ترامب يعلن مقتل البغدادي في سورية: فجّر نفسه بعد حشره في نفق

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
27 أكتوبر 2019
6DB3FC46-1544-4D49-A250-C3E0BB60CD45
+ الخط -
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، بغارة أميركية نفذت الليلة الماضية في سورية، بعد أن فجّر سترة ناسفة كان يرتديها أثناء الهجوم، عندما حشر في أحد الأنفاق التي عطّلتها القوات الأميركية.

وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، إنه "تم التعرف إلى هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "حصلت على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي".


ووصف ترامب عملية مقتل البغدادي قائلًا إنه "قتل هاربًا كالكلب، وكان فزعًا جدًّا يبكي وينوح وهو يجر ثلاثة أطفال معه إلى موت محتوم، وهو يعرف أن الأنفاق مسدودة ولا مخرج منها".

وأقر ترامب "بمقتل الكثيرين في الموقع"، مؤكدًا أن "الأطفال الذين تم إخراجهم من هناك وضعوا تحت رعاية جهة موثوقة". وأضاف: "كانت هنالك امرأتان، وكانتا ترتديان سترات ناسفة، ولكنهن قتلتا ولم تتفجر السترات، كان أمرا حساسا بالنسبة لنا".

وأوضح ترامب أنه "كانت لدى الولايات المتحدة معلومات حول مكانه، وأنه سيغيّره، لكنه لم يفعل"، مبينًا أن "القوات الأميركية كانت تعرف أن ثمة شبكة أنفاق تحت المجمع، وعندما نفذت طائرات الأباتشي عملية الإنزال قامت بعمليات تفجير حفر داخل المباني، لم يكونوا يريدون الدخول من داخل الأبواب بسبب وجود أفخاخ كثيرة".

وقال ترامب إنه "شاهد العملية مع رئيس الأركان، الجنرال مارك ميلي، ونائب الرئيس، مايك بنس"، واصفًا العملية بأنها "كانت مثالية كما لو أنك كنت تشاهد فيلمًا"، مضيفًا أن "بعض قادتنا قالوا إن هذه أخطر عملية للدخول والخروج، وكان هناك احتمالية بأن نتعرض لإطلاق نار شديد".

وأكد عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية، وأن الإصابات الوحيدة كانت "في صفوف الكلاب المدربة (K9) التي استخدمت في اقتحام الأنفاق". وأردف بأن الجنود الأميركيين "عادوا بكميات أكبر من المطلوبة من الحمض النووي، وقبل ذلك قاموا باختبارات في موقع العمليات، وللوصول إلى جثته اضطروا إلى إزالة بعض الأنقاض".
ووجه الرئيس الأميركي شكره إلى روسيا وتركيا و"أكراد سورية" لمساهمتهم في نجاح العملية، ووجه شكره أيضًا إلى جنود البحرية الأميركية، قائلًا إنها "كانت ليلة عظيمة للولايات المتحدة الأميركية والعالم".

وأضاف أن "روسيا عاملتنا بشكل رائع، وفتحت الأجواء في مجال العملية، والعراق كان رائعًا أيضًا، رغم أنهم لم يكونوا يعرفون ما نفعله وإلى أين نحن نتجه بالضبط".

وعن الأكراد قال: "لم يساندونا عسكريا لكنهم قدموا لنا معلومات تبين أنها مفيدة". وبخصوص تركيا قال إن "الولايات المتحدة تعاملت معها، وكانوا يعرفون إلى أين نتجه، وطرنا فوق بعض المناطق، وكان بإمكانهم إطلاق النار، لقد قمنا بعملية تحليق مثالية، كان هناك إطلاق نار محلي وتم القضاء عليه فورا".

وأضاف: "منذ اليوم الأول الذي استلمت فيه الرئاسة كان لدينا معرفة عن مكانه، وتعرفون هؤلاء الإرهابيين لا يستخدمون التكنولوجيا ويستخدمون الإنترنت بطريقة مذهلة، لكنني حصلت على معلومات مهمة قبل شهر".

ومضى ترامب قائلًا، في ردّ على سؤال أحد الصحافيين، إن "عملية الانسحاب لا علاقة لها بهذه العملية، نحن فقط عرفنا عن الأمر في وقت متزامن، نحن نطارد هؤلاء القادة وهناك أشرار آخرون، ولكن هؤلاء أهم، هذا الشخص (البغدادي) أسس تنظيم داعش وكان يحاول إعادة بنائه من هناك".

ورفض ترامب الرد على سؤال حول مكان هبوط المروحيات الأميركية المنسحبة، مكتفيًا بالإشارة إلى أنها هبطت بشكل آمن في مكان آمن.

إسبر: كنا نريد اعتقاله

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، اليوم، إن العملية التي قامت بها القوات الخاصة الأميركية في شمال غرب سورية كانت تهدف إلى اعتقال أبو بكر البغدادي، إذا تسنى ذلك، وقتله إذا دعت الحاجة لذلك.

وقال إسبر لمحطة "سي.إن.إن": "حاولنا التواصل معه وطلب تسليم نفسه. ورفض وهرب إلى مكان تحت الأرض، وخلال محاولتنا إخراجه فجر سترة ناسفة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وبعد أن أكد ترامب عدم وقوع إصابات، قال إسبر إن جنديين أميركيين أصيبا بجروح طفيفة خلال العملية ولكنهما عادا بالفعل إلى الخدمة.

وأضاف أن ترامب أجاز العملية أواخر الأسبوع الماضي، قائلًا: "الرئيس درس الخيارات في وقت سابق من الأسبوع (الماضي).. وقرر الخيار الذي نعتقد أنه أعطانا أكبر احتمال للنجاح".

وكانت "فوكس نيوز" قد نقلت عن مصدر عسكري أميركي أن البغدادي انتحر باستخدام سترة ناسفة حينما داهمت قوات خاصة أميركية المجمع السكني الذي كان فيه بإدلب شمال سورية، على مقربة من الحدود مع تركيا.

وعلّق المصدر على ذلك بالقول: "لقد قامت القوات الأميركية بعمل رائع"، مؤكدًا أن فحوصات الحمض النووي أثبتت أن البغدادي كان من بين القتلى.

وكانت "سي أن أن" قد ذكرت، في وقت سابق، أن الجيش الأميركي يُجري تحاليل قبل أن يتمكن من تأكيد مقتل البغدادي رسمياً. ونقلت إحدى وسائل الإعلام الأميركية عن مصادر حكومية عديدة قولها إن البغدادي قد يكون قتل نفسه بسترة انتحارية عندما هاجمت قوات أميركية خاصة موقعه.


وكانت تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب أثارت الفضول لدى الإعلام الأميركي والعالمي، وسط أنباء عن استهداف البغدادي بغارة أميركية في محافظة إدلب.

وقال ترامب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر "شيء كبير للغاية حدث للتو"، ما أثار فضول الإعلام والرأي العام حول الأمر الذي يشير إليه الرئيس الأميركي.

ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قوله إن الرئيس ترامب صادَق، الأسبوع الماضي، على عملية سرية للغاية تستهدف زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

كما أوردت شبكات إعلامية أميركية عن مسؤول في البنتاغون قوله إن زعيم "داعش" قتل نفسه عبر تفجير سترة ناسفة كان يرتديها مع اقتراب عناصر القوة الأميركية، بينما كان أفراد أسرته حاضرين.

وحسب المصدر، فإنه لم يصب أي طفل في الغارة الأميركية، لكن قُتلت زوجتان له ربما من جراء انفجار السترة الناسفة.

في السياق، غرّد قائد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، مؤكدًا مقتل البغدادي، قبل الإعلان الرسمي عنه. وكتب عبدي: "عملية ناجحة وتاريخية نتيجة عمل استخباري مشترك مع الولايات المتحدة". وعن ذلك، قال مصدر عسكري أميركي رفيع لوكالة "فوكس نيوز"، إن "الأكراد لطالما كانوا شركاء جيدين".

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.