فرنسا: توجيه اتهام جديد للحارس الشخصي السابق لماكرون

16 ديسمبر 2018
وجّه 3 قضاة اتهاماً ثانياً لبنعلا (Getty)
+ الخط -
اتهامٌ ثانٍ وجّهه ثلاثة من قضاة التحقيق، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد ثماني ساعات من التحقيقات، إلى ألكسندر بنعلا، رئيس مكتب الرئاسة المساعد، والحارس الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتأتي هذه الاتهامات الجديدة في لحظة عصيبة يعيشها ماكرون، بسبب أزمة "السترات الصفراء"، ولا يزال المتظاهرون يتذكرون قولاً شهيراً تلفظ به، وهو يتحدث، للمرة الأولى، وأمام نواب حركته السياسية، عن "قضية بنعلا": "فليأتوا للبحث عني"، وهو ما حاول الكثير من أفراد "السترات الصفراء" ترجمتَه على الأرض من دون جدوى.

ويأتي هذا الاتهام لبنعلا، بعد الاتهام الأول بخصوص العنف الذي مارسه بنعلا ضد متظاهرين في ساحة كونترسكارب، في الأول من مايو/ أيار الماضي، وكان حضوره حينها باعتباره مراقباً، وتناقلت وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيرية صورته وهو يعنف رجلاً وامرأة.

وقد وُجّهت لأكسندر بنعلا، بعد ساعات الاستنطاق الثماني، تهمتا "التدخل في ممارسة وظيفة عمومية" و"عنف متعمد جماعي".

ويتعلق الأمر بممارسة العنف ضد شخص باسم خليفة م، احتمى بحديقة النباتات في باريس الخامسة، من مطاردات الشرطة، أثناء ممارسة شغب، في عيد العمال. ويشدد بنعلا على أن تصرفاته أملاها استخدام المتهم بتوجيه مقذوف إلى الشرطة في ظهورهم، وهو ما ينفيه المعنيُّ بالأمر، جازماً. وأكد بنعلا، أمام القضاة، أنه لا يعرف كُنْه رد فعله الذي جعله يعدو وراءه مع فانسان كراز، قبل أن يقول لاحقاً إنه "رد فعلٍ مواطنيّ".

ويضيف المتهم بأنه تسلم هذا المواطن من قبل قوات الأمن التي أوقفته، وأنه قام بحركة من حركات فنون الحرب خلال تعامله معه، من أجل السيطرة عليه، لكن دون أن يتفوه أمامه بما يشعره بأنه من القوى الأمنية. وحول الأسباب التي دفعته إلى القيام بهذه التصرفات، لم يتردد بنعلا في القول إنها "تقديم مساعدة للقوات العمومية من أجل إيقاف مجرم عنيف، ارتكب، للتوّ، عملاً خطيراً ضد الشرطة"، وهو الجواب ذاته الذي دافع عنه أمام الصحافة والقضاء في ما يتعلق بالعنف الذي مارسه في ساحة كونترسكارب.


ورداً على سؤال القضاة حول طبيعة مهمته في الأول من مايو، كمراقب، لم يجد بنعلا من جواب سوى: "لست أدري ما الذي تعنيه مهمة مراقبة. لن أجيب عن هذا السؤال. قمت بإيقاف مجرم"، قبل أن يضيف "لقد أوقفت مجرماً. فإمّا أن يكون المرء شريفاً جداً، من الناحية الفكرية، ويتم قبوله، وإمّا أن نواصل المشي على رؤوسنا ونقوم بتغذية النظام الميديوي المرتكز على مقال غير شريف".


وشهد التحقيق مع بنعلا لحظات أظهر فيها هذا الأخير ما يقترب من التعجرف، إذ لم تخل إجاباته من الضحك، مرتين، وهو ما دفع القضاة لمطالبته بوقف ضحكه، مذكرين إياه بأنهم يقومون بعملهم، ثم انتهى بهم الأمر إلى توجيه الاتهام له بسبب تصرفاته تجاه خليفة م.

ويجب أن يحسّ ألكسندر بنعلا بأنه محظوظٌ، لأن القضاة لم يحاسبوه على الصورة "السيلفي" التي يبدو فيها شاهراً مسدساً، سيقول للقضاة إنه مسدس ماء.