قال وزير الإعلام بالحكومة الشرعية في اليمن، معمر الإرياني، فجر الأربعاء، إن التصعيد الذي قام به "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً وصولاً لإعلان انقلاب مكتمل الأركان، لم يستهدف الحكومة الشرعية في المناطق المحررة فحسب، بل الجهود السعودية لإعادة الاستقرار لليمن أيضاً.
وفي سلسلة تغريدات على "تويتر"، اتهم الوزير "المجلس الانتقالي" بتنفيذ "انقلاب مكتمل الأركان" على الدولة واتفاق الرياض والقرارات الدولية، و"استهداف كينونة الدولة والنسيج الاجتماعي، وجهود المملكة العربية السعودية لإعادة الأمن والاستقرار لليمن".
وذكر الوزير اليمني، أن الحكومة "قدّمت التنازلات تلو التنازلات للمجلس الانتقالي وصولا لتوقيع اتفاق الرياض، وتعاطت بمسؤولية وحرص مع الاتفاق بهدف تجنيب العاصمة المؤقتة عدن وأهلها أي مواجهات وحقن الدماء وإنجاح جهود الجهود لرأب الصدع وتوحيد الجهود لمواجهة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران".
وأضاف "تعاطى الانتقالي مع هذه التنازلات باستخفاف واعتبرها مؤشر ضعف، ومضى دون اكتراث بتعقيدات المشهد السياسي والعسكري والإنساني في تنفيذ خطوات أحادية الجانب لم تبدأ بإعلان حالة الطوارئ في مدينة عدن وما سمي الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية ونهب إيراداتها وتصعيد الأوضاع في محافظة سقطرى".
واتهم الوزير اليمني، الانتقالي بـ"تعقيد المشهد وإرباك جهود الحكومة والتحالف بقيادة السعودية، وتقديم خدمات مجانية لم تكن تحلم بها المليشيا الحوثية ومن خلفها إيران".
وأشار الإرياني، إلى أن انقلاب المجلس الانتقالي "مثّل طعنة غادرة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي تخوض مواجهات مفتوحة وحاسمة مع المليشيا في جبهات مأرب والجوف والبيضاء".
وفيما جدد تمسك الشرعية باتفاق الرياض، أكد الوزير اليمني أن "الحرص على تنفيذه لن يحول دون الحكومة والتزامها بأداء مسؤولياتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن واستقرار اليمن وسلامة وحدة أراضيه، والتصدي للمشاريع الانقلابية والفوضوية التي تحاول تمزيق البلد وإعادته عقودا للوراء، وتكريس السيطرة الإيرانية للإضرار بأمن واستقرار المنطقة".
وتشير تصريحات الوزير اليمني، إلى أن الشرعية ستتخذ، وبضوء أخضر سعودي، خطوات جديدة لردع الانتقالي.
وكان مراقبون قد أكدوا في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن ما قام به حلفاء الإمارات، يعد "إهانة متعمدة" للسعودية التي تقدم نفسها كوسيط بين الشرعية والانفصاليين من خلال رعايتها لاتفاق الرياض المتعثر.
ويبدو أن السعودية ستلجأ للتصعيد ضد الانتقالي الجنوبي، ومساء الثلاثاء، نشرت وكالة "واس" السعودية الرسمية، التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية اليمنية والتي لوّحت فيها بحرب ضد حلفاء الإمارات، بعد ساعات من التزام الصمت حيالها.
وتشهد محافظة أبين، جنوبي اليمن، تحشيدات عسكرية للحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين، امتدت إلى اشتباكات محدودة خلال اليومين الماضيين في أطراف مدينتي "زنجبار" و"شقرة".
وأسفرت الاشتباكات بقذائف المدفعية والهاون، عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وسط نوايا حكومية لاستعادة عاصمة محافظة أبين من المجلس الانتقالي الذي يسيطر عليها منذ أواخر أغسطس/آب الماضي.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، مقتل عادل السافع، قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثالث دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي، بقصف مدفعي للقوات الحكومية، ومعه عدد من مرافقيه.
وأشارت المصادر إلى أن القصف استهدف تجمعا للقوات الانفصالية التي تم الدفع بها من عدن إلى أبين من أجل التصدي لتقدم القوات الحكومية.