دعا الفنان والمقاول المصري، محمد علي، جموع المصريين، إلى النزول يوم الجمعة المقبل إلى الشارع لمدة ساعة واحدة، للتظاهر سلمياً ضد النظام الحالي، مؤكداً أن نزول 30 مليون مواطن إلى الميادين الرئيسية في جميع المحافظات، من شأنه أن يُجبر الرئيس عبد الفتاح السيسي على التنحي عن الحكم، نتيجة سوء إدارته للبلاد على مدى خمس سنوات، واعترافه مؤخراً بإهدار أموال الدولة على إنشاء القصور الرئاسية.
وقال علي، في مقطعي فيديو بثهما عبر موقع "يوتيوب"، الإثنين، إن الشعب المصري مُطالب بالتفاعل العملي مع دعوته إلى إنهاء حكم السيسي، والتي تنقسم إلى شقين؛ أولهما التحرك الإلكتروني من خلال دعم وسم "#ارحل_بقى_ياسيسي"، الذي أطلقه لدعوة الرئيس الحالي إلى التنحي استجابة لرغبة المواطنين، وسرعان ما تصدر قائمة الأعلى تداولاً في مصر وعدد من الدول العربية، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وبين علي أن "الجزء الثاني من الخطة العملية هو النزول إلى الشارع في مختلف المحافظات الجمعة للتظاهر لمدة ساعة، على أن يُحدد موعدها بدقة مساء الخميس المقبل في مقطع فيديو جديد، في حالة تجاهل السيسي مطالب المصريين الرافضة استمراره في منصبه عبر مواقع التواصل، مطالباً جميع وسائل الإعلام الأجنبية بتغطية هذا الحراك الشعبي، والوقوف إلى صف الشعب المصري في مطالبه المشروعة إزاء النظام الحالي".
وأضاف علي أن "لجان النظام الإلكترونية ستنقل للسيسي حجم التفاعل مع الوسم الذي أطلقه، فإذا زاد هذا التفاعل على 30 مليون شخص (تغريدة)، وهو العدد الذي يقول رئيس البلاد إنه اختاره، فإنه ينبغي عليه التقدم باستقالته فوراً، لا سيما بعد اعترافه أمام الجميع بهدر أموال المصريين على تشييد القصور الرئاسية، وارتباكه أمام الإعلام خلال مؤتمر الشباب، خوفاً من ردة فعل الملايين من المصريين حيال وقائع الفساد التي كشفها داخل المؤسسة العسكرية".
وتابع أن المصريين جميعاً مطالبون بالقضاء على الفساد، الذي يتمثل في طريقة إدارة السيسي للحكم، والتي تورط الضباط في الجيش والشرطة عن عمد في وقائع فساد، وأعمال مشبوهة، من أجل توفير الحياة الكريمة لأسرهم، مستطرداً "السيسي يربط سقوطه بانهيار الجيش، وهذا غير صحيح، ودور القوات المسلحة هو حماية حدود البلاد، وليس افتتاح سلاسل السوبر ماركت، وبيع الطماطم إلى المواطنين".
وزاد علي: "السيسي يربط نفسه دوماً بالمؤسسة العسكرية، ويصور على خلاف الحقيقة أنه لو ترك الحكم سينهار الجيش، وأن الإطاحة به هو مرادف لضياع الدولة، وهي أمور كاذبة تماماً"، متسائلاً "يعني معقول يا سيسي لو مشيت هانعمل جيش جديد؟ الجيش مش هاينهار لو راجل فاسد زيك مشي، ومعاه 100 أو 1000 شخص آخرين".
وواصل: "بوجّه حديثي إلى الضباط المحترمين، وغير الفاسدين، لأن دور الجيش هو حماية البلاد، وصناعة الدبابات والطائرات للدفاع عن الشعب والحدود، وليس بيع الصلصة والمنتجات الغذائية، فهذا عمل المدنيين، ورجال الأعمال... لا يجب تصوير الشعب المصري على أنه خائن يا سيسي؟ فالمصريون هم الزارعون والمصنعون والمصدرون، أنت هزأت (أهنت) الجيش، وخليت شكله وحش (سيئ) أمام المدنيين، بعدما حولت الضباط إلى مقاولين وتجار!".
واستكمل علي: "الضباط الصغار هم إخوة لنا، ويُعانون مثلنا من الأزمات المعيشية، وليسوا مسؤولين عن الفساد داخل مؤسساتهم؛ فالمجموعة التي تُدير الدولة هي التي خلقت الفساد في كل القطاعات... وجعلت هدف هؤلاء الضباط هو الوصول إلى منصب قائد كتيبة أو لواء لتحقيق الحياة الكريمة، من دون تعرّضهم للمحاكمة العسكرية في حالة عدم إطاعة الأوامر".
