الجزائر: بدء الصمت الانتخابي وصراع بين بن فليس وميهوبي على "جبهة التحرير"

09 ديسمبر 2019
72 ساعة على بدء التصويت بالانتخابات (بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -
دخل المرشحون الخمسة لانتخابات الرئاسة في الجزائر مرحلة الصمت الانتخابي التي يفرضها قانون الانتخابات، وعلى الرغم من بدء الصمت الانتخابي إلا أن بعض المرشحين استمروا في نشر تقارير وصور عن تجمعاتهم الانتخابية السابقة، ومضمون برامجهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأنهى المرشحون الخمسة، مساء أمس الأحد، حملتهم الانتخابية قبل 72 ساعة من بدء التصويت، حيث أتيحت لهم آخر المحطات لإقناع الناخبين ببرامجهم. وبرز في الساعات الأخيرة قبيل الاقتراع العام الخميس المقبل، صراع لافت على الكتلة الناخبة التابعة للحزب المركزي في الجزائر، "جبهة التحرير الوطني"، بين المرشح رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي كان عام 2002 أميناً عام للحزب، وبين المرشح وزير الثقافة السابق والأمين العام بالنيابة لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" عز الدين ميهوبي.

وقال بن فليس لوكالة الأنباء الجزائرية إن "كتلة هامة من مناضلي جبهة التحرير وكوادرها تدعمه وأعلنت له ذلك"، مضيفاً "كنت أميناً عاماً للأفلان لأربع سنوات، انتهجت خلالها استراتيجية تشبيب الحزب، إذ جعلت منه تشكيلة سياسة تسير بديمقراطية داخلية، حيث دفعت بالآلاف من كلا الجنسين إلى المشاركة في كل المواعيد الانتخابية وعلى جميع المستويات أملاً في اقتحام الشباب لعالم السياسة وتمكنهم من تولي المناصب وتحمل المسؤولية".

وتابع أن "جل هؤلاء الذين يشكلون نسبة معتبرة ضمن الوعاء الانتخابي للحزب العتيد يدعمونني بالاستحقاق الرئاسي، وهذا ما لا يُعرف لدى الرأي العام بحكم نظام لا يزال يعتمد على أساليبه القديمة"، معتبراً أن "موقف من يدعمونه من جبهة التحرير رداً للجميل إن لم يكم اعترافاً منهم بشيء، إذ إنهم على إيمان بأنني صادق معهم كما يعرفون أنني لا أحوز طموح كسب شيء ذاتي".

ودخل ميهوبي على خط المنافسة على كتلة مناضلي وناخبي "جبهة التحرير الوطني"، إذ جرت بحسب مصادر مسؤولة، لـ"العربي الجديد"، لقاءات بين ميهوبي والقيادة المؤقتة بقيادة الأمين العام بالنيابة عبد الحميد صديقي، للحصول على دعم رسمي من الحزب المركزي.

غير أن المصادر ذاتها كشفت أن "جهات عليا في السلطة طلبت من قيادة جبهة التحرير (الحزب الأول للسلطة) عدم إصدار أي بيان رسمي بشأن دعم ميهوبي، تجنباً للتشويش على الانتخابات، على اعتبار أن موقفاً كهذا يمكن فهمه على أنه توجه من قبل السلطة لدعم ميهوبي وتوجيه لكتلة من الناخبين في هذا الاتجاه"، خاصة أن مواقف حزب "جبهة التحرير" تظل أبرز مؤشرات توجهات السلطة.

وإزاء هذا التدخل من الجهات الفاعلة في السلطة، اكتفت بعض قيادات الحزب بتوجيه تعليمات شفوية عابرة إلى قواعد الحزب لدعم ميهوبي، على خلفية وجود تحالف سياسي بين الحزبين (الجبهة والتجمع) وانتمائهما للتيار الوطني، لكن متابعين لحزب "جبهة التحرير" والأزمات الداخلية ومشكلة الصراع بين قياداته، يعتبرون أن قواعد الحزب لن تكون معنية بهذه التعليمات ولن تعمد إلى تطبيقها.

وقال المحلل السياسي، سعيد هشام خياطي، إن كتلة ناخبي الحزب ستوزع أصواتها على ثلاثة مرشحين آخرين، هم علي بن فليس باعتباره كان أميناً عاماً سابقاً للحزب، وعبد العزيز بلعيد باعتباره عضوا وقياديا سابقا في الحزب حتى عام 2012، وعبد المجيد تبون باعتباره عضواً حتى الآن في اللجنة المركزية للحزب.

وفي السياق الانتخابي، ختم المرشح الإسلامي، ورئيس حركة "البناء الوطني"، عبد القادر بن قرينة حملته بتجمع شعبي حاشد في منطقة ورقلة جنوبي الجزائر، محذراً جهات لم يسمها من مغبة تزوير الانتخابات، بينما اختار المرشح المستقل رئيس الحكومة الأسبق، عبد المجيد تبون، إنهاء حملته في تجمع شعبي لأنصاره في العاصمة، تعهد خلاله بحل مشاكل الجالية الجزائرية في الخارج، تزامناً مع بدء الجالية التصويت، في حين أنهى المرشح ورئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، حملته الانتخابية، أمس الأحد، بمؤتمر صحافي حذر فيه من التلاعب بسير انتخابات الخميس.

وتقدر الكتلة الناخبة في الجزائر بأكثر من 24 مليون ناخب. وتشهد العملية الانتخابية، للمرة الأولى، تغيير النظام الانتخابي منذ دخول البلاد عهد التعددية السياسية عام 1989، حيث تشرف هيئة عليا مستقلة بالكامل على الانتخابات، كما تم استبعاد وزارة الداخلية والهيئات الحكومية من العملية الانتخابية عموماً.

المساهمون