تقديرات إسرائيلية: المخاطر "الحدودية" تتعاظم

21 فبراير 2016
الجدار العسكري بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة (فرانس برس)
+ الخط -

رأت النخب الأمنية الإسرائيلية في تصميم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على استكمال بناء الجدار الحدودي مع الأردن، وتدشين عوائق مادية على الحدود المحتلة مع الدول العربية الأخرى، ردّاً غير كافٍ على التهديدات الاستراتيجية على هذه الحدود في المستقبل. 

اقرأ أيضاً: تقديرات إسرائيلية: الحرب على "داعش" لن تشهد تغييراً جوهرياً

وفي نظر هذه النخب، فإن الجدران والعوائق المادية لا تشكل رداً على تهديدين مهمين، وهما: إطلاق الصواريخ، والأنفاق. وقال الجنرال عتي شيلح، الذي قاد في السابق وحدة الهندسة الميدانية "يهلوم"، التي تشمل مهامها وضع حلول تقنية لعمليات التسلل عبر الحدود، إنه على الرغم من الهدوء الذي يسود حالياً الحدود المحتلة مع الدول العربية، فإن التحولات الإقليمية زادت من مساحة خارطة التهديدات التي تتعرض لها هذه الحدود. 

وفي دراسة نشرتها مجلة "ISRAEL DEFENSE" المتخصصة في قضايا الدفاع في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، رأى شيلح أن "حركات الجهاد العالمي"، التي أوجدت لها ملاذات في سورية وشبه جزيرة سيناء المصرية، تمثل التهديد الأبرز على الحدود، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الجماعات الجهادية لا تبدي اهتماماً حالياً باستهداف إسرائيل، بسبب انشغالها بمواجهة أنظمة الحكم، إلا أنها في المستقبل ستشكل تحدياً جدياً لإسرائيل بسبب التجربة "الغنية"، التي اكتسبتها في ساحات المواجهة المختلفة. 

وحذّر شيلح من الإصغاء لأولئك الذين يستخفون بقدرات هذه الحركات، على اعتبار أنها ذات طابع "تكتيكي محلي". وضرب شيلح مثالاً للتدليل على وجهة نظره، مشيراً إلى أن مواجهة مع من وصفهم بـ"الجهاديين" على الحدود مع سورية يمكن أن تشعل الجبهة الجنوبية، حيث من غير المستبعد أن يرد هؤلاء في سيناء على أي عمل إسرائيلي ضد نظرائهم في سورية. 

وتوقع شيلح أن يبادر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى استهداف إسرائيل في حال اشتدت الحملة الدولية ضدّه، محذّراً من أنّ هذا التصعيد قد يمثل كرة ثلج متدحرجة يمكن أن تشعل كل الحدود. 

وعلى الرغم من أن شيلح يلمس تأثير التدخل الروسي على مسار المواجهات في سورية، إلا أنه يعتبر بأن هذا التدخل لن يحول دون احتفاظ الكثير من "الحركات الجهادية" بمناطق نفوذ داخل سورية، يمكن أن تشكل تهديداً لإسرائيل. 

وشدّد شيلح على أن حزب الله يشكل تهديداً رئيسياً على الحدود الشمالية، مشيراً إلى أنه إلى جانب نجاح الحزب في مراكمة القوة العسكرية بشكل كبير، فإن قتاله إلى جانب نظام بشار الأسد أكسبه خبرات قتالية لم يعرفها من قبل، خصوصاً تمرس عناصره على عمليات الانقضاض وإدارة معارك مفتوحة. 

من جهته، رأى المعلق العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، روني دانئيل، أن نتنياهو بالغ في رهانه على الجدران الحدودية، منوهاً إلى أن المناورة العسكرية التي نفذتها قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أواخر الشهر الماضي على الحدود المحتلة مع مصر، والتي  كانت الأكبر التي نفذها جيش الاحتلال في المنطقة منذ أن تم التوقيع على اتفاقية السلام مع مصر، تعكس عمق المخاوف من انفجار هذه الحدود.

 وفي تعليق بثته القناة الليلة قبل الماضية، أشار دانئيل إلى أن قيادة جيش الاحتلال لا تنظر بارتياح كبير إلى نتائج المواجهة، التي يشنها الجيش المصري ضد تنظيم "ولاية سيناء"، على الرغم من الطاقة الكبيرة التي يستثمرها في القتال هناك. 

وفي سياق متصل، دعا المستشار الاستراتيجي السابق لنتنياهو، يوسي ليفي، القيادة الإسرائيلية إلى إصدار تعليماتها لحفر أنفاق تنطلق من فلسطين المحتلة إلى داخل قطاع غزة.  وفي مقال نشره أمس موقع "وللا"، لفت ليفي إلى أن أهمية إقدام إسرائيل على حفر الأنفاق تكمن في التأثير النفسي، وبغرض إشغال قيادة حركة حماس بالبحث عنها من أجل انهاكها ودفعها للتوقف عن حفر الأنفاق. وأضاف: "كما أن سكان المستوطنات اليهودية المحيطة بالقطاع يسمعون أصوات الحفر أسفل منازلهم، فيتوجب أن يشعر سكان الشجاعية أيضاً بنفس الأصوات". 

وأقرّ ليفي بأن "حماس" خرجت من المواجهة الأخيرة منتصرة لأنها تمكنت من تحقيق تعادل استراتيجي. وبحسب ليفي، فإن مؤرخي الحروب يوثقون حقيقة قيام "حماس" بحفر الأنفاق بصفته التكتيك الذي سمح لحركة "إرهاب بسيطة ومنبوذة إقليمية ودون موارد، تنجح في إيجاد توازن رعب منع الدول الأقوى في المنطقة"، على حدّ تعبيره.

اقرأ أيضاً: "يديعوت أحرونوت": "حماس" مستعدة للمواجهة المقبلة

المساهمون