المحاكمة العسكرية
وأوضح: "هؤلاء الضباط يخشون طوال الوقت من مراقبتهم بواسطة الاستخبارات الحربية، ومن غير المقبول محاكمتهم عسكرياً في حالة رفضهم للتعليمات المتعلقة بأحد المشاريع التجارية... الضابط في الجيش المصري لا يزال يتقاضى راتبا ضعيفا، ويعمل على مدار 24 ساعة في اليوم، بما يعني فتح المزيد من أبواب الفساد، وتسهيل تلقيه للرشاوى المالية من المدنيين مقابل إنهاء خدماتهم".
وقال علي: "ضباط الجيش لا يستطيعون التمتع بأموالهم خوفاً من المساءلة، وهناك آخرون منهم يعيشون في أماكن متواضعة، بينما اللواء أحمد نعيم (قائد المنطقة الجنوبية العسكرية) يحضر أطعمة كلابه من الخارج... والسيسي أهدر قرابة المائة مليون جنيه لإقامة مؤتمر الشباب، حتى يرد على اتهاماتي الموجهة إليه بالفساد؛ وهو يعلم جيداً أنه أحرج المؤسسة العسكرية، وإلى الآن لا أعلم كيف وصل إلى منصبه السابق كمدير للاستخبارات الحربية".
كاذب ولص
كما شدد على أهمية عودة هيبة وكرامة الجيش بعد إزاحة السيسي عن الحكم، الذي ظهر أمام الجميع أنه "كاذب" و"لص"، ولا يحترم إرادة المصريين، مستدركاً "اطلع واعتذر للشعب يا سيسي، وقول إنك مستقيل لو عدينا 30 مليون مواطن... أنت يجب أن تغادر مصر، لأننا مش هانلاقي المياه بسبب أزمة سد النهضة اللي اتبنى بالفعل، وهايبدأ يخزنها قريباً؛ ولا ناوي تدخلنا في حرب مع إثيوبيا، وتضيع البلد!".
وأضاف: "لازم كلنا نتوحد، وننسى تصنيفات إخوان، وسلفيين، وليبراليين، وعلمانيين؛ لأن كلنا واحد، ومش هانسمح لواحد جاهل يضيع البلد... ومافيش حاجة اسمها هانختار مين بعد السيسي، أو اللي هاييجي بعده هايكون أفضل أو أسوأ منه، لأن الشعب هو اللي هايقول كلمته... وفي كل محافظة هانختار مكان مهم زي ميدان التحرير، والأهرامات، عشان ننزل ونقول (ارحل يا سيسي)".
الحكم للشعب
وشدد محمد علي أيضا على أن "الحكم للشعب، لأنه صاحب الأرض، والرئيس هو مجرد موظف لديه، فمصر هي بلد المائة مليون مواطن، وليس المليونين ونصف المليون من الضباط والمجندين سواء في الجيش أو الشرطة... يجب أن يدير المصريون دولتهم، وأن تتوزع الثروات بينهم بالعدل والمساواة؛ وأن نتفق جميعاً أن الكلمة الأولى للشعب، وأنها أقوى من أي قانون أو دستور".
واستطرد قائلاً: "ماينفعش ناس قليلة تستفيد، والباقي يموت، إحنا لازم نختار واحد من الشعب لمنصب الرئاسة، بس يكون عنده رؤية؛ ومش مهم يطلع مسيحي أو إخواني أو ليبرالي أو عسكري... لكن مافيش حاجة اسمها واحد يحكمنا بالطريقة دي؛ فالفساد ليس في إلقاء القبض على موظف أخذ رشوة 10 آلاف جنيه، بل في هيكل النظام ككل الذي يساعد على صناعة هذا الفساد".
وأضاف علي: "السيسي قال إن 30 مليون اختاروني، ولو 30 مليون وواحد قالوا لك ارحل، لازم تطلع تقول أنا متنحي... أنت تحديت الشعب وقلت هأعمل قصور رئاسية تاني، والناس بتأكل من القمامة... بقول للمصريين أنتم أكثر عدداً، ومش هايقدروا عليكم، وليس من المقبول أن تأخذ مجموعة بعينها في السلطة كل القرارات الهامة، من دون استفتاء الشعب عليها".
وختم الفنان والمقاول المصري: "يوم الجمعة هاتنزلوا تقفوا في الشارع لمدة ساعة بشكل سلمي، وهانطلب من العالم كله يصورنا عشان يعرفوا إننا عاوزين نعيش زي الشعوب المحترمة... السيسي كان مرتبك في مؤتمر الشباب، ووزير الدفاع مش مبسوط منه، وممكن يكون رجل محترم، ومتضامن معنا... وأكيد في مصريين شرفاء كثر عاوزين يقفوا معانا؛ فهذه هي فرصتنا حتى نقول (لا للسيسي) بإرادة شعبية حقيقية".