قوات المعارضة تكبد النظام خسائر على جبهات درعا

01 يوليو 2018
معارك "عنيفة" على مختلف المحاور (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت فصائل المعارضة السورية، اليوم الأحد، أنها كبدت قوات النظام "خسائر فادحة" بالعتاد والأرواح على جبهات عدة في درعا، معلنة قتل أربعة ضباط من قوات النظام، بينهم اثنان برتبتين كبيرتين، إضافة إلى 30 عسكريًا آخرين قتلوا في المعارك الدائرة على جبهة نوى.

وذكرت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب"، المشكلة من فصائل "الجيش السوري الحر، على حساباتها الرسمية، أن المواجهات مع قوات النظام أسفرت عن مقتل ضابطين برتبة لواء، إضافة إلى ملازمين اثنين.

كما نشرت غرفة العمليات أسماء عدد من قتلى النظام، بينهم رقيب أول، مشيرة إلى تدمير عشرات الآليات العسكرية، وعطب أخرى.

في المقابل، نعت مواقع وصفحات مقربة من النظام السوري اللواءين، وقالت إنهما "قتلا في المعارك التي يخوضها الجيش السوري بدرعا".

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري، على موقعها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "المعارك العنيفة ما زالت تدور رحاها بين قواتنا ومليشيات الأسد وإيران على مختلف المحاور في درعا، في ظل ثبات أسطوري لقواتنا أمام تلك الهجمة، وقصف هستيري من تلك المليشيات يستهدف مناطق المدنيين في نوى وأحياء درعا البلد وعدد من القرى والبلدات شرقي درعا".




وأوضحت أن مقاتليها تمكنوا من "تدمير دبابة من نوع T72 لقوات النظام على جبهة الطيرة، شرقي مدينة نوى، في غرب درعا، إضافة إلى تدمير دبابة أخرى بالقرب من منطقة تل السمن، خلال صد محاولة تقدم لقوات النظام إلى المنطقة، أسفرت عن سقوط عدد من عناصره بين قتيل وجريح"، مشيرة إلى مقتل أكثر من 30 وجرح ما يزيد على مائة عسكري من قوات النظام بالمعارك الدائرة في مدينة نوى.

وكان المصدر ذاته قد أعلن، في وقت سابق، عن قتل نحو 120 عنصراً من قوات النظام ومليشياتها، منذ بدء العمليات العسكرية بدرعا، في 19 من الشهر الفائت.

ويشهد ريف درعا هدوءاً، بعد وصول عدد من الضباط الروس إلى مدينة بصرى الشام، من أجل بدء جولة محادثات ثانية حول مستقبل المحافظة.

وكانت مصادر من المعارضة قالت لـ"العربي الجديد"، أمس، إن الشروط الروسية في الجولة الثانية من المفاوضات ستكون أدنى سقفاً من الجولة الأولى.

وأضافت أن المفاوضات ستتمحور حول تسليم السلاح الثقيل فقط للشرطة الروسية بعد دخولها مناطق المعارضة، بشرط عدم دخول قوات النظام.

وأضافت الغرفة أنه "تم رصد مجموعة من مليشيا الأسد وإيران، حاولت التسلل من خربة المليحة، بالقرب من بلدة كفر شمس، شمال درعا، وحاولت قطع الطريق بين بلدتي عقربا وكفر شمس، وقد اشتبكت قواتنا مع تلك المجموعة وقتلت عدداً من عناصرها وجرحت آخرين".




214 قتيلًا و198 ألف نازح

في الأثناء، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 214 مدنياً، ونزوح قرابة 198 ألفاً في محافظة درعا، منذ 15 حتى 30 يونيو / حزيران الماضي.

وأوضحت الشبكة في تقرير صادر عنها، اليوم الأحد، أن بين القتلى 65 طفلاً و43 امرأة، جميعهم قتلوا خلال هجوم النظام وروسيا على درعا.

وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 198 ألف شخص فروا من قرى الحراك، وناحتة، وبصر الحرير، والمليحة الشرقية، ونوى، والحارة، وعقربا، إلى القرى الجنوبية، والحدودية مع الأردن، والجولان المحتل.

كما أشار إلى أن، قوات النظام وروسيا ارتكبت ست مجازر، واستهدفت 14 مركزاً حيوياً، منها خمس منشآت طبية، ووثّق إلقاء النظام ما لا يقل عن 397 برميلاً متفجراً، وإطلاق قرابة 258 صاروخ أرض – أرض، و 293 قذيفة هاون ومدفعية.

وطالبت التقرير الحكومة الأردنية بالسماح بدخول الآلاف من النازحين على حدودها، وخصوصاً الأطفال والنساء والحالات الحرجة، وتسهيل دخول المنظمات عبر الحدود الأردنية، لإغاثة آلاف المدنيين العالقين في العراء.

غموض أميركي

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إريك باهون، إن الولايات المتحدة تركز جهودها على هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، لا على عمليات النظام في درعا.

وأضاف في تصريح صحافي، أن الولايات المتحدة سترد بالشكل المناسب على أي اعتداء يستهدف القوات التي تدعمها بلاده في سورية.

وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن حلفائها جنوبي سورية أمام أي هجوم محتمل من جانب النظام السوري، قال باهون: "نعم، سنحمي أنفسنا وشركاءنا ضد هجمات محتملة، وقد رأيتم ذلك مراراً من قبل".

وتابع: "نحن لسنا متسامحين كثيراً حيال هذه القضايا، ودبلوماسيو وسياسيو بلادنا يعملون على العديد من الحلول حيال الاشتباكات في سورية، وعسكرياً نحن ندافع دائماً عن أنفسنا وعن شركائنا الذين نعمل معهم سوياً".

وأضاف باهون: "نحن موجودون في التنف، ولا ننصح أحداً بالاعتداء على شركائنا في هذه المنطقة".