توافق على عقد أول اجتماع برلماني بين الكوريتين

27 سبتمبر 2018
من قمة سبتمبر الثالثة بين الزعيمين الكوريين (Getty)
+ الخط -
وافقت كوريا الشمالية، اليوم الخميس، على عرض جارتها الجنوبية عقد أول اجتماع برلماني بين الطرفين، والمقرر خلال العام الجاري، في وقت يترأس فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي لعرض نهج بلاده بشأن نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية "يونهاب"، عن تشوي ثاي بوك، رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية، قوله إنّ بيونغ يانغ "وافقت على الاقتراح من حيث المبدأ".

وأضاف تشوي، في رسالة إلى رئيس البرلمان، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول"، أنّ "دور البرلمانات والأحزاب السياسية في الكوريتين مهم للغاية في تنفيذ اتفاقيات قمتي سبتمبر/أيلول الجاري، وإبريل/نيسان الماضي".

وجاء رد كوريا الشمالية في رسالة موجهة إلى رئيس البرلمان الكوري الجنوبي مون هي سانغ، وفق المصدر ذاته.

والأسبوع الماضي، وجه سانغ خطاباً إلى الزعيم الشرفي للجارة الشمالية كيم يونغ نام، لتقديم مقترح الاجتماع البرلماني.

وفي السياق، أعرب رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية عن أمله في أن تصدّق الجمعية الوطنية على اتفاقيات القمم بين الكوريتين "في أسرع وقت ممكن".

ولم تكشف سيول أو بيونغ يانغ بدقة عن الموعد المحدد لعقد الاجتماع البرلماني الأول من نوعه بينهما.

وعقد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قمتهما الثالثة في الفترة بين 18 إلى 20 سبتمبر/أيلول الحالي، في بيونغ يانغ، عقب اجتماعات جمعت بينهما في إبريل/نيسان، ومايو/ أيار الماضيين.

ضغط أميركي

وبينما يتواصل تقارب الكوريتين، تترأس الولايات المتحدة، اليوم الخميس، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي للدفاع عن نهجها حيال كوريا الشمالية، مع مطالبة دول العالم بالتزام العقوبات الدولية ما دامت بيونغ يانغ لم تتخل عن سلاحها النووي.

ويترأس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الاجتماع، على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، على أن يعلن أموراً ملموسة.

وكان قد التقى، أمس الأربعاء، في نيويورك نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو، معلناً أنّه سيتوجّه إلى بيونغ يانغ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في زيارة هي الرابعة منذ الربيع الفائت.

وأوضح، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس"، أنّ الهدف هو "إحراز تقدّم جديد" في اتجاه نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، والتحضير لقمة ثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكيم جونغ أون، على أن تتم في مستقبل قريب.

وأكد ترامب أنّه "يتطلع بفارغ الصبر" للقاء كيم، مبدياً تفاؤله، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما بلغ، العام الفائت، ذروة خطابه المتشدد، مهدداً بـ"تدمير" كوريا الشمالية "تماماً". وقال "لو لم أُنتخب لاندلعت الحرب" و"لقتل ملايين الأشخاص"، مشيداً بـ"الرئيس كيم (...) الرجل الذي عرفته وقدرته".

ويتوقع أن يعرض بومبيو، أمام مجلس الأمن، ما حققه من تقدّم في هذا الملف، رغم أنّ العديد من المراقبين يرون أنّ ما أحرز حتى الآن محدود جداً.


لا جدول زمنياً

ولكن، في حضور الصين وروسيا اللتين تتهمهما واشنطن بتبني موقف متراخ فيما المفاوضات لا تزال قائمة، وصولاً حتى إلى محاولة الالتفاف على العقوبات، سيطالب وزير الخارجية الأميركي بدعم المجتمع الدولي.

وشدد ترامب، الأربعاء، على وجوب تطبيق العقوبات "حتى يتم نزع السلاح النووي بحيث يتاح لهذا التقدم أن يستمر".

وقد يعمد وزير الخارجية الكوري الشمالي الذي يستطيع نظرياً حضور الاجتماع وإلقاء مداخلة، إلى التنديد بالموقف الأميركي، على غرار ما قامت به بيونغ يانغ مراراً، في الأشهر الأخيرة، رداً على موقف الأميركيين المتصلّب في موضوع العقوبات.

وخلال أول قمة تاريخية بين ترامب وكيم، في يونيو/حزيران الماضي، في سنغافورة، وعد الزعيم الكوري الشمالي بالعمل على "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في شكل كامل".

وخاض بومبيو بعدها مفاوضات لجعل هذا الالتزام الملتبس والقديم العهد اتفاقاً على "نزع نهائي للسلاح النووي يمكن التحقق منه في شكل تام". لكنّه عاد خالي الوفاض من زيارة للعاصمة الكورية الشمالية في يوليو/تموز، على وقع اتهامه بأنّه يعتمد أساليب "عصابات".

وعمد ترامب بعدها إلى إلغاء زيارته التالية التي كانت مقررة نهاية أغسطس/آب، في ما عكس إقراره للمرة الأولى بعدم إحراز تقدّم كاف.

ومذاك، أتاحت رسالة من كيم إلى ترامب، وقمة بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي، التأكيد على أنّ الأمور ما عادت تراوح مكانها بعد تصعيد العام 2017 والتهديد بحرب نووية.


وتطالب كوريا الشمالية، مقابل ما أعلنته حتى الآن من خطوات حسن نية، ببيان رسمي يضع حداً نهائياً للحرب الكورية التي انتهت في 1953 بمجرد هدنة.

وقال بومبيو "نقوم بعمل شاق بحيث تتوافر الظروف للتقدم قدر الإمكان خلال القمة"، من دون أن يستبعد إصدار إعلان سلام في هذه المناسبة.

ولكن في حين حدد الوزير يناير/كانون الثاني 2021، سقفاً زمنياً لنزع السلاح النووي، أي نهاية ولاية ترامب، أكد الرئيس أنّه لا يريد "الدخول في هذه اللعبة"، وصرّح للصحافيين "إذا استغرق الأمر عامين، ثلاثة أو خمسة أعوام، فلا أهمية لذلك".

(العربي الجديد)