واشنطن تدعو لاجتماع عاجل بالأردن بعد خرق الهدنة بجنوب سورية

13 مارس 2018
النظام قصف أحياء سكنية بريف درعا (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
دعت الولايات المتحدة، إلى عقد اجتماعٍ عاجلٍ في الأردن، بسبب قلقها من وقوع هجمات في جنوب غرب سورية، داخل منطقة "خفض التصعيد" التي جرى التفاوض عليها العام الماضي، وذلك وفق ما أعلن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، أمس الإثنين.

وقال المسؤول، في بيان، أوردته "رويترز"، إنّه "إذا صحّت هذه التقارير، فإنّ هذا يمثّل انتهاكاً صريحاً من قبل الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في جنوب غرب البلاد، من شأنه أن يوسّع نطاق الصراع".

وذكر البيان: "نحثّ كل الأطراف في منطقة عدم التصعيد بجنوب غرب البلاد، على الامتناع عن القيام بأي تصرفات تعرّض وقف إطلاق النار للخطر، وتجعل التعاون في المستقبل أكثر صعوبة".

وأضاف البيان "دعونا إلى اجتماع عاجل في الأردن لمراجعة الوضع في جنوب غرب سورية، وضمان الحفاظ على منطقة عدم التصعيد التي ساعدت أميركا في التفاوض عليها".

وجُرح مدنيون، أمس الإثنين، بقصفٍ جوي للنظام السوري على ريف درعا جنوب البلاد، هو القصف الجوي الأول في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في الجنوب السوري، منذ يوليو/تموز الماضي.

وجاء هذا التطور في ظل الحديث عن احتمال عملية عسكرية ستشنّها المعارضة السورية المسلّحة ضدّ النظام السوري، دعماً للغوطة الشرقية المحاصرة، في ظل سريان وقف إطلاق النار في مناطق سيطرة المعارضة جنوب سورية برعاية روسية أميركية.

واليوم الثلاثاء، واصل النظام السوري، القصف على مدن وبلدات درعا في جنوب سورية، الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتحدّث الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، عن "وقوع قصف بعربات الشيلكا من قوات النظام، صباح اليوم، على أطراف بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، في حين تعرّضت بلدة الصورة في ريف درعا الشرقي، لقصف مدفعي من قوات النظام، دون وقوع إصابات بشرية".

كما تعرّضت مناطق في أحياء المنشية، وطريق السد بمنطقة البلد في مدينة درعا، لقصف مدفعي من قوات النظام، الليلة الماضية، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، فيما قصف الطيران الحربي مساء أمس الإثنين بلدات وقرى أبطع والمسيفرة وايب وصيدا وبصر الحرير والحراك والصورة والغارية الغربية في أرياف درعا، موقعاً أضرارا مادية.

وفي السّياق، قال مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لم يحدّد فيما إذا كان الاجتماع سيضم ممثلين عن فصائل المعارضة السورية المسلحة في الجنوب، أو سيقتصر على أعضاء غرفة الموك الرئيسيين (بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية)، كما لم يتبين موعد الاجتماع".

وأوضح المصدر، أنّ الدعوة للاجتماع "تأتي بهدف الضغط على روسيا والنظام السوري، وجاء تزامناً مع طرح واشنطن لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، والتحذيرات التي أطلقتها مندوبة الولايات المتحدة نيكي هيلي، للنظام السوري".

وأضاف المصدر أنّ "هناك معلومات تشير إلى نية دول غرفة الموك الرئيسية، تحديد أهداف تابعة للنظام السوري، من أجل ضربها، في حال عدم التوصّل إلى قرار حقيقي ملزم بوقف إطلاق النار عبر مجلس الأمن".


وأُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار، في جنوب سورية، إثر اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين بهامبورغ الألمانية، يوليو/تموز الماضي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وقع ممثّلون عن الأردن والولايات المتحدة وروسيا، في العاصمة عمّان، مذكرة مبادئ لتأسيس منطقة "خفض التصعيد" المؤقتة في جنوب سورية، بعد أشهر من توصل الأطراف الثلاثة لاتفاق وقف إطلاق النار المذكور.
وتضم منطقة الجنوب السوري، أكثر من 70 فصيلاً عسكرياً، من "الجيش السوري الحر"، وفصائل المعارضة المسلحة، وجميعها تتلقى الدعم من غرفة الموك، ودخلت في اتفاق وقف إطلاق النار.