الانشقاقات تضرب أبرز أحزاب التحالف الحاكم في العراق

23 يوليو 2017
المجلس من الكتل الكبيرة داخل التحالف الوطني (أمين الاندلسي/الأناضول)
+ الخط -
تأكيداً لتقرير سابق انفرد به "العربي الجديد"، وفي تطور جديد على مستوى الأزمة السياسية التي تعصف بالتحالف الحاكم في العراق، قالت مصادر سياسية مطلعة في بغداد، اليوم الأحد، إن المجلس الأعلى الإسلامي، أحد الأحزاب الرئيسية داخل التحالف الحاكم في العراق شهد، في الساعات الماضية، انشقاقات كبيرة وصفتها "بالجملة"، إثر نزاع على طريقة إدارة المجلس الأعلى، وتفرّد بعض القيادات فيه بالقرار، فضلا عن وعود تم الاتفاق عليها ونكث فيها بعض القيادات، بحسب المصادر ذاتها، وسط محاولات إيرانية لرأب الصدع.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، وطلبت عدم الكشف عن اسمها، فإن كلا من رئيس المجلس الحالي، عمار الحكيم، وعادل عبد المهدي القيادي البارز وأحد المؤسسين للمجلس الأعلى في إيران ثمانينيات القرن الماضي، والقياديين جلال الصغير وبيان صولاغ وحامد الخضري، قد قرروا ترك المجلس والتوجه لتشكيل أحزاب وكيانات سياسية جديدة.


ووفقا للمصادر ذاتها، فإنه من المرجح تفكك الكتلة خلال أيام قليلة، من خلال إعلانات رسمية عن تشكيل القيادات المنشقة أحزابا وكتلا جديدة. وذلك في حال عدم نجاح التدخل الإيراني لرأب الصدع.


ويُعد الحكيم، بحسب المصادر ذاتها، تشكيلا سياسيا جديدا بقيادته سيُعلن عنه الأسبوع الجاري بدلا عن المجلس الأعلى، مؤكدة أنّ "الحكيم يسعى لأن يكون تشكيله المقبل متجاوزا للأُطر التقليدية داخل المجلس وتسمح له بالتحالف مع قوى وأحزاب عراقية أخرى حتى لو لم تكن شيعية".

وأشار إلى أنّ "قيادات من المجلس، ومنهم باقر صولاغ وجلال الدين الصغير وحامد الخضري، غادروا الأسبوع الماضي إلى إيران، لإجراء محادثات وتقديم شكوى إلى طهران بخصوص اختلافات وتباينات في وجهات النظر بينهم وبين الحكيم حول أمور داخلية في المجلس الأعلى، وأخرى تخص كيفية التعاطي مع الملفات العراقية في الساحة".

وأكد ذلك وزير عراقي في حكومة حيدر العبادي وينتمي للمجلس الأعلى. مبينا، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "الخلافات إدارية وسياسية وعقائدية أيضا تتعلق بالفقه الذي على أساسه تم تأسيس المجلس الأعلى"، متهما الحكيم بـ"عدم احترام رفاق والده الذين أسسوا المجلس معه في إيران عندما كان هو طفلا صغيرا"، وفقا لقوله.

وأوضح أنّ "كلا من عمار الحكيم وعادل عبد المهدي وبيان جبر صولاغ وجلال الدين الصغير وقيادات أخرى بارزة في المجلس خرجت منه لكن بشكل متفرق، بمعنى أن التناحر بين القيادات شتتهم ولم يخرجوا سويا تحت موقف واحد".

من جهته، أكد عضو المجلس الأعلى عامر الفايز، أنّ "الانشقاق داخل المجلس سينسحب على كتلته داخل البرلمان"، وأضاف، في تصريح صحافي، أنّ "الأزمة الحالية في المجلس هي الأكثر صعوبة".

في المقابل، قال الناطق باسم المجلس الأعلى الإسلامي، حميد معلة، إنه ما زال هناك مجال لتسوية الأزمة الحالية في المجلس. مبينا، في تصريح لتلفزيون "الفرات" المملوك لعمار الحكيم، أن "ما نشهده اليوم في المشهد السياسي الإسلامي هو انفصال بشكل سلمي وسلس".

وفي سؤاله عما إذا كان سيخرج الحكيم من المجلس الأعلى بحراك جديد، قال: "هذه واحدة من الصور المحتملة، بان يخرج السيد عمار الحكيم من المجلس الأعلى في الحراك الجديد، فالحراك لا بد أن ينتهي بنتائج".



يشار إلى أنّ المجلس الأعلى الإسلامي يعد من الكتل الكبيرة داخل التحالف الوطني، ويضم عددا من القيادات البارزة في التحالف، وممن حصلوا على مناصب كبيرة وحقائب وزارية في الحكومات المتعاقبة.


دلالات