ووفقا لمسؤول كردي في قوات الأسايش (الأمن) بمحافظة السليمانية، فإنه بحدود الساعة الحادية عشرة من ليلة أمس قصفت طائرة مسيرة سيارة رباعية الدفع، تقل خمسة من أعضاء حزب العمال الكردستاني، بينهم عنصران بارزان، بالقرب من مدينة ماوت، 60 كم شمال شرقي السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق.
وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القصف أسفر عن مقتل العناصر الخمسة الموجودين داخل السيارة، كما أكد بأن المعلومات المتوفرة حول القصف أنه نفذ بواسطة طائرة مسيرة تركية، كونها ليست المرة التي تتم فيها مثل تلك العمليات التي تستهدف قيادات وعناصر بارزة بحزب العمال تتحصن في مناطق عدة بالإقليم.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من عملية للجيش التركي داخل الأراضي العراقية في منطقة "كاني ماسي"، ضمن محافظة دهوك استهدفت أيضا أحد معاقل حزب العمال الكردستاني، بعد مهاجمة مسلحي حزب العمال ثكنة للجيش التركي داخل الأراضي العراقي. وقال مدير ناحية "كاني ماسي"، سربست عقراوي، إن اشتباكات مسلحة اندلعت، مساء الإثنين، بين عناصر حزب العمال والجيش التركي في جبال قمطلة، داخل البلدة، بعد قيام مسلحي عناصر حزب العمال بإطلاق نار على موقع عسكري تابعة للجيش التركي، مبيناً أن فتاة بعمر 12 عاماً أصيبت خلال الاشتباك تدعى داليا إبراهيم، وتم نقلها إلى مستشفى طوارئ دهوك.
ونقلت وسائل إعلام محلية كردية عراقية عن قائم مقام قضاء ماوت في السليمانية، كامران حسن، قوله إن "القصف تم ليلة أمس بالقرب من قرية سفرة التابعة لقضاء ماوت، وأسفر عن مقتل 5 من مسلحي الحزب، فضلا عن إحداث أضرار مادية كبيرة بمستشفى القرية ومنازل المواطنين"، وأشار إلى أن "الحديث عن وجود مقاتلي حزب العمال في مستشفى القرية أثناء قصفهم غير صحيحة، ومقاتلي حزب العمال كانوا داخل سيارة خاصة بهم أثناء تعرضهم للقصف الجوي".
وبحسب مصادر أمنية وسياسية كردية في الإقليم الذي يتمتع بسلطات شبه مستقلة عن بغداد، منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، فإن مدن الإقليم الحدودية أو القريبة من تركيا، التي يوجد فيها مسلحو العمال الكردستاني، شهدت أكثر من 200 عملية عسكرية مختلفة منذ مطلع العام الحالي، بين قصف جوي واشتباكات وهجمات مسلحة جرت بين العمال الكردستاني والقوات التركية، دون تدخل قوات "البشمركة" الكردية.
عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، أحمد حمه سنجري، اتهم حزب العمال الكردستاني التركي بأنه "جلب الخراب واللا استقرار" إلى مدن الإقليم، مؤكدا أن الحزب يتحصن في مناطق مدنية بعد استهدافه القوات التركية على الحدود، ما يؤدي إلى رد فعل يذهب ضحيته مواطنون أو ممتلكاتهم الخاصة.
وبيّن، في حديث مع "العربي الجديد"، أن مسلحي الحزب "زادوا من أنشطتهم أخيرا، وهذا بطبيعة الحال يسبب رد فعل تركيا، وبغداد لا تريد ممارسة سلطاتها الاتحادية في هذه النقطة تحديدا لاعتبارات سياسية معروفة"، مشيرا إلى أن "مسلحي الحزب يوجدون داخل مناطق وقرى مكتظة بالسكان، ويعرضونهم باستمرار لخطر القصف التركي الذي زاد أخيرا".
وينشط مقاتلو الحزب في عدة مناطق شمالي العراق، أبرزها جبال قنديل، وسيدكان وسوران وخواكورك وبنكرد، إضافة إلى أطراف قضاء العمادية وزاخو. وعقب احتلال "داعش" محافظة نينوى، وضمنها مدينة سنجار، وجد الحزب فرصة للتوغل أكثر داخل الشمال العراقي ليستقر في أبعد نقطة عن القوات التركية، إذ إن أنقرة تكتفي بين فترة وأخرى بقصف مواقع للحزب في سنجار جواً.