وبعدما ساد شعور بالقلق، عادت الوزارة لتؤكد اليوم الإثنين لمواطنيها أن الإعلان يأتي كخطوة لتنفيذ الخطة الموضوعة لتأمين العاصمة طرابلس.
لكن مصدراً أمنياً من طرابلس، فضل عدم نشر اسمه، أكد أن الإعلان جاء على خلفية ورود معلومات عن خطط تعتزم قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر العمل عليها ضمن هجوم مسلح جديد يعتمد على تحريك خلايا نائمة داخل العاصمة تظهر وجود انتفاضة داخلية بطرابلس.
ويضيف المصدر، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن قوات الأمن التابعة للوزارة تسيطر تماما على الأوضاع، مقللا من خطر أي تحرك مسلح من داخل العاصمة وقدرة الحكومة على مواجهته وفق الخطة الأمنية التي وضعتها وزارة الداخلية.
من جهتها، نشرت عملية "بركان الغضب" التابعة للجيش بقيادة حكومة الوفاق، منتصف ليل البارحة، صور أسلحة مختلفة، قالت إن "فرقة الإسناد الأمني الأولى التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية سيطرت عليها عقب مداهمتها لمعسكر جنوبي الزاوية توجد به خلايا تابعة لمجرم الحرب المتمرد