الحرس السعودي أراد مساعدة الناقلة الإيرانية عند استهدافها.. وطهران تتوعّد بردّ "مناسب"

12 أكتوبر 2019
إيران شكلت لجنة خاصة للتحقيق في الحادث (Getty)
+ الخط -
أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم السبت، أن بلاده "سترد بشكل مناسب" على الجهات الضالعة في استهداف ناقلتها، أمس الجمعة، قبالة ميناء جدة السعودي، فيما ذكرت السعودية في أول تعليق لها على الحادثة، بأنها أرادت تقديم "مساعدة لازمة"، للناقلة الإيرانية، لكن الأخيرة "قامت بإغلاق نظام التتبع الآلي، مع عدم الرد على اتصالات المركز".

يأتي ذلك في وقت أصدرت السلطات السعودية تعليقاً على الحادثة، قائلةً إن حرسها أراد تقديم المساعدة للناقلة الإيرانية عند تعرّضها لما وصفته بالـ"كسر"؛ وهو موقف يأتي وسط تقارير إعلامية وتحرّك وساطات إقليمية، لصالح تهدئة التوتر بين السعودية وإيران.

واتهم ربيعي في رسالة مكتوبة نشرها على قناته في "تليغرام" "أفرادا ومجموعات ودولا"، لم يسمها، بأنها "لا تفوت أي فرصة لتشديد الدمار في المنطقة"، قائلا إنها "تسعى إلى إغلاق أي منفذ للسلام والمصالحة في المنطقة"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى مساع تبذلها باكستان والعراق لرأب الصدع بين طهران والرياض.

وأضاف المتحدث الإيراني أن هذه الهجمات "وقعت في وقت تحتاج فيه المنطقة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الهدوء والسلام لترميم الجرح الناتج عن اقتتال الإخوة لفترة طويلة"، معتبرا استهداف الناقلة الإيرانية في البحر الأحمر "آخر الأعمال الشريرة حتى اللحظة، تقف وراءه جهات مشكوك في أمرها، عقدت عزمها مرة أخرى على خلق توتر آخر".

وأوضح ربيعي أن بلاده "بناء على ذلك ومن دون تسرع، تجري تحقيقات حول الحادث للوصول إلى الحقيقة"، مؤكدا أنها "ستنتظر لتتضح كافة أبعاد هذه المؤامرة لترد على مخططي هذا الهجوم الجبان بشكل مناسب".

واستحضر المسؤول الإيراني الاتهامات لبلاده بإخلال حرية الملاحة والوقوف وراء الهجوم على منشآت "أرامكو" في الرابع عشر من الشهر الماضي، "بدون دليل أو وثيقة" حسب قوله، متسائلا "هل هم مستعدون اليوم للدفاع عن حرية الملاحة في المياه الدولية والتنديد بالهجمات على الناقلة الإيرانية؟".

من جهته، كشف أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم، أن بلاده "وصلت إلى الخيوط الرئيسية لهذه المغامرة الخطيرة من خلال الفيديوهات الموجودة والأدلة الاستخباراتية"، من دون أن يوضح المزيد من التفاصيل.

وقال شمخاني، وفقا لما أوردته وكالة "نورنيوز" الإيرانية، إن "لجنة خاصة قد تشكلت للتحقيق في الهجوم على ناقلة سينوبا"، مضيفا أن "تقريرا سيرفع قريبا إلى السلطات المسؤولة لاتخاذ القرار بشأن ذلك".

وتابع شمخاني أن إيران "لن تبقى من دون رد القرصنة البحرية والأعمال الشريرة التي تستهدف ضرب أمن حركة السفن التجارية في الممرات الدولية"، مشيرا إلى "أعمال تخريبية أخرى" ضد ناقلتين إيرانيتين "هبينس وهلم" في البحر الأحمر خلال الشهور الماضية.

وقال المسؤول الإيراني إن "ضرب أمن الممرات الدولية يخلق مخاطر مقلقة للاقتصاد العالمي"، محملا "المخططين والمنفذين والداعمين لهذه الهجمات مسؤولية هذه الهجمات الاستفزازية".

إلى ذلك، قال مدير شركة الناقلات الإيرانية، نصرالله سردشتي، إن الناقلة الإيرانية المستهدفة تبحر نحو إيران "بسرعة"، مشيرا إلى أنها ستصل المياه الإيرانية "بعد تسعة أو عشرة أيام".

وأكد أن جميع أفراد طاقم الناقلة "بخير وسلام"، وأنه "تم إيقاف تسرب النفط من المخزنين المصابين للناقلة". ​

الرواية السعودية

وفي أول تعليق سعودي على الحادثة، أعلن المتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود السعودي، المقدم مسفر بن غنام القريني، اليوم، أن الحرس السعودي أراد تقديم "مساعدة لازمة" للناقلة الإيرانية بعد العلم بتعرضها لـ"كسر" في مقدمتها"، لكنه قال إن الناقلة "قامت بإغلاق نظام التتبع الآلي، مع عدم الرد على اتصالات المركز".

وحول ملابسات الحادثة، أضاف القريني، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية، أنه "عند الساعة (11:47) من يوم الجمعة 12 / 2 / 1441 هـ، تم استقبال بريد إلكتروني من المحطة الساحلية بجدة (Jeddah Radio) تتضمن تلقيهم رسالة إلكترونية من كابتن الناقلة (Sabiti) والتي تحمل العلم الإيراني، تُفيد بتعرض مقدمة الناقلة لـ(كسر)، نتج عنه تسرب نفطي في البحر من شحنة وخزانات الناقلة".

وأوضح أنه "عند تحليل المعلومات من قبل مركز التنسيق، بهدف القيام بتقديم أي مساعدة لازمة، تبين أن الناقلة واصلت سيرها، وأنها تبعد مسافة 67 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء جدة الإسلامي، وأنها قامت بإغلاق نظام التتبع الآلي، مع عدم الرد على اتصالات المركز".

وأكد المتحدث السعودي "التزام المملكة وحرصها على أمن وسلامة الملاحة البحرية، والتزامها بالاتفاقات والأعراف الدولية المنظمة لذلك". ​

وأمس الجمعة، بعد انتشار أنباء عن استهداف الناقلة الإيرانية "سينوبا" على بعد 60 ميلاً من ميناء جدة السعودي، أكدت الخارجية الإيرانية هذا الحادث في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الناقلة تعرضت لهجومين منفصلين بفاصل زمني حوالي نصف ساعة، إلا أنها أضافت أن "الوضع تحت السيطرة وطاقم الناقلة بخير ولم يصب بأي أذى".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن الناقلة كانت في شرقي البحر الأحمر حينما تعرضت للهجومين اللذين ألحقا أضرارا بالناقلة، حسب قوله. وأشار موسوي في الوقت نفسه إلى أن "وضعية الناقلة مستقرة"، كاشفا أن "أعمالاً تخريبية أخرى استهدفت ناقلات إيرانية في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية". وقال إن "التحقيقات جارية بخصوص الجهات المتورطة في هذه الأعمال".

وأوضح موسوي أن "التحقيقات التي أجرتها الشركة الوطنية للناقلات الإيرانية تظهر أن الناقلة الإيرانية استهدفت مرتين خلال نصف ساعة، في مكان قريب لممر العبور في شرق البحر الأحمر ولحقت بها أضرار".

وأعرب موسوي عن قلقه من "التلوث الناتج عن تسرب كبير للنفط من مخازن الناقلة المستهدفة"، محمّلا "الجهات الضالعة في هذه المغامرة الخطيرة مسؤولية هذا العمل وتلويث البيئة البحرية"، من دون أن يسمي جهة بعينها.

وشدد المتحدث الإيراني على "استمرار التحقيقات بشأن تفاصيل الحادث والجهات المتورطة في هذا العمل الخطير"، معلنا أنه "سيتم الإعلان عنها لاحقا بعد التوصل إلى نتيجة". وكانت وسائل إعلام إيرانية قد قالت أمس، إن انفجارا وقع في ناقلة نفطية إيرانية قرب ميناء جدة السعودي، ما أدى لاندلاع حريق فيها تسبب في أضرار بالغة وتسرب نفطي في البحر الأحمر. ​

دلالات