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، "الثلاثاء"، استعداد حركته لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، من أجل التوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال هنية في كلمة متلفزة، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني: "نحن في حركة حماس مستعدون لبدء المفاوضات من أجل تحقيق صفقة تبادل عبر طرف ثالث ووسيط"، مضيفاً: "أؤكد لكم وأطمئنكم بأن لدى المقاومة ما يمكن أن تحقق فيه هذه الأمنية العظيمة التي ينتظرها شعبنا".

وكانت "كتائب القسام" الذراع العسكرية لـ"حماس"، أعلنت في الثاني من إبريل/ نيسان 2016، أن بين يديها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم عبر كلمة متلفزة للمتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول مصيرهم.

وشدّدت على أن أي معلومات حول الجنود الأربعة لن يحصل عليها الاحتلال، إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.

وتقول إسرائيل إن اثنين من الجنود قتيلان، والآخرَين مدنيان دخلا قطاع غزة بـ"الخطأ".

يشار إلى أن "حماس" وإسرائيل توصلتا في 2011 إلى صفقة تبادل للأسرى أطلقت خلالها الحركة سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل 1044 أسيراً وأسيرة، لكن قوات الاحتلال أعادت اعتقال نحو 55 منهم.

وترفض "حماس" البدء في أي مفاوضات بشأن أسرى الاحتلال، قبل إطلاق سراح مَن أعادت إسرائيل اعتقالهم من المحرّرين في صفقة وفاء الأحرار.


وتقول المصادر الحمساوية التي تحدثت لـ"العربي الجديد": "يبدو أن الاحتلال يريد أن يوقِف مسيرات شعبنا في القطاع، قبل ذكرى النكبة، التي تحل قريباً، حيث ستكون ذروة التحركات الشعبية".

وتتابع المصادر: "في الوقت ذاته، نحن نقدّر المخاوف المصرية من اندلاع مواجهة جديدة مع القطاع تشعل الحدود الشرقية لمصر، في الوقت الذي يخوض الجيش المصري مواجهات قوية مع العناصر المتطرفة في سيناء".

وأضافت: "ولكن على الجميع ألا يغفل أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أوشك صبره على النفاد... في ظل أوضاع إنسانية ومعيشية وحصار صعب للغاية، في وقت تتخلى فيه السلطة نفسها عن التزاماتها، وإن لحظة الانفجار باتت وشيكة".

المساهمون