الجيش المصري يشن حملة عنيفة ضد قرى غرب رفح

06 مايو 2016
قصف الجيش المصري يطاول منازل الأهالي (الأناضول)
+ الخط -
تعرضت قرى غرب مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، اليوم الجمعة، لقصف مدفعي وجوي عنيف لم تشهده المنطقة من قبل، وفقاً لشهود عيان.

وتركزت الحملة العسكرية ضد قرية بلعا التي يبلغ عدد سكانها 2000 نسمة، بعد أيام من تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة رفح، انفرد "العربي الجديد" بالكشف عنها في تقرير سابق.

وأفاد شهود عيان من سكان منطقة الزعاربة المجاورة، أن مدفعية الجيش دكت القرية بعشرات القذائف أمس الخميس، وصباح اليوم الجمعة، وكذلك حي طويل الأمير، والمنطقة المسماة بالرسم".

وأوضح الشهود أن الطيران الحربي، قصف القرية صباح اليوم بخمس غارات متتالية، هزت أرجاء مدينة رفح بالكامل، بالتزامن مع حملة مداهمات وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين؛ بحجة البحث عن مطلوبين لقوات الجيش.

وقال أحد سكان القرية في رسالة وصلت "العربي الجديد"، إن قوات الجيش التي اقتحمت بعض المناطق في القرية نكلت بعدد من عائلاتها، وفتشت أفرداها بشكل مهين، فيما اعتقل عدد منهم.

وأوضح أن المواطنين فوجئوا بالحملة العسكرية التي تستهدف قريتهم؛ رغم هدوء الأوضاع الأمنية في محيطها منذ أسابيع.

يُذكر أن مجموعات تنظيم "ولاية سيناء" لا تنشط في المناطق الغربية لرفح منذ اندلاع المواجهات مع الجيش، فيما لم تسجل هجمات ضد الجيش في المنطقة، إلا في حالات نادرة.

وبحسب مصادر قبلية، فإن الجيش ينوي تنفيذ عدد من الحملات الأمنية ضد قرى غرب رفح المجاورة للحدود مع قطاع غزة.

وأفادت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية تعتبر "الكبرى منذ أشهر"، وأدخل أسلحة جديدة إلى ميدان المواجهة في شمال شرق سيناء، وتركز وجودها في محيط رفح والمنطقة العازلة.

ويتخوّف سكان القرية من مجزرة ترتكب بحقهم خلال الساعات القليلة المقبلة، في ظل عدم وجود تغطية إعلامية لما يجري في المنطقة.

وكانت قرية بلعا قد تعرضت لمجزرة في نهاية العام المنصرم، حيث قصف الطيران الحربي التابع للجيش المصري، عدة منازل في القرية، ليصيب أحد الصواريخ منزلاً يعود لعائلة أبو مليح في حي طويل الأمير.

وأدى ذلك القصف إلى مقتل كامل أفراد عائلة جمعة سالم، من عائلة أبو مليح، التابعة لقبيلة الرميلات، وهم: جمعة سالم (47 عاماً)، وزوجته سلوى. م.س (41 عامًا)، وأبناؤه بلال (17 عامًا)، ومحمد (18 عامًا)، وابنته سامية 5 أعوام.

وأفادت مصادر أمنية مطلعة أن الخطة الجديدة للجيش في شمال سيناء تنص على "تطهير" المناطق على أقسام، وليس كما حصل في عمليتي "حق الشهيد1" و"حق الشهيد 2".

وأوضحت المصادر ذاتها، أن الخطة ستنفذ في مدينة رفح أولاً، ومن ثم ستنتقل لقرى الشيخ زويد بالتدريج؛ حتى تتم السيطرة الكاملة على المناطق على فترات زمنية متتابعة.

للإشارة، تشهد سيناء حملات أمنية مكثفة استهدفت بعض عناصر التنظيمات المسلحة، إلى جانب أعداد كبيرة من المدنيين والنساء والأطفال، وفق المرصد "السيناوي"، الذي وثّق مقتل المئات من المدنيين الذين يتم استهدافهم من قبل قوات الأمن.

بينما سقط المئات من القتلى والمصابين في عمليات مضادة لقوات الأمن من قبل مسلحين.

 

المساهمون