دافع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأحد، عن كبير مساعديه دومينيك كامينغز، رافضا دعوات نواب من حزبه لإقالته على خلفية اتّهامات له بخرق قواعد الإغلاق المفروضة لمكافحة وباء كورونا (كوفيد-19).
وكامينغز هو العقل المدبّر لحملة بريكست الناجحة في عام 2016 إلى جانب جونسون، ومذّاك تثير شخصيته انقساما في المشهد السياسي البريطاني. وبعدما تولى رئاسة الحكومة العام الماضي عيّنه جونسون كبيرا لمساعديه.
ورفض رئيس الوزراء البريطاني الأحد الدعوات لإقالة كامينغز، الذي يتهم بأنه انتهك قواعد العزل بقيامه برحلة داخلية مع زوجته التي كانت تعاني من عوارض المرض. والأحد قال جونسون في مؤتمر صحافي إن كامينغز "تصرّف بمسؤولية ونزاهة وبشكل قانوني"، وذلك عقب محادثات ثنائية بين الرجلين.
وأضاف جونسون "أعتقد أنه اتّبع غريزة الأب" حين أجرى رحلته لإيجاد الرعاية اللازمة لابنه، بعدما كان فيروس كورونا على وشك شل قدراته وقدرات زوجته، معتبرا أن كامينغز "لم يكن لديه خيار آخر".
وشوهد كامينغز مع ابنه الصغير قرب منزل والديه في دورهام في شمال شرق إنكلترا، على بعد أكثر من 400 كلم من منزله في لندن يوم 31 مارس/آذار، وذلك بعد يوم من إعلانه أنه هو نفسه يعاني من عوارض كوفيد-19. وأفادت صحيفتا "ذي أبزرفر" و"صنداري ميرور" بأن كامينغز انتهك القواعد مرة أخرى، وشوهد في دورهام مرة ثانية في 19 إبريل/نيسان، بعد أيام من عودته للعمل في لندن عقب رحلته الأولى، وذلك نقلاً عن شهود لم تكشف هوياتهم.
وقال شاهد ذكر اسمه للصحيفتين إن كامينغز شوهد أيضاً في بلدة بارنارد كاسل على بعد نحو 30 كلم من دورهام في 12 إبريل. ونفى كامينغز بشدة الادعاءات التي أثارت موجة غضب في البلاد، بخاصة لدى أشخاص تجنّبوا التواصل المباشر مع أقارب مسنين قضوا بسبب الفيروس.
وأعلن جونسون الأحد أن المدارس الابتدائية البريطانية ستعيد فتح أبوابها جزئيا اعتبارا من مطلع يونيو/حزيران، لكن دفاعه عن كامينغز طغى على إعلان إعادة فتح المدارس. ورأت كبيرة المسؤولين الطبيين في بريطانيا أن هناك هامشاً للمناورة في حال كان الوالدان مريضين، معتبرةً أن "كل التوجيهات لا تخلو من عنصر الحس السليم، الذي يعني حماية الراشدين والأطفال".
ولم يتّضح ما إذا كانت تظهر على كامينغز عوارض المرض عندما أجرى رحلته. وطالب النائب المحافظ ستيف بايكر المؤيد لبريكست والمنتقد لكامينغز، بإقالة الأخير، كذلك اعتبر زميله بيتر بون أن كامينغز "يجب أن يرحل".
ورأى كثر تناقضا بين الدفاع عن كامينغز وطريقة التعامل مع كبيرة المسؤولين الطبيين في اسكتلندا ومستشار للحكومة اضطرا للاستقالة بسبب خرق قواعد العزل. وفاقم دفاع جونسون عن كامينغز موجة الغضب في البلاد. وقال رئيس حزب العمال المعارض كير ستارمر إن جونسون فشل في الامتحان، ولم يحسن تقدير التضحيات التي قدّمها الشعب خلال الأزمة.
وأضاف أنه سيكون من حق الشعب أن يعتبر أن هناك ازدواجية معايير عندما يتعلّق الأمر بكبير مساعدي رئيس الوزراء وغيره من المواطنين البريطانيين. وقال إن "موقف رئيس الوزراء يقوّض الثقة بتوجيهاته بشأن الصحة العامة في هذا التوقيت الحرج".
وجاء في تغريدة لإدارة الخدمة المدنية في المملكة المتحدة "متغطرس وقح"، و"هل يمكنكم تخيّل العمل مع مشوهي الحقائق هؤلاء"، لكن التغريدة سرعان ما تم حذفها. وأكدت الحكومة في حسابها على تويتر فتح تحقيق بشأن هذه التغريدة. ونفى كامينغز أيضاً تقارير نشرتها صحيفة "ذا غارديان" تفيد أن الشرطة تحدثت معه ومع عائلته مباشرة حول تلقيها معلومات في 31 آمارس تقول إنه في دورهام.
وتؤكد الشرطة أنها تواصلت مع والد كامينغز عبر الهاتف، لكن الوزير شابس قال الأحد إن العائلة هي من اتصلت بالشرطة من أجل الحديث عن الترتيبات الأمنية. وقال كامينغز السبت لحشد صحافيين عند مغادرته منزله إن "المسألة تتعلق بالقيام بما هو صائب، وليس بما تعتقدونه أنتم"، مؤنباً إياهم لعدم احترام قواعد التباعد الاجتماعي.
وأعلنت الحكومة البريطانية أواخر مارس أن كامينغز في العزل الذاتي لمعاناته من عوارض الفيروس. وأصيب بوريس جونسون كذلك بالوباء وأمضى وقتاً في العناية المركزة.
وبريطانيا هي الدولة الأكثر تضرراً من كوفيد-19 في أوروبا، وقد سجّلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية 118 وفاة إضافية، ما يرفع إلى 36 ألفا و793 الحصيلة الإجمالية للوفيات على أراضيها.
(فرانس برس)