وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام قصفت، اليوم الجمعة، الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون، بأكثر من مائة صاروخ وقذيفة مدفعية دفعة واحدة، ما أدى إلى مقتل رجل، وإصابة رجلين وامرأة من المدنيين، فضلاً عن وقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكاتهم".
وأضافت المصادر أنّ "خان شيخون تعرّضت، مساء الخميس، لقصف من طيران النظام الحربي، أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، استأنفت قوات النظام السوري، قصف محور بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي المتاخم لريف حماة الشمالي، وسط توقعات باستمرار الزحف البري باتجاه البلدة التي تعتبر المدخل إلى مدينة خان شيخون.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام التي سيطرت على كفرنبودة في ريف حماة الشمالي بدأت بتكثيف القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، صباح اليوم الجمعة، على محاور بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.
وأضافت المصادر أنّه تمت مشاهدة طائرتين حربيتين وطائرتين مروحيتين منذ الصباح الباكر في سماء بلدة الهبيط، حيث قامت بقصف العديد من المواقع، واستهدفت أي تحرك في المنطقة، وذلك تزامنا مع رشقات من راجمات الصواريخ والمدفعية.
وأشارت المصادر إلى وقوع اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام في محور بلدة الهبيط ومحور قرية القصابية، مرجحة أن يبدأ النظام السوري بعد القصف المكثف بالتقدم البري نحو بلدة الهبيط التي تبعد عن كفرنبودة قرابة أربعة كيلومترات إلى الشرق.
وتعتبر بلدة الهبيط نقطة الدفاع الأولى عن مدينة خان شيخون الاستراتيجيّة كونها تقع على الطريق الدولي الواصل بين الشمال السوري والجنوب، وتقع إلى الشرق من بلدة الهبيط وشمال مدينة مورك.
وفي حال سيطرة قوات النظام على بلدة الهبيط، ستصبح مدينة خان شيخون تحت نيران المدفعية وراجمات الصواريخ بشكل مباشر، كما ستكون مدينة مورك وباقي مدن ريف حماة الشمالي تحت حصار شبه كامل.
إلى ذلك، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير"؛ التابعة للمعارضة السورية المسلحة، ظهر اليوم الجمعة، عن مقتل خمسة من عناصر قوات النظام السوري بينهم ضابط، وذلك جراء استهدافهم بقذيفة على محور بلدة الكركات في ريف حماة الشمالي الغربي.
وأضافت، في بيان، أنّها "استهدفت بصاروخ مضاد للدروع، تجمع آليات لقوات النظام حيث دمرت وأحرقت عدداً منها، وأصابت عناصر من قوات النظام على محور بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي".
وفي غضون ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" شنّت هجوماً معاكساً على قوات النظام في المحاور الشمالية والشمالية الغربية من بلدة كفرنبودة وقرية الكركات وتل الهواش، وذلك في محاولة استعادة السيطرة على المنطقة التي دخلتها قوات النظام أمس دون قتال.
وأضافت المصادر أنّ قوات النظام قابلت الهجوم بتكثيف القصف على محاور القتال وخاصة شمال كفرنبودة، الأمر الذي يحول دون تقدم المهاجمين.
ويأتي ذلك عقب سيطرة النظام السوري على بلدتي كفرنبودة وقلعة المضيق وعدد من القرى والتلال في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد حملة تصعيد عقب انتهاء الجولة الـ12 من محادثات أستانة بين الدول الضامنة؛ تركيا وإيران وروسيا.
وكان رئيس "هيئة التفاوض العليا السورية" نصر الحريري، قد طالب تركيا بالتحرك لوقف مجازر إدلب، بوصفها دولة ضامنة في أستانة، ولها دوريات على الأرض.
وقال الحريري، في مؤتمر صحافي، إنّ "تركيا تقوم بجهود كبيرة من أجل وقف هجوم قوات (بشار) الأسد على المنطقة، وتفعيل الالتزام باتفاق سوتشي الموقّع مع روسيا في سبتمبر/ أيلول الماضي".
وشدَّد على "ضرورة أن تكثف أنقرة الجهود والتفاعل مع المجازر في إدلب بكل المستويات، والعمل بكل الطرق من أجل إيجاد عوامل ضغط وقوة تستخدم ضد النظام وداعميه من أجل وقف الحملة العسكرية".
وفي شأن متصل، قال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الدفاع المدني وثّق مقتل 122 شخصاً؛ بينهم متطوع في الدفاع المدني، وإصابة أكثر من 330 شخصاً في ريفي إدلب وحماة، وذلك منذ 26 إبريل/ نيسان الماضي، وحتى أمس الخميس.
وتسببت العمليات العسكرية، وفق المصدر نفسه، بنزوح أكثر من مائتي ألف مدني نحو المناطق الأخرى في ظل ظروف إنسانية سيئة.