واتهم القضاء الأميركي، السعودي علي آل زبارة (35 عاماً) وأحمد المطيري، المعروف أيضًا باسم أحمد الجبرين (30 عاماً)، والأميركي (من أصل لبناني) أحمد أبو عمو (41 عاماً)، بالحصول على عناوين بروتوكول الإنترنت والبريد الإلكتروني وتواريخ الولادة من حسابات على "تويتر"، ونقل هذه المعلومات بعد ذلك إلى الرياض. كما أن أبو عمو كان مكلفا بتدمير أو تغيير أو تزوير السجلات في تحقيق اتحادي.
Twitter Post
|
وقال مساعد المدعي العام للأمن القومي جون سي ديمرز، إن "المدعى عليهم قاموا بأفعالهم تحت إشراف مسؤولين سعوديين، وقد حصلوا على معلومات خاصة تحدد هوية مستخدمي تويتر الذين ينتقدون الحكومة السعودية". وتابع ديمرز: "اثنان من المتهمين - آل زبارة وأبو عمو - هما موظفان سابقان في تويتر، انتهكا شروط العمل للوصول إلى هذه المعلومات في مقابل المال ومزايا أخرى. وبصرف النظر عن كونهما مجرمَين، فإن سلوكهما يتعارض مع مبادئ حرية التعبير التي تأسست عليها هذه الدولة".
وقال جاي تاب، مساعد المدير التنفيذي لفرع الأمن القومي بمكتب التحقيقات الفيدرالي: "توضح هذه الاتهامات أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سوف يتابع بجد أولئك الذين يظهرون تجاهلًا صارخًا للقوانين والمبادئ الديمقراطية التي تحددنا كدولة. سنواصل استخدام جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفنا لتنفيذ مهمتنا".
وقال وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي المسؤول عن التحقيق جون إف بينيت، إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي لن يسمح للحكومات الأجنبية باستغلال معلومات المستخدمين الخاصة المملوكة للشركات الأميركية بطريقة غير قانونية". وتابع: "هؤلاء الأفراد مكلفون باستهداف والحصول على بيانات خاصة من المنشقين والمنتقدين المعروفين للحكومة السعودية".
قدّم آل زبارة في 2015 معطيات عن ستة آلاف حساب على الأقل، وخصوصاً حول الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز الذي لجأت عائلته إلى كندا.
بينما تجسّس أبو عمو على العديد من الحسابات بين نهاية 2014 وبداية 2015 مقابل ساعة فاخرة بقيمة 35 ألف دولار، بحسب ما قاله في اتصالات مع مشترين محتملين على موقع "كريغزليست دوت أورغ"، ومبلغ 300 ألف دولار على الأقل.
وقالت الشكوى إن أبو عمو دخل مراراً إلى حساب أحد أبرز المنتقدين للعائلة المالكة السعودية، في أوائل عام 2015. وفي إحدى المرات استطاع الاطلاع على البريد الإلكتروني ورقم الهاتف المرتبط بالحساب. ودخل أبو عمو أيضاً على حساب منتقد سعودي ثان، للحصول على معلومات تسهل عملية التعرف عليه شخصياً. ورجّح متابعون أن يكون أحد الحسابات هو "مجتهد".
وقالت وزارة العدل في بيان: "كان بالإمكان استخدام هذه المعلومات للتعرف على مستخدمي تويتر الذين نشروا هذه المنشورات، وتحديد موقعهم".
ويبدو أنّ الذي جند الاثنين مسؤول سعودي كبير، قالت "واشنطن بوست" إنه بدر العساكر، المستشار المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي يدير الآن مكتبه الخاص ومؤسسته الخيرية "مسك".
أما السعودي أحمد المطيري (30 عاماً) فهو متهم بأنه قام بدور وساطة بين الرجلين وحكومة بلده. كما يشتبه بأنه ساعد آل زبارة على الفرار من الولايات المتحدة في نهاية 2015، بعدما طرحت عليه إدارة "تويتر" أسئلة للمرة الأولى، وأعطته عطلة إدارية.
وأشارت الشكوى الأميركية إلى أن معظم الاتصالات جرت في 2014 و2015، أثناء توسع سلطات ولي العهد. وجاء بشكوى وزارة العدل أن أحدهما نشر صورته مع ولي العهد أثناء زيارته واشنطن في مايو/أيار 2015، بينما سافر الآخر من سان فرانسيسكو إلى واشنطن أثناء الفترة ذاتها.
وقالت وزارة العدل الأميركية أن المطيري وآل زبارة يقيمان في السعودية على الأرجح، موضحةً أنها أصدرت مذكرتي توقيف بحقهما. أما أبو عمو الذي كذب على محققين لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جاؤوا لاستجوابه في تشرين الأول/أكتوبر 2018، فقد أوقف الثلاثاء في سياتل بشمال غربي الولايات المتحدة، وصدر أمر ببقاء أبو عمو في الحجز إلى حين انعقاد جلسة للنظر في الأمر غدا الجمعة.
وفي الأثناء، أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الخميس في الرياض محادثات مع مديرة وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة (سي آي ايه)، جينا هاسبل.
وقالت وكالة الأنباء الحكومية السعودية "واس"، إنّ الملك وهاسبل ناقشا "الموضوعات ذات الاهتمام" المشترك بحضور عدد من المسؤولين السعوديين، بينهم وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله.
وجاءت الزيارة بعد ساعات على اتهام القضاء الأميركي ثلاثة أشخاص، هم سعوديان أحدهما موظف سابق في "تويتر" وأميركي كان يعمل في الشركة نفسها، بالتجسّس على مستخدمين وجّهوا انتقادات للعائلة المالكة في السعودية.
وقال مسؤول سعودي لصحافيّين في واشنطن مشترطاً عدم كشف اسمه إنّ المملكة لم تنظر بعد في هذه القضيّة. وأضاف: "لكن يُمكنني أن أخبركم بأنّنا نتوقّع من جميع مواطنينا احترام قوانين الدول التي يعيشون فيها".
وقال النائب العام الأميركي ديفيد أندرسون في بيان، إن "الشكوى الجنائية التي كشف عنها اليوم تتّهم عناصر سعوديين بالبحث في الأنظمة الداخلية لتويتر من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي تويتر".
وتوتّرت العلاقات بين البلدين الحليفين العام الماضي، على خلفيّة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، في جريمة استبعدت وكالة الاستخبارات المركزية أن تكون قد حدثت من دون علم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال المسؤول السعودي إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم أنّ "السعودية تتّخذ خطوات لمعالجة هذه المشكلة". وأضاف متحدّثاً عن مقتل خاشقجي: "أعتقد أنّ الناس يُدركون أنّ هناك محاكمة جارية، وأنّ ما جرى خطأ كان يجب ألا يحدث".