أجرت السلطات العراقية، خلال الساعات الماضية، تغييرات واسعة شملت قيادات أمنية رفيعة في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، وذلك بالتزامن مع عمليات واسعة للقوات العراقية المشتركة، تهدف لضرب جيوب وخلايا إرهابية تابعة لتنظيم "داعش"، وتنتشر في مناطق صحراوية وريفية خارج المدن العراقية المحررة في شمال وغربي البلاد.
وتأتي هذه التغييرات بعد أسبوعٍ دامٍ في مناطق شمالي العراق، حيث شنّ التنظيم سبع هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وهجمات مسلحة، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 30 مدنياً وعنصر أمن، آخرها الأربعاء، حيث استهدف مسلحو "داعش" منزلاً يعود لمقاتل قبلي وقتلوه مع نجله قرب كركوك.
ووفقاً لمسؤول عسكري عراقي رفيع، فإن "رئاسة أركان الجيش العراقي أقرت، ليل أمس، جملة من التغييرات بهرم القيادات العسكرية في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، عدا عن تغييرات أخرى في ألوية وأفواج قتالية بمدن عراقية محررة في شمال وغربي البلاد، طاولت قادة شرطة أيضاً".
وأوضح المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أبرز القرارات كانت إحالة قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الدين الجبوري على التقاعد، وتعيين قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن نومان الزوبعي بدلاً عنه، مضيفاً أنه "تمّ إعفاء قائد عمليات ديالى، اللواء الركن عبد المحسن حاتم العباسي، وتعيين اللواء الركن غسان العزي بدلاً عنه". وأكد أنّ "حاتم تمّ تعيينه قائداً لعمليات صلاح الدين".
يأتي ذلك بالتزامن مع حراك عسكري لقطعات الجيش العراقي والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب في مدن ومناطق عراقية مختلفة، بعد أيام من موجة هجمات إرهابية لتنظيم "داعش" راح ضحيتها عدد غير قليل من العراقيين المدنيين وأفراد الأمن أيضاً.
بدوره، بث موقع وزارة الدفاع العراقية صوراً لاجتماع قال إنه لرئيس أركان الجيش، الفريق أول الركن عثمان الغانمي، مع قادة العمليات الجدد، بحث معهم ملفات أمن مناطق عملهم.
وذكر بيان للوزارة أن "الغانمي أوصى القادة بضرورة الحفاظ على العلاقة الطيبة التي اكتسبها الجيش مع المواطنين، ومدّ جسور الثقة معهم والعمل معاً لخدمة أمن واستقرار المواطن في تلك المحافظات"، مؤكداً على "الاستمرار بالعمل الهجومي ضد جيوب تنظيم داعش وضرب محاولات العبث بالأمن، والحفاظ على المكتسبات الذي تحققت من معارك التحرير".
وأشاد البيان بـ"الجهود الكبيرة التي بذلها قائد عمليات نينوى السابق اللواء نجم عبد الجبوري في خدمته في المؤسسة العسكرية".
ويؤكد مسؤولون أنّ التغييرات تأتي ضمن خطة لقيادة العمليات المشتركة، لتغيير خططها الأمنية في تلك المحافظات بعد تصاعد نشاط "داعش" فيها.
وقال ضابط في قيادة العمليات لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات تسعى لخطة شاملة في المحافظات المحررة لإنهاء خلايا داعش تستمر فترة طويلة وتحقق نتائج دائمة من الأمن والاستقرار".
وأكد المصدر أنّ "خطر تلك الخلايا بدأ يتصاعد بشكل سريع في الفترة الأخيرة. وتهدف الخطة الحالية وما تضمنته من تغييرات، إلى كسر النمط المعمول به سابقاً، وإيجاد أساليب جديدة في محاربة خلايا التنظيم بشكل لا يسمح لها بالتنقل أو تنفيذ هجمات كبيرة على غرار هجومي السيارتين المفخختين في الأنبار ونينوى الأسبوع الماضي".
وأشار إلى أنّ "التغييرات ستشمل قيادات عسكرية في محافظات أخرى، وسيعلن عنها قريباً".
ويؤكد أمنيون أنّ نشاط خلايا "داعش" الأخير يأتي ضمن محاولات التنظيم الإرهابي للتعبير عن وجوده من خلال هجمات ينفذها في المناطق الرخوة.