الجزائر: تصاعد الانتقادات لاعتقال وتشويه صورة معارض انتقد الجيش

02 يوليو 2019
بورقعة من قادة ثورة التحرير في الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

هددت هيئة قدماء المحاربين بالجزائر بملاحقة جهات دفعت قنوات حكومية ومستقلة لبث معلومات مغلوطة وكاذبة عن القيادي في ثورة التحرير، لخضر بورقعة، بهدف تشويه تاريخه النضالي، بعد توقيفه من قبل القضاء لمساءلته على تصريحات حادة أدلى بها حول الجيش.
وقالت المنظمة الوطنية للمجاهدين (قدماء المحاربين) في بيان نشرته اليوم الإثنين، بعنوان "لا للمساس برموز الثورة"، إنه "وبقطع النظر عن الملابسات التي دفعت العدالة لاتخاذ إجراء اعتقاله (بورقعة) في هذا الظرف بالذات، فإن الأهمية التاريخية التي لعبتها هذه الشخصية إبان الثورة تجعلنا أمام إشكال كبير وهو ما يفرض علينا واجب التذكير بإنجاز مسار هذا المجاهد وعلاقته بثورة التحرير".
واعتقل بورقعة السبت الماضي من قبل رجال أمن بزي مدني من أمام منزله في العاصمة الجزائرية، ووجه إليه قاضي التحقيق تهمة "المساس بسمعة الجيش وإحباط معنويات أفراده"، على خلفية تصريحات سابقة له انتقد فيها الجيش وقال فيها إنه تشكل بعد الاستقلال من مليشيات وأنه رأس النظام السياسي ويجب استبعاده من المشهد السياسي.
وانتقدت المنظمة محاولة المساس بالتاريخ النضالي لبورقعة، موضحة أنه لديه "رصيداً شخصياً مشرفاً لا يمكن لأية جهة النيل منه".
وكانت المنظمة ترد على حملة تشويه قادتها قنوات تلفزيونية بينها التلفزيون الحكومي الذي يخضع لإدارة الجيش، بعدما بثت معلومات تتهم لخضر بورقعة بانتحال اسم قائد ثوري آخر استشهد خلال الثورة، وبأنه انتسب إلى الجيش الفرنسي بين سنتي 1954 و1956، وزعمت هذه القنوات انه شارك في حرب مزعومة في جبال الألب، لم تحدث مطلقاً.
وإضافة إلى منظمة المجاهدين دانت أحزاب سياسية اعتقال بورقعة، حيث عبرت "جبهة القوى الاشتراكية" عن بالغ الغضب من إقدام السلطات على اعتقال قامة تاريخية في حجم بورقعة.
كما اعتبرت من جهتها "حركة مجتمع السلم" أن "التضييق على المخالفين وملاحقتهم ينم عن تراجع بيّن للآمال التي عقدها الجزائريون على الحراك الشعبي في تحقيق الانتقال الديمقراطي وتجسيد الإرادة الشعبية وحرية الكلمة وحقوق وكرامة الإنسان واستقلال المؤسسات وتوازن السلطات".


وأكدت أن "سجن المجاهد لخضر بورقعة بسبب آرائه مهما كان الاختلاف بشأنها تصرف خاطئ يمثل رسالة سلبية تجاه التطورات المستقبلية"، داعية إلى إطلاق سراحه فوراً.
ويفسر مراقبون إقدام السلطات على هذا الاعتقال بأنه محاولة لتخويف الناشطين والمعارضين بشأن انتقاد الجيش ومعارضة قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح.

ويعد بورقعة، وهو معارض سياسي، من بين مجموعة قليلة تضم آخر القيادات التاريخية لثورة التحرير الجزائرية، وعارض عشية الاستقلال اقتحام وسيطرة ما يُعرف بجيش الحدود بقيادة وزير الدفاع حينها، والرئيس الراحل هواري بومدين، على العاصمة والسلطة، وتنصيب الرئيس الراحل أحمد بن بلة رئيساً للدولة، وأسس مع الزعيم الثوري حسين آيت أحمد حزب "جبهة القوى الاشتراكية" المعارض عام 1963، واعتقل خلال تلك الفترة بسبب معارضته للسلطة، كما اعتقل لاحقاً في عهد بومدين وفي عهد الرئيس الشاذلي بن جديد أيضاً، وكان يعدّ من أكبر منتقدي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال فترة حكمه.
وكان اسم بورقعة ضمن قائمة من الشخصيات التي رشحتها قوى معارضة لأداء دور في الحوار السياسي، والمشاركة في هيئة تقود البلاد لفترة انتقالية، لكن بعض الأطراف تنتقد بشدة مواقفه من بعض القضايا القومية ومعارضته لثورات الربيع العربي، ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد.