"تفاهمات أولية" بين أنقرة وواشنطن لتسوية الخلافات

07 اغسطس 2018
أكد الجانبان استعدادهما لتطوير العلاقات الدبلوماسية وحل المشاكل (Getty)
+ الخط -
هدأت حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، بعدما توصل الجانبان إلى "تفاهمات أولية"، لحلّ الخلافات التي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، فيما يتوقع أن يزور وفد تركي واشنطن في غضون اليومين القادمين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، في وقت أجرى وزيرا خارجية البلدين اتصالاً هاتفياً بحث العلاقات الثنائية، بحسب ما أعلنت الخارجية التركية.

وقالت المصادر إن الجانبين الأميركي والتركي توصلا إلى "تفاهمات أولية" من خلال الاتصالات الجارية بين الطرفين، لافتةً إلى أنهما اتفقا على مواصلة المباحثات وجهاً لوجه خلال الأيام المقبلة.

وذكرت المصادر بحسب ما نقلت صحيفة ديلي صباح، أن وفداً دبلوماسياً تركيا سيزور مدينة واشنطن خلال يوم أو يومين على أبعد تقدير للتوصل إلى اتفاق لحل الخلافات الأخيرة بين البلدين.

كما قالت محطة "سي إن إن ترك التلفزيونية، بحسب وكالة "رويترز"، إن الحكومة التركية حددت أفراد وفد سيزور الولايات المتحدة لبحث الأزمة الراهنة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.

وخلال الاتصالات، أكد الجانبان الأميركي والتركي استعدادهما لتطوير العلاقات الدبلوماسية وحل المشاكل التي اعترضت العلاقات بين البلدين عبر الحوار الدبلوماسي والموقف البناء.



اتصال بومبيو - جاووش أوغلو

وفي تأكيد لاستمرار تواصل الحوار لحل الخلافات، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم، مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل حل الخلافات القائمة بينهما، وذلك في اتصال هاتفي، بحسب ما أكدت مصادر في الخارجية التركية.

وكان جاووش أوغلو التقى نظيره الأميركي قبل أيام في سنغافورة على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان"، حيث تناولا أيضاً العلاقات الثنائية.

وذكر جاووش أوغلو حينها أن اللقاء كان بنّاءً، وأنه اتفق مع بومبيو على تكثيف التعاون لحل المشاكل العالقة بين الجانبين.

ويبدو أن أصداء الزيارة التي تحدثت عنها المصادر الدبلوماسية، قد انعكست بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي، حيث ارتفعت العملة التركية إلى 5.25 ليرات مقابل الدولار صباح اليوم الثلاثاء، بعدما تراجعت إلى مستوى قياسي منخفض عند 5.4250 ليرات مساء أمس الإثنين بفعل مخاوف المستثمرين بشأن العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وشهدت العلاقات التركية - الأميركية توتراً كبيراً خلال الأيام الماضية، بعدما نفّذت الولايات المتّحدة تهديداتها، مطلع هذا الشهر، وفرضت، عقوبات على وزيري العدل التركي، عبد الحميد غل، والداخلية، سليمان صويلو، بسبب احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون، في حين نددت الخارجية التركية بالقرار وقالت إنها سترد عليه بالمثل، وهو ما حدث فعلاً.

وكانت المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي حصلت منتصف يوليو/تموز عام 2016، المنعطف الذي جعل العلاقات تتراجع أكثر رويداً رويداً.

وتتلخص الأزمة بين الطرفين بعدة نقاط، على رأسها عدم تجاوب الجانب الأميركي مع الطلب التركي بتسليم الداعية فتح الله غولن زعيم جماعة "الخدمة" المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، المتهم الأول بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، إضافة إلى الملف السوري حيث تقاربت تركيا مع روسيا وإيران وعملت معهما في تعاون استراتيجي، وكذلك الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية وعملية منبج، إضافة إلى السعي التركي لشراء صواريخ إس400 من روسيا، والرد الأميركي بعرقلة تسليم مقاتلات إف35، وأيضاً ملف مدير مصرف هالك بانك التركي هاكان أتيلا المعتقل في أميركا.

المساهمون