جسر جوي إماراتي لإمداد حفتر بالمعدات العسكرية المتطورة والمرتزقة

08 ابريل 2020
الإمارات تزود حفتر بدفاعات جوية جديدة (فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مصادر ليبية مطلعة لـ"العربي الجديد" استقبال معسكرات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المزيد من المقاتلين المرتزقة ومعدات عسكرية متطورة من جانب حلفائه في أبوظبي.

وكشف مصدر برلماني من طبرق مقرب من قيادة حفتر، أن قاعدتي الجفرة، المجاورة لهون وسوكنه، أصبحتا مرتبطتين بجسر جوي مع قاعدة الخادم شرق البلاد، واستقبلتا من بين الدعم العسكري الإماراتي الجديد معدات دفاع جوي سيتم نقلها إلى مواقع قريبة من طرابلس.

وتهدف هذه التعزيزات، التي ستتركز على نشر دفاعات جوية بالمنطقة الغربية، إلى تحييد خطر الطيران المسير التابع لقوات حكومة الوفاق وإنقاذ الأوضاع في قاعدة الوطية الجوية التي باتت خارج الخدمة بعد استهدافها لأكثر من مرة. 

وأشار البرلماني إلى أن حفتر يسابق الوقت لتعزيز قواته على الأرض بعد رفض مقاتلي فاغنر الروسيين المشاركة في القتال وتهديدهم بالانسحاب إذا لم يحم حفتر أجواء مواقعه ومعسكراته.

وجراء الجمود والمراوحة العسكرية التي تعيشها قوات حفتر في محيط مدينتي طرابلس وسرت، أكد مصدر برلماني من طبرق، أن معسكر الشرطة العسكرية في هون (650 كم جنوب غرب طرابلس) ومقر رحبة الدروع في مدينة سوكنه المجاورة لهون، أصبحا مكانين لتحزين الإمدادات العسكرية الجديدة القادمة من معسكرات حفتر من الشرق الليبي.


ويرى الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكري، أن المعلومات تطابق واقع الميدان، فمواقع حفتر باتت هدفاً سهلاً لسلاح الجو التابع للحكومة، مشيراً إلى أن توسعة رقعة الضربات الجوية إلى خارج طرابلس تعني فقدان حفتر سيطرته على أجواء ساحة المعركة.

ويؤكد زكري في حديثه لـ"العربي الجديد" أن سلاح الجو لعب دوراً حاسماً ورئيساً في معركة طرابلس عندما عول عليه حفتر بشكل كبير، مشيراً إلى أن تراجع سيطرة مليشيا حفتر على الأجواء لا يمكن تفسيره إلا بانشغال حلفائه، وخصوصاً الإمارات بمقاومة كورونا على أراضيها، ما جعل حفتر يكثف من خروقاته للتغطية على ضعف قواته على الأرض.

وقلبت عملية عاصفة السلام موازين المعركة، كما أن انشغال داعمي حفتر بمقاومة كورونا في أراضيهم هيأ الظروف لقوات الحكومة لتسيطر على الأوضاع وتستهدف دفاعات حفتر وتحقق تقدمات هامة، الأمر الذي يبدو أنه أجبر داعمي حفتر، ومنهم الإمارات، على العودة إلى أرض المعركة.

وعن إمكانية ترجيح كفة حفتر في المعركة، يرى الجواشي، من جانبه، أن هدف أبوظبي الحالي هو دعم حفتر في مواقعه وحماية معسكراته الرئيسة، خصوصاً أن خطر طيران قوات الحكومة بات قريباً من قاعدة الجفرة التي تُعد غرفة القيادة المركزية للمعركة.

وفيما يشدد الجواشي على أهمية الوقت بالنسبة لقوات الحكومة لكي تحقق مزيداً من التقدم، إلا أنه يرى أن "مستقبل المعركة في أسوأ التوقعات هو عودة التوازن العسكري في أرض المعركة، وبالتالي إمكانية العودة للمفاوضات السياسية والعسكرية بعد هدوء الأوضاع في العالم.​

تواصل خروقات حفتر 

من جهة أخرى، يرى خبراء ليبيون أن استمرار خروقات حفتر للهدن والمطالب الدولية لوقف الحرب التي وافق عليها يكشف سعيه للتغطية على الضعف الكبير الذي تعاني منه قواته في محيط طرابلس وسرت. 

ورغم استنكار البعثة الأممية في ليبيا استهداف مستشفى الخضراء، وسط طرابلس والمخصص لاستضافة المصابين بفيروس كورونا، أمس الثلاثاء، إلا أن عدم تسميتها للطرف المتورط في الحادث شجعه على معاودة قصف المستشفى ليلاً، كما يقول باحثون ليبيون. 

وقدر بيان البعثة الأممية أنه تم إغلاق 14 مرفقاً صحياً بسبب قربها من خطوط المواجهة العسكرية، مشيراً إلى أن 23 مرفقاً آخر معرضة للإغلاق بسبب إمكانية تعرضها لأضرار.

ويرى الباحث السياسي الليبي سعيد الجواشي أن "حفتر لم يعد يهتم بالنداءات الدولية ولا الإنسانية بقدر ما يهمه استغلال هذا الانشغال لتقوية جبهاته"، مشيراً إلى أن معاودة قصف المستشفى يعني أنه قصف متعمد وليس عشوائياً.