مليشيات عراقية تستبق حوار بغداد واشنطن بحملة تهديدات

10 يونيو 2020
"الحشد" تطالب بتمثيل ضمن الوفد العراقي (Getty)
+ الخط -
من المنتظر أن تنطلق، غداً الخميس، أولى جولات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، بمشاركة وفدين من الطرفين، لمناقشة ملفات كثيرة، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، فيما تواصل الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، حتى قبل ساعات من بدء الحوار، تحذيراتها للجانب الأميركي بعدم استغلال حضور وفد الجانب العراقي من جهة، والتذكير بقرار البرلمان العراقي بخصوص خروج القوات الأجنبية في البلاد. 

وبعد مطالبة مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية بتمثيل "الحشد الشعبي" في الوفد العراقي، وإعلان رفضها لبعض أسماء المشاركين في الوفد التفاوضي، بحجة أنهم يتماهون مع "العدو الأميركي"، واستبدال ثلاثة منهم، أكد عضو المكتب السياسي لمليشيا "كتائب سيد الشهداء"، عباس الزيدي، أن الولايات المتحدة الأميركية لا تمتلك خياراً في حوارها مع العراق، سوى سحب قواتها. 

وقال الزيدي، في تصريحٍ صحافي، إن "فصائل المقاومة العراقية تمتلك كل الخيارات، ومنها العسكرية، في حال رفضت الولايات المتحدة سحب قواتها من الأراضي العراقية"، مبيناً أن "واشنطن في حال حاولت الضغط على الفريق التفاوضي العراقي من أجل الإبقاء على قواتها، فإن فصائل المقاومة تمتلك كل الخيارات، ومنها العسكرية، وأن عليها أن تعلم أن الفصائل العراقية لم ترد حتى الآن على حادثة اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني".

وسبق للحكومة العراقية السابقة، برئاسة عادل عبد المهدي، وبعد تصويت البرلمان على قرار يلزمها بإخراج القوات الأجنبية، أن دعت واشنطن إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل وضع جدول لانسحاب القوّات الأميركية من العراق. 

وشهدت العلاقة بين بغداد وواشنطن توتراً كبيراً، منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، على خلفية استهداف طيران التحالف الدولي مقراً يتبع مليشيا "كتائب حزب الله" العراقي في منطقة القائم غربي البلاد، أعقبتها غارة جوية استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، الأمر الذي دفع البرلمان العراقي لعقد جلسة طارئة واستثنائية، للتصويت على إلغاء الاتفاقية الأمنية، ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من البلاد، بحضور شيعي فقط داخل مجلس النواب. 

وبعد أن قررت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، الانسحاب من عدد من القواعد العسكرية، وتسليم ست منها إلى القوات الأمنية العراقية، طلبت واشنطن من الحكومة العراقية إجراء حوار لبحث القضايا الاستراتيجية، ومستقبل الوجود العسكري الأميركي. 

في السياق، قال عضو تحالف "الفتح" في البرلمان العراقي حسن سالم، إن "العراق بحاجة إلى هذا الحوار من أجل تثبيت القرارات الوطنية الهادفة للسيادة العراقية ومنع تحوّل البلاد إلى ثكنة عسكرية للقوات الأجنبية"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "أبرز الملفات التي ستطرح في المفاوضات العراقية الأميركية هي ملفات سياسية وأمنية واقتصادية وصحية". 

وتابع أن "المسؤولين في العراق والجهود والوطنية، وفصائل المقاومة الإسلامية، تريد من المفاوض العراقي أن يكون حساساً وذكياً، وألا تنطلي عليه حيل وألاعيب الأميركيين، لأن العراقيين ينتظرون نتائج إيجابية تخدم العراق بالدرجة الأساس، خصوصاً فيما يتعلق بمصير القوات الأميركية المتواجدة على الأراضي العراقية". 

بدوره، رأى الخبير بالشأن العراقي هشام الهاشمي أن "الفصائل الولائية (التابعة لإيران) لا تريد أن يبقى أي وجود للأميركيين في العراق على مستوى تواجد قواتها، ولا على مستوى الأدوار والتأثير، لأن الفصائل المسلحة تعتقد نفسها أنها فاعلة وحارسة للقرارات العراقية".

وبين الهاشمي، لـ"العربي الجديد"، أن "تهديدات الفصائل أثّرت بشكل واضح على إعلام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تراجع عن تسمية "الفريق التفاوضي الأميركي العراقي" واختار مفردة الحوار بين الطرفين، وهذا الأمر يبدو أنه سيؤثر على مستوى الحوار والنقاش، وربما النتائج".

ولفت إلى أن "الكاظمي ملزم قبل وبعد إجراء الحوار أن يُطلع جميع الأطراف العراقية، بما فيها الفصائل، على المستجدات، مع العلم أن العراق لا يملك لحد الآن أي تصور واضح عن شكل وملفات هذا الحوار، على عكس الأميركيين الذين لديهم أجندة كاملة عمّا سيكون موضع نقاش".

المساهمون