البشمركة تستغل تهدئة الـ"24 ساعة" وتعزز قواتها في المناطق المتنازع عليها

28 أكتوبر 2017
أغلب الجبهات تشهد هدوءاً منذ ليلة أمس (Getty)
+ الخط -



استغلّت قوات البشمركة الكردية، أمر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بوقف تحركات الجيش في المناطق المتنازع عليها لمدة 24 ساعة، ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة في تلك المناطق، بينما يؤكد عسكريون أنّ تلك المناطق شهدت هدوءا طوال ليلة الأمس.

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إنّ "البشمركة وطوال ليلة أمس حتى صباح اليوم، دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه عدد من المناطق المتنازع عليها"، مبينا أنّ "تلك التعزيزات وصلت إلى مناطق سهل نينوى، وجبل بعشيقة الواصل بين الموصل وأربيل، وبلدة بردى التابعة للتون كوبري بأطراف كركوك".

وأضاف الضابط أنّ "تلك التعزيزات، تؤشر إلى نية البشمركة بالتصادم مع القوات العراقية في هذه المحاور"، مبينا أنّ "القوات العراقية وحسب التعليمات أوقفت تحركاتها لمدة 24 ساعة، كما أنّها لن تخطو أي خطوة غير مدروسة إلّا بعد صدور الأوامر من الجهات العليا، وحاليا لا يوجد أي أمر ولا حتى خطوات لأي تحرك باتجاه تلك المناطق".

وأكد أنّه "لا خوف من تحركات الحشد الشعبي، إذ أنّها تعمل بالتنسيق والتعاون مع القوات العراقية، وأنّ أي تحرك عسكري لها لن يتم منفردا، إلّا بمشاركة القوات العراقية، وفق رؤيا عسكرية واضحة، وأوامر صادرة من الجهات العليا".

وأشار إلى أنّ "أغلب الجبهات تشهد هدوءا منذ ليلة أمس، ولم يتم تسجيل أي قصف من أي جانب، ولا أي اشتباك عسكري".

وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي قد وجه، ليلة أمس، بوقف حركة القوات العراقية لمدة 24 ساعة، ووفقا لبيان مكتبه فإنّ القرار جاء لأجل فسح المجال أمام الفريق الفني المشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم، للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها، وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا.

من جهته، قال القيادي في حزب البارزاني، سامان الجاف لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات البشمركة لا تثق بالقوات العراقية وخصوصا بالحشد الشعبي، الأمر الذي يتطلب منها يقظة وحذرا شديدا، من أي تحركات وهجمات مفاجئة".

وأكد الجاف أنّ "الأوامر التي أصدرتها قيادة البشمركة لم تنص على الصدام العسكري، بل نصت على تعزيز القوات، بمواقعها الدفاعية، لأجل صد أي هجوم وأي تعرض من أي جهة"، مشيرا إلى أنّ "هذه المناطق متنازع عليها وفقا للدستور، وأنّ قوات البشمركة هي التي حررتها من داعش، ومن ثم وفرت الحماية اللازمة لها".

وأكد أنّ "البشمركة تحاول تجنب الصدام العسكري، وعلى الحكومة العراقية أن تتجنبه أيضا وتحافظ على دماء الطرفين، كما يتحتم عليها فتح باب الحوار للخروج بحلول توافقية لهذه الأزمة".

ويحذّر مراقبون من خطورة عدم فتح باب الحوار بين بغداد وأربيل، في وقت قد تتأزم فيه المواقف من دون الوصول الى حل سلمي ينهي هذا الصراع.