حزب الله يعدّ لإجهاض انتفاضة لبنان: زجّ الأنصار بالشارع "منعًا للفوضى"

25 أكتوبر 2019
المتظاهرون اللبنانيون يتمسكون بطلب إسقاط الحكومة(العربي الجديد)
+ الخط -
فيما تدخل ثورة لبنان يومها التاسع من الاحتجاجات الجارفة غير المسبوقة بحجمها، أو مطالبها وشكلها، ويضرب الشلل أغلب المدن اللبنانية من أقصى الشمال إلى الجنوب والعاصمة بيروت، مع استمرار إغلاق الطرق الحيوية؛ يبدو أنّ القوى السياسية التي لا ترى في استمرار التحرّك مصلحة لها، قد بدأت تحرّكها في الشارع لإجهاض الثورة، تحت شعار "تجنب الفوضى"، ويأتي في مقدّمة هذه القوى حزب الله اللبناني، الذي يرتقب أن يلقي أمينه العام حسن نصر الله كلمة له اليوم.

ورفض المتظاهرون اللبنانيون مبادرة الرئيس ميشال عون التي أعلنها يوم أمس، وقالوا إنها لا تلبي مطالبهم في ظل الأوضاع المعيشيّة الصعبة وما يعتبرونه "فسادا مستشريا" في الحكومة اللبنانيّة.

وكان عون أعلن، في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب، الخميس، استعداده للحوار مع المحتجين للاستماع إلى مطالبهم ولإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، وأكد التزامه بـ"إقرار قوانين مكافحة الفساد، لكن هذه صلاحية مجلس النواب وأنا أطلب مساعدتكم لإقرارها".

وأفادت غرفة التحكم المروري بأن القوى الأمنية أغلقت كل الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري بالأسلاك الشائكة وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحاول أنصار تابعون لـ"حزب الله"، الخميس، التشويش على الاحتجاجات في ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، مستخدمين أسلوب بث الشعارات الطائفيّة، ومؤدّين قسم المرشد الإيراني علي خامنئي، في وسط ساحة رياض الصلح، حيث يحتشد المنتفضون منذ 9 أيام.

وفي إطار التطورات السياسية المتعلقة بالاحتجاجات، يطل الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي (13:00 ت.غ) للحديث عن التطورات في الساحة الداخليّة التي تعصف بلبنان منذ أكثر من أسبوع.

ورغم اقتراح حكومة الحريري، الإثنين الماضي، ورقة إصلاحية اعتبرها الرئيس عون "الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه"، إلا أنها قُوبلَت بغضب من المحتجين المُتمسكين بإسقاط الحكومة وتغيير النظام في البلاد.

وتضمنت قرارات الحريري، اعتماد مجلس الوزراء موازنة العام 2020 بدون إقرار ضرائب جديدة، مع إقرار بنود عدة وصفها بالإصلاحية، من ضمنها خفض رواتب النواب والوزراء، وإلغاء وزارة الإعلام ومؤسسات وصفها بغير الضرورية.

ونقلت صحيفة "الأخبار" المقربة من "حزب الله"، الجمعة، عن مصادر لم تسمها قولها إن الحريري أبلغ الرئيس عون ورئيس البرلمان نبيه بري وقيادة "حزب الله" استعداده للسير في خيار تشكيل حكومة جديدة، لكنه اشترط الاتفاق الكامل عليها قبل أي استقالة، وإلا فهو لا يمانع تعديلا وزاريا كبيرا. وأضافت المصادر أنه "يبدو أن حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل يرفضان أي تعديل يستهدف الأخير". مع العلم أن باسيل على رأس الشخصيات السياسية التي تلفظها ثورة لبنان. وفي تلميح إلى نية الحزب إجهاض التحركات الشعبية الجارفة، قالت الصحيفة إنّ الأخير ينوي التحرّك في الشارع، لفتح الطرقات وإيجاد توازن مع القوى السياسية المعادية له، حسب تعبيرها. 

وفي تطور مرتبط، أجّل منظمو ماراثون بيروت الدولي السباق الذي كان مقررا في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى إشعار آخر.

وأصدرت جمعية بيروت ماراثون، المنظمة للسباق، بيانا إثر اجتماع طارئ، أكّدت فيه على دور الجمعيّة الهادف لتعزيز الوحدة بين اللبنانيّين عبر الرياضة، وتثبيت موقع لبنان على خريطة الأحداث الدولية البارزة.

وقالت في البيان: "نتيجة التطورات التي يعيشها لبنان... وتماهيا مع مبادئنا والتكامل مع أهلنا وناسنا في الوطن.. ونصائح من شركاء أساسيين معنا، تقرر تأجيل سباق بلوم بنك بيروت ماراثون لعام 2019، الذي كان محددا الأحد المقبل، إلى إشعار آخر".

ويُخيّم على لبنان إضراب عام دعا إليه المتظاهرون في وقت واصلت المؤسّسات العامّة والتربويّة في البلاد إغلاق أبوابها لليوم التاسع على التوالي.

فيما تحدث مرجع مسؤول لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية (خاصة)، الجمعة، عن "بدء العد العكسي لإنهاء حال الفوضى؛ بحيث يتم فتح كل الطرقات ويكون الاثنين المقبل يوم عمل طبيعيا في كل المؤسسات الرسمية والخاصة وفي المصارف والبلد عموما".

المساهمون