"داعش" يتقدّم في ريف حلب والمعارضة تتجه للحسم شمالاً

11 اغسطس 2015
المعارضة تدحر قوات النظام بسهل الغاب (ريف حماة) (الأناضول)
+ الخط -

استغل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) انشغال قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري بالقتال المستمر بينهما في منطقة وادي الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، ليهاجم قوات الطرفين، بشكل متزامن بريف حلب، ويتقدّم عليهما. لكن عقب دحر قوات المعارضة قوات النظام في سهل الغاب، يُرتقب أن تتفرغ لقوات "داعش" التي راحت تتمدّد في ريف حلب.

وشنّ "داعش" هجوماً كبيراً ومفاجئاً على قوات فصائل المعارضة، التي كانت تتمركز في قرية أم حوش في ريف حلب الشمالي، التي تقابل مباشرة مناطق سيطرة "داعش" في بلدتي عبلة وتل الجيجان والمناطق المحيطة بها على الطريق، الذي يصل مدينة حلب ببلدة الراعي الحدودية.

وأكّد الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات المعارضة اضطرت للانسحاب من قرية أم حوش، بسبب تفجير "داعش" سيارة مفخخة، بالإضافة إلى تفجير عدد من مقاتلي "داعش" أنفسهم قرب نقاط تمركز قوات المعارضة، مما أدى إلى تكبد فصائل الفوج الأول ولواء فرسان الحق واللواء 101 جيش حر، خسائرَ في الأرواح.

وأشار الحلبي إلى أن تفجيرات "داعش" في المنطقة والاشتباكات التي تلتها أودت بحياة أكثر من خمسين عنصراً من عناصر قوات المعارضة، في مقابل مقتل نحو خمسة وعشرين من عناصر "داعش" إثر تفجير أنفسهم أو بسبب استهداف قوات المعارضة لهم.

ويُعتبر تقدّم "داعش" نحو أم حوش، وسيطرته على هذه القرية، خطوة هامة نحو فصل مناطق سيطرة المعارضة في حلب عن مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، حيث تقع أم حوش شمال مدرسة المشاة العسكرية، التي تعتبر أكبر نقاط تمركز قوات المعارضة بريف حلب الشمالي.


اقرأ أيضاً: "داعش" يسيطر على قرية متاخمة لمعاقل المعارضة بريف حلب

وباتت أم حوش اليوم محاصرة من ثلاث جهات، حيث يسيطر "داعش" على المناطق الواقعة إلى الشمال والشرق منها، وتسيطر قوات النظام على المناطق الواقعة جنوبها، فيما تحتفظ قوات المعارضة بالسيطرة على المناطق الواقعة غربها.

وكانت (جبهة النصرة) قد أكملت انسحابها أمس من ريف حلب الشمالي بعد تصاعد الحديث عن قرب عملية عسكرية كبيرة تشنها قوات المعارضة ضد "داعش" في المنطقة بغطاء جوي تركي.

اقرأ أيضاً: "النصرة" و"المنطقة الآمنة": إخلاء ريف حلب لتفادي الضربة القاضية

وأصدرت "جبهة النصرة" بياناً أعلنت فيه موقفها الرافض للمشاركة بأية عملية عسكرية تقودها تركيا ضد "داعش" في ريف حلب، وقالت: "إننا في (جبهة النصرة) لا نرى جواز الدخول في الحلف شرعاً، ذلك أن قرار المعركة ضد تنظيم الدولة الآن لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً من إرادة حرة للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي، كما أننا لا نرى أنه يصب في مصلحة الساحة حالياً، خصوصاً بعد تقهقر النظام النصيري ووصول المجاهدين إلى معاقله في الساحل السوري"، بحسب بيان"النصرة".

ولم يتوقف تقدّم "داعش" عند ريف حلب الشمالي، إذ بدأت قواته منذ فجر الأحد هجوماً كبيراً على قوات النظام السوري المحاصرة في مطار كويرس العسكري، بريف حلب الشرقي. وقامت بقصف المطار بصواريخ "غراد" والكاتيوشا والصواريخ محلية الصنع، قبل أن تصعد هجومها الإثنين باستهداف نقاط تمركز قوات النظام السوري في محيط المطار العسكري بثلاث سيارات مفخخة، أدى انفجارها إلى تكبيد قوات النظام خسائر بشرية كبيرة، لكن دون أن تنجح في اقتحام المطار حتى الآن.

وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن حصيلة التفجيرات والاشتباكات في محيط مطار كويرس قد ارتفعت إلى ثمانية عشر قتيلاً من قوات النظام، بينهم اثنا عشر ضابطاً كان ضمنهم عميدان ونقيب، في مقابل سقوط ستة وعشرين عنصراً من قوات "داعش".

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات المعارضة السورية هجومها على نقاط تمركز قوات النظام في بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل قوات "داعش" بريف إدلب الشمالي. ويجري هذا الهجوم بالتزامن مع تقدّم قوات المعارضة الكبير في منطقة سهل الغاب، على حساب قوات النظام السوري أيضاً.

 

وأعلن المكتب الإعلامي في "جيش الفتح"، الذي يشكل ائتلاف فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل النظام السوري في ريف إدلب وريف حماة، عن تمكن قوات "جيش الفتح" من تفجير عربة "بي إم بي" مفخخة بأكبر حاجز لقوات النظام، يتمركز بقرية دير الزغب، قرب بلدة الفوعة التي تتحصن فيها قوات النظام. لكن لم يُعرف عدد قتلى قوات النظام الذين سقطوا إثر التفجير.

وجاء هجوم قوات المعارضة على مناطق تمركز قوات النظام في محيط بلدة الفوعة بعد يوم واحد فقط من تقدم قوات المعارضة الكبير في منطقة سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي، حيث أكملت قوات المعارضة يوم الأحد سيطرتها على قرية الزيارة وحاجز التنمية ومنطقة تل واسط وبلدة المنصورة في سهل الغاب، بعد انسحاب قوات النظام التي كانت تسيطر على هذه المناطق جميعاً نحو بلدة جورين ومعسكر قوات النظام القريب منها.

وتمكنت قوات المعارضة من تحقيق هذا التقدّم بعد ضغطها على قوات النظام المتمركزة في سهل الغاب من ثلاثة محاور، لتتمكن من إجبارها على التراجع والانسحاب بشكل جماعي من المناطق التي تسيطر عليها، خوفا من الوقوع تحت حصار قوات المعارضة التي كانت تمتلك أفضلية المناورة والالتفاف.

وأوضح الناشط، مهند الإدلبي، لـ"العربي الجديد" أن قوات المعارضة لم تتوقف عند بلدة المنصورة، حيث بدأت الإثنين بمهاجمة بلدة جورين الاستراتيجية، التي تقع على السفوح الشرقية لسلسلة جبال اللاذقية. وأكد أن قوات المعارضة تمكنت من تدمير دبابتين لقوات النظام السوري قرب البلدة بعد استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع، وذلك بالتزامن مع استمرار قصفها لمناطق سيطرة النظام بجبال اللاذقية بصواريخ "غراد".