نتنياهو يختار الحياد بين كلينتون وترامب لعدم تكرار "الأخطاء"

02 سبتمبر 2016
نتنياهو يسعى لعدم تكرار تجربة الخلاف مع أوباما(Getty/Baz Ratner-Pool)
+ الخط -
لم يتجرأ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على إظهار أي إشارة أو الإدلاء بأي موقف من المعركة الانتخابية الرئاسية الأميركية، خلال لقاء مطول عقده، قبل أيام، مع وفد أميركي يضم أعضاء في الكونغرس، ومسؤولين سابقين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أحد أعضاء الوفد الأميركي أن نتنياهو تناول، خلال الجلسة التي عقدت بالقدس المحتلة، واستمرت ثلاث ساعات، عدداً كبيراً من القضايا، منها ما تشهده سورية ودول الشرق الأوسط من حروب ونزاعات، مشددا على ضرورة قيام واشنطن بدور أكبر في تطورات المنطقة، والتخلي عن سياسة الانكفاء والانسحاب، غير أنه، حسب تقرير الصحيفة، تجنب ذكر الانتخابات الأميركية أو إبداء أي تعليق مباشر على المعركة الانتخابية التي تشغل أميركا والعالم بين المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والمرشحة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون.  

وقارن تقرير الصحيفة بين الموقف الحالي المتحفظ لنتنياهو من الشأن الانتخابي الأميركي، وامتناعه عن لقاء أي من المرشحين، وبين موقفه قبل أربع سنوات، حين استقبل ميت رومني، المرشح الرئاسي الجمهوري، الذي خاض السباق إلى البيت الأبيض ضد الرئيس باراك أوباما.


كما أشارت الصحيفة إلى انحياز نتنياهو العلني إلى الجمهوريين، عندما قبل دعوة حزبية لزيارة الولايات المتحدة لم تحظ برضى البيت الأبيض، وإلقاء خطابه الشهير أمام الكونغرس، حيث وجه انتقادات قاسية للرئيس الأميركي وسياسته تجاه إيران وبرنامجها النووي، ما اعتبر سابقة تاريخية في السياسة الأميركية، إذ لم يسبق أن تعرض أي رئيس أميركي لهجوم من مسؤول أجنبي من على منصة الكونغرس.

لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه ألغى، الربيع الماضي، زيارة كانت مقررة لواشنطن، وتغيّب عن مؤتمر "إيباك" لليهود الأميركيين، تجنبا للقاء المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية الذين تسابقوا على تقديم الولاء لإسرائيل، وجددوا العهد على تقديم كافة أشكال الدعم لها.

ويعتبر لجوء نتنياهو إلى اعتماد "سياسة التقيّة" تجاه الانتخابات الرئاسية الأميركية هو محاولة لطي صفحة الخلاف مع الإدارة الأميركية الديمقراطية، ومع الرئيس باراك أوباما شخصياً.

وقد سبق لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن أصدر تعليمات مشددة لوزراء حكومته والمقربين منه بعدم الإدلاء بتصريحات تتعلق بالشأن الانتخابي الأميركي، كما اضطر مطلع العام إلى إلغاء لقاء كان مقرراً مع ترامب، بعد موجة الاستنكار التي خلّفتها دعوة المرشح الجمهوري لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.  

ولاحظ تقرير "نيويورك تايمز" أن نتنياهو يفضّل فوز ترامب، كونهما ينتميان سياسياً إلى اليمين، فيما علاقته بكلينتون تشوبها خلافات هي امتداد للخلاف مع أوباما وإدارته حول عملية السلام مع الفلسطينيين.