"فارك" الكولومبيّة تبدأ هدنة خلال دورة الانتخابات الرئاسيّة الثانية

08 يونيو 2014
الهدنة تستمر لغاية 30 يونيو (راؤول أربوليدا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
 
تستعد حركة القوات المسلّحة الثورية الكولومبية "فارك" المتمردة، للدخول في هدنة، في عملياتها المسلّحة، والتي أعلنت عنها أمس السبت، بمناسبة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 15 يونيو/حزيران الجاري، وذلك على غرار ما فعلت في الدورة الأولى.
وقال قائد الحركة الماركسية المتمردة تيمولين خيمينيز، على الموقع الإلكتروني لـ"فارك"، إنّ حركته تلتزم بالهدنة اعتباراً من منتصف ليل الإثنين وحتى 30 يونيو/حزيران الجاري.

وكانت الحركة المسلّحة قد أعلنت بمناسبة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 25 مايو/أيّار، وقف كل أنشطتها العسكرية من 20 ولغاية 28 مايو/أيّار.
وشَمل وقف إطلاق النار خلال الدورة الأولى، وللمرّة الأولى، حركة التمرد الكبيرة الثانية في كولومبيا "جيش التحرير الوطني"، وذلك خلافاً لما حصل في أوّل هدنتين أعلنتا منذ انطلاق مفاوضات السلام، واللتين التزمت بهما "فارك" لوحدها.

وقال خيمينيز إنه كان "يتمنى أن تكون هذه الهدنة مشتركة مع جيش التحرير الوطني" ولكنه اضطر "بداعي الوقتإالى التحرك بشكل منفرد".
ومنذ بدء مفاوضات السلام بين الحكومة الكولومبية و"فارك" في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 في كوبا، أعلنت الحركة المتمردة ثلاث هدن أُحادية الجانب لمدة بضعة أسابيع، وقد طلبت مراراً من الحكومة أنّ تلتزم بدورها بهذه الهدنات، غير أنّ الأخيرة رفضت.

وكان الرئيس المنتهية ولايته خوان مانويل سانتوس قد تأهل مع الوزير السابق أوسكار زولواغا إلى الدورة الثانية بعدما تصدرا الدورة الأولى. وفي تلك الدورة حل سانتوس الذي يعتبر مهندس مفاوضات السلام الجارية مع "فارك"، في المرتبة الثانية بحصوله على 25,51 في المئة من الأصوات، في حين تصدر النتائج زولواغا المعارض بشدة لهذه المفاوضات والذي حصل على 29,03 في المئة من الأصوات.

وتكون الدورة الثانية بمثابة استفتاء حقيقي على المفاوضات الجارية مع متمردي القوات المسلّحة الثورية الكولومبية (فارك)، وما إذا كان يجب الاستمرار في هذه المفاوضات أم وقفها.
ويتطلع الوزير السابق للدفاع والذي كبد حركة التمرد أكبر الهزائم، وسانتوس، إلى أنّ تحذو كولومبيا حذو إيرلندا الشمالية في تعاملها مع الجيش الجمهوري الإيرلندي، وإسبانيا مع حركة "ايتا" الباسكية، مراهناً على إضعاف مقاتلي "فارك"، الذين يقدر عددهم بنحو ثمانية آلاف مقاتل بحسب السلطات، والذين تقلص عددهم إلى النصف في غضون عشر سنوات. وخلف تمرد "فارك" المستمر منذ نحو نصف قرن أكثر من 220 ألف قتيل و5 ملايين نازح.