عون: الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمات في لبنان

21 نوفمبر 2019
عون: التناقضات فرضت التأني للوصول لحكومة (ستيفان ماحي/فرانس برس)
+ الخط -

في ظل أجواء من الترقب في لبنان عشية الاحتفال بالذكرى السادسة والسبعين لاستقلال البلاد، ألقى الرئيس اللبناني، ميشال عون، خطاباً بالمناسبة أكد من خلاله أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمات، مضيفاً أنه كان من المفترض أن تكون الحكومة قد ولدت لكن "التناقضات فرضت التأني لتفادي الأخطار".


وجاء خطاب عون في ظل تواصل الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ووجه كلامه للبنانيين قائلاً: "مع علمي أنه ليس وقت الخطب والاحتفالات بل وقت العمل، حكومة جديدة ينتظرها لبنان وتعقد عليها الآمال وكان من المفترض أن تولد، إلا أن التناقضات فرضت التأني للوصول إلى حكومة تلبي طموحات اللبنانيين وتكون على قدر الإنتاجية والانتظام".

ومع استمرار الأزمة السياسية في ظل تأخر الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد، بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري، أضاف الرئيس اللبناني: أن "76 عاماً مرت منذ صار لبنان وطناً مستقلاً ومر بمراحل صعبة تعرض فيها الاستقلال للخطر، الاستقلال هو القرار الوطني الحر غير الخاضع لأي شكل من أشكال الوصاية، صريحة كانت أم مقنعة، وهذا ما نتشبث به اليوم مهما كان الثمن"، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.

ومضى عون قائلاً: "تأكيدنا على استقلال لبنان لا يعني خصومة أو استعداء لأحد، انطلاقاً من قرارنا الحر وعلاقة الند للند وقبول ما يلائم وطننا، إذا كانت السياسة فن الممكن فهي أيضاً رفض اللامقبول".

وأشار إلى أن "مكافحة الفساد أضحت شعاراً استهلاكياً يستحضر كلما دعت الحاجة، لا سيما من قبل الغارقين به، ولكن، عند أبسط إجراءات التنفيذ، تبدأ الخطوط الحمر المذهبية والطائفية بالظهور. معركة مكافحة الفساد قاسية، لا بل من أقسى المعارك، لذلك توجهت إليكم، أيها اللبنانيون، طالباً المساعدة، فلا أحد غيركم قادر على جعل كل الخطوط متاحة. ولا أحد غيركم قادر على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة، وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين".


وتابع: "أكرر ندائي إلى المتظاهرين للاطلاع عن كثب على المطالب الفعلية لهم وسبل تنفيذها، لأن الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحل الأزمات"، قبل أن يضيف "التحركات الشعبية التي حصلت مؤخراً كسرت بعض المحرمات السابقة وأسقطت إلى حد ما، المحميات، ودفعت بالقضاء إلى التحرك، وحفزت السلطة التشريعية على إعطاء الأولوية لعدد من اقتراحات القوانين الخاصة بمكافحة الفساد".

ولفت إلى أن "تسليط الضوء على مكامن الفساد عبر الإعلام وفي الساحات، صحي ومساعد، وكذلك تقديم المعلومات والوثائق المتوافرة إلى القضاء، ولكن أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي إلى مدع، ومدع عام، وقاض، وسجان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد".