كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الجمعة، تلقي حركته اتصالات من وسطاء حول مبادرتها بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
وفي الثاني من الشهر الجاري، أعلن قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، خلال لقاء متلفز، استعداد الحركة تقديم "مقابل جزئي" (لم يوضحه) لإسرائيل لتفرج عن معتقلين فلسطينيين.
وقال هنية، في لقاء عبر قناة "التلفزيون العربي" إن "رئيس الحركة في غزة، أعلن أننا مستعدون للذهاب إلى جولة مفاوضات غير مباشرة لإجراء صفقة تبادل أسرى".
وأضاف: "بعض الأطراف والوسطاء (لم يحددهم) اتصلوا بالحركة، واستوضحوا حول الآفاق التي يمكن التحرك بشأنها، ونحن عرضنا ما يمكن أن يشكل مفتاحًا حقيقيًا لهذه المسألة"، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع: "كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) لديها 4 أسرى من الجنود الإسرائيليين، ونحن مستعدون لمفاوضات غير مباشرة لإجراء صفقة تبادل إذا كان هناك جدية كافية لذلك لدى قادة الاحتلال".
وعلى صعيد متصل، حذر هنية من أن "وباء كورونا يهدد حياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية".
وحتى الجمعة، سجلت إسرائيل 12 ألفا و982 إصابة بكورونا، منها 152 وفاة، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وفي السادس من أبريل الجاري، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، إلى إجراء "حوار فوري عبر وسطاء حول الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة"، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها تل أبيب استعدادها للحوار حول مفقوديها.
وبحسب بيانات فلسطينية، اعتقلت إسرائيل نحو مليون فلسطيني منذ عام 1967 (تاريخ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة)، فيما بلغ عدد القابعين داخل السجون في 2020، حوالي 5 آلاف معتقل.
وفي الملف الداخلي الفلسطيني، جدد هنية تمسك "حماس" بتحقيق المصالحة، وموافقتها على أي خيار تقبل به السلطة الفلسطينية لتحقيق ذلك، سواء بإجراء الانتخابات أو تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام منذ يونيو/ حزيران 2007، عقب سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في تحقيق الوحدة.
وفيما يخص علاقات "حماس" مع السعودية، قال هنية: "العلاقة تاريخيًا مع المملكة كانت قوية، لكن الحقيقة أن الصفحة التي نحن بصددها مؤسفة ومؤلمة، وتتناقض مع كل الأعراف العربية تجاه القضية الفلسطينية".
وأضاف: "اعتقال أكثر من 60 فلسطينيًا في سجون السعودية فقط لأنهم يقومون بأعمال دعم وإسناد لشعبهم، أمر مؤسف جدًا".
وتابع: "تواصلنا بشكل مباشر، ووجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين (الملك سلمان بن عبد العزيز)، وقمنا بوساطات دولية من أجل أن ننهي هذا الملف".
ولم تصدر الرياض، منذ بدء الحديث عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، أي تعقيب أو إيضاحات.
وكان القيادي في "حماس"، باسم نعيم، قد قال في حوار سابق مع وكالة "الأناضول"، إن السلطات السعودية بدأت في 8 مارس/آذار الماضي، بمحاكمة نحو 62 فلسطينيا (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية)، وهم مقيمون داخل أراضيها.
وذكر نعيم أن التهمة الأساسية التي وجهت للمعتقلين هي "دعم كيانات إرهابية"، مشددا على أن هؤلاء المعتقلين لم يكن لهم أي عمل يمس شؤون المملكة أو مصالحها العليا.
وكانت مؤسسات حقوقية، منها "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (مقره جنيف)، قالت في تقارير سابقة، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
(الأناضول)