الصين مبرّرة قانون هونغ كونغ: يستهدف متظاهرين "إرهابيين" وعملاء لقوى أجنبية
وقال مكتب وزارة الخارجية الصينية في هونغ كونغ، اليوم الاثنين، إن بعض الأفعال التي وقعت خلال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في العام الماضي كانت "ذات طبيعة إرهابية" وشكلت "خطرا وشيكا" على الأمن القومي للصين، متهمة من وصفتهم "مثيري الشغب" بالعمالة لقوى أجنبية.
وجاءت تلك التصريحات على لسان مفوض وزارة الشؤون الخارجية الصينية في هونغ كونغ، شيه فنغ، أثناء كلمة بشأن تشريع مقترح للأمن القومي في المدينة الذي تم تقديمه للبرلمان الجمعة، ويهدف إلى منع "الخيانة والانفصال والعصيان والتخريب" فيها، رداً على التظاهرات الهائلة التي قامت بها المعارضة الديمقراطية العام الماضي.
وقال شيه إن التشريع يخص الانفصال، وأعمال التخريب، والتدخل الأجنبي وكذلك الإرهاب، وإنه لن يتأثر به سوى عدد ضئيل من السكان، فيما الباقون "فلا يوجد أبدا ما يستدعي قلقهم".
ويتخوف النشطاء المؤيدون للديمقراطية من أن يؤدي القانون إلى الحد من حقوقهم وحرياتهم المضمونة بموجب اتفاق "بلد واحد، نظامان مختلفان" الذي جرى التوصل إليه مع بريطانيا في العام 1997، وعادت بموجبه هونغ كونغ تحت الحكم الصيني. لكن شيه قال إن مشروع القانون سيؤدي، في الواقع، إلى تعزيز الحقوق والحفاظ عليها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين، خلال إيجاز صحافي، إن الولايات المتحدة تحاول الإضرار بالأمن القومي الصيني، وأضاف، وفق ما أوردته وكالة "رويترز"، أن بكين قدمت احتجاجات بشأن تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، روبرت أوبراين، بأن قانون الأمن المزمع في هونغ كونغ قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية.
وأمس الأحد، أطلقت شرطة مكافحة الشغب في هونغ كونغ الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين ضدّ مشروع القانون القومي المثير للجدل، الذي أكدت الصين أنه يجب أن يطبق بسرعة في هذه المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأحد، أن القانون الذي قدّم إلى البرلمان الصيني، يجب أن يطبق "بلا أي تأخير"، بينما تخشى الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ أن يوجه المشروع ضربة خطيرة للحريات في المدينة.
Twitter Post
|
وضاعف ناشطو التيار الديمقراطي إدانتهم لهذا الإجراء في قضية تواجه معارضة منذ سنوات من قبل سكان هونغ كونغ.
وفي سياق الخلافات المحتدة، حذّر وزير الخارجية الصيني، أمس الأحد، من أن الصين والولايات المتحدة تقتربان من "حافة حرب باردة جديدة"، معبراً عن أسفه لتصاعد التوتر مع واشنطن حول فيروس كورونا الجديد.
Twitter Post
|
وقال وانغ يي أمام صحافيين: "لفت نظرنا أن بعض القوى السياسية في الولايات المتحدة تأخذ العلاقات الأميركية الصينية رهينة، وتدفع البلدين باتجاه حرب باردة جديدة". وأضاف "إلى جانب الدمار الناجم عن فيروس كورونا الجديد، ينتشر فيروس سياسي في الولايات المتحدة". وقال: "يستغل هذا الفيروس السياسي كلّ الفرص لمهاجمة الصين والإساءة لسمعتها".
وقبل أزمة الفيروس، كانت العلاقة الصينية الأميركية متوترة أصلاً منذ عامين، على خلفية الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة ترامب وفرضها عقوبات جمركية على بكين. ورفع تفشي الوباء من حدة الخلاف بين البلدين إلى مستويات جديدة.
وسُجلت أولى الإصابات بفيروس كورونا الجديد أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية، وانتشر مذاك في كلّ أنحاء العالم مسفراً عن وفاة 340 ألف شخص.
إلى ذلك، أعلن الوزير الصيني أن بلاده "منفتحة" على تعاون دولي لتحديد مصدر فيروس كورونا، مشدداً على أن أي تحقيق يجب أن يكون "خالياً من التدخل السياسي"، متّهماً مسؤولين سياسيين أميركيين بـ"فبركة الشائعات" حول منشأ المرض و"وصم الصين".