كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن نية لشبونة السير على خطى السلطات الاسبانية لناحية التعويض على اليهود الذين تمّ طردهم في القرن السادس عشر، من خلال إعطائهم جواز سفر برتغالي، وهو ما وافق عليه البرلمان البرتغالي. وأوضح وزير السياحة البرتغالي، أدولفو ماسكيتا نونس، أن حكومته ستنتهي قريباً من صياغة القانون الخاص بإعادة الجنسية البرتغالية لليهود الذين طردوا من البرتغال تحت وطأة حملات "محاكم التفتيش" آنذاك. وأشارت الصحيفة إلى أن الجالية اليهودية في البرتغال كانت تعدّ حوالي 400 ألف شخص طُردوا منها في القرن السادس عشر، بعد سقوط الأندلس.
وأشارت الصحيفة إلى أن يهود البرتغال قد فروا إلى كل من المغرب ودول شمال أفريقيا، بينما وصل بعضهم إلى هولندا وإيطاليا، ووصل قسم آخر مع أوائل المهاجرين الأوروبيين إلى نيويورك.
ونقلت الصحيفة عن السفير البرتغالي في تل أبيب، ميغييل دي ألميدا، وهو يهودي الأصل، قوله إن الحكومة البرتغالية تعكف الآن على ترجمة القانون إلى نظم ولوائح إدارية، حتى تمكن اليهود من تقديم طلبات التجنس. وأوضح أن ذلك سيتم بناءً على لوائح بأسماء العائلات اليهودية، التي تم استخدامها خلال محاكم التفتيش وملاحقة اليهود، وهي محفوظة في الأرشيف الرسمي. ولن يطلب من الإسرائيليين أو اليهود، للحصول على جواز السفر البرتغالي، سوى إثبات علاقة تاريخية مع البرتغال، وأن يكونوا من دون سوابق جنائية.
في المقابل، أعلن رؤساء الجاليات اليهودية في البرتغال، أنهم يحتفظون هم أيضاً، بلوائح بأسماء اليهود وعائلاتهم، مع الإشارة إلى أن الصعوبة الوحيدة ستكون في تحديد مسقط رأس هذه العائلات، هل هي من البرتغال أم من أسبانيا؟
وكان البرلمان الاسباني قد قرر، الأسبوع الماضي، السماح بمنح يهود إسبانيا، ممن تثبت جذورهم في شبه الجزيرة الايبيرية، جواز سفر اسبانياً، من دون اشتراط تخليهم عن الجواز الإسرائيلي. وقد أثار القرار ضجة كبيرة في إسرائيل، تُرجمت بتدفق مئآت الإسرائيليين إلى السفارة الاسبانية لدى الدولة العبرية، لاستيضاح أحقية حصولهم على جواز اسباني، تمهيداً للحصول على جواز أوروبي.
وتشكو الجهات الرسمية في دولة الاحتلال، من "ضعف الرابط الوطني" المتمثل في سعي عشرات آلاف الإسرائيلين، منذ سنوات، إلى الحصول على جواز سفر، إضافة إلى ذاك الإسرائيلي. وقبل أعوام، سُجّل توجُّه أكثر من 30 ألف إسرائيلي، بطلبات الحصول على جواز سفر بولندي، وآلاف من أصول هنغارية يسعون للحصول على الجواز الهنغاري، وخصوصاً بعد قبول هنغاريا في الاتحاد الأوروبي. وفي السياق، سعى آلاف من الإسرائيلين، من أصول رومانية، إلى الحصول على جواز سفر روماني، من دون أن يضطروا إلى التنازل عن جوازهم الإسرائيلي.
ويشكل الجواز الأوروبي بالنسبة للإسرائيليين، "طوق نجاة" في حال تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة. كما توفر هذه الجوازات، خصوصاً ليهود فرنسا، من أصول مغاربية، ويهود البلدان العربية، وسيلة لدخول الدول العربية، وقد سبق أن تم ضبط عدد من هؤلاء في الدول العربية ممن دخلوها بجوازات سفر غربية، بعدما تبين أنّ عدداً منهم يعملون لصالح السلطات الإسرائيلية وأجهزة استخباراتها. كما توفر هذه الجوازات على إسرائيل، مساعي تزوير جوازات أجنبية، على غرار ما حدث مع الفريق الإسرائيلي الذي نفذ اغتيال القيادي في حركة "حماس"، محمود المبحوح، في دبي، عام 2010، عبر الاستعانة بجوازات أوروبية تبين أن بعضها مزيف وآلاخر مسروق).