ومع تصاعد حدة التظاهرات، في أغلب المحافظات العراقية، شهدت محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت، منذ الصباح، توافد مئات المحتجين إلى ساحة التظاهر، والذين خرجوا في تظاهرات رافضة لمحاولات كسر الإضراب عن الدوام.
وتوجه المتظاهرون نحو جامعة واسط ومنعوا دخول الطلاب إليها، ما دفع عناصر الأمن إلى الاشتباك معهم بقنابل الغاز، فيما ردّ المتظاهرون عليها بالحجارة، ليسقط نحو 60 مصاباً من الطرفين.
من جهتها، دفعت قيادة شرطة المحافظة بتعزيزات أمنية كبيرة، انتشرت في الطرق والتقاطعات، بينما أقدم المتظاهرون على إخلاء جرحاهم وجرحى الشرطة ونقلوهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
من جهته، أكد الناشط المدني باسل حمادي، لـ"العربي الجديد"، أن "الاشتباكات اندلعت على إثر قيام مجهولين بإحراق بوابة جامعة واسط، الأمر الذي دفع الأمن إلى الاشتباك مع المتظاهرين السلميين، الذين قاوموا بالحجارة"، مبيناً أن "التظاهرات سلمية، لكن هناك جهات تعمل على الدفع نحو المصادمات".
من جهتها، أكّدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية "سقوط 52 مصاباً نتيجة الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محافظتي واسط وكربلاء"، وقالت، في بيان لها: "نتأسف لتصاعد الاحتجاجات في محافظتي واسط وكربلاء وسقوط إصابات بين المتظاهرين والقوات الأمنية".
وأضافت أنها "وثقت سقوط 46 مصاباً قرب جامعة واسط، و6 مصابين في ساحة زيد في محافظة كربلاء من المتظاهرين والقوات الأمنية بسبب الصدامات بين الجانبين".
وسجّلت محافظة كربلاء، ليل أمس، صدامات بين المتظاهرين وعناصر الأمن، الذين حاولوا تفريق الاحتجاج قرب مباني الحكومة بالمحلية بقنابل الغاز.
يجري ذلك في وقت تحدثت فيه وزارة الداخلية العراقية عن تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل متظاهر وإصابة آخرين أمس بكربلاء.
في غضون ذلك، وعلى الرغم من الانتشار الأمني المشدد، شهدت مدينة كربلاء، ظهر اليوم، مسيرات طلابية واسعة جابت شوارع مركز المدينة، وردد المتظاهرون هتافات وشعارات تندد بالقمع الأمني للتظاهرات، كما دعوا إلى تنفيذ مطالبهم المشروعة.
كذلك شهدت محافظة المثنى ومركزها مدينة السماوة اعتصامات طلابية ومسيرات، حذرت من محاولات تسويف مطالب المتظاهرين، فيما رفضت محاولات إعادة التسويق لرئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي.
كما شهدت محافظات البصرة وبابل والقادسية والنجف تظاهرات مماثلة، ورفع المحتجون شعارات تطالب بحسم اختيار رئيس مستقل للحكومة.
يشار إلى أن حدة القمع الأمني تصاعدت أخيراً، بموازاة تصاعد التظاهرات الشعبية، والتي ترفض تسويف مطالب المتظاهرين، ومحاولات إعادة منح الثقة لرئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي.
وفي بغداد، نظّم عدد كبير من طلبة الجامعات، صباح الأحد، اعتصاماً أمام مبنى وزارة التعليم العالي وسط العاصمة، وذلك بعد قرار الوزارة الاخير باستئناف الدراسة في الجامعات التي انقطع طلبتها عن الدوام خلال الفترة السابقة.
وأغلق العشرات من المتظاهرين، وغالبيتهم من الطلاب، بوابات الوزارة، ورفعوا شعارات مختلفة، من أبرزها "ماكو وطن ماكو دوام".
وقال عضو التيار المدني العراقي والناشط في تظاهرات بغداد، علي فاضل الساعدي، إن "التظاهرات اليوم كان نواتها طلاب الجامعات والثانويات"، مضيفاً، لـ"العربي الجديد"، أن "جزءاً من قوات الأمن تتعمّد استفزاز طلاب الجامعات وإسماعهم كلمات غير محترمة، أو تقلل من شأنهم، وما حدث في واسط وبابل كان متشابهاً".
ولفت الساعدي إلى أن "محاولة ترهيب الطلاب لعودة الدوام وإنهاء الإضراب بالتزامن مع محاولات إعادة تدوير رئيس الوزراء المستقيل، ومنحه ثقة لعام واحد كرئيس حكومة، تحت ذريعة عدم تحقق توافق على رئيس جديد للوزراء، هو ما أثار التظاهرات ومنحها زخماً كبيراً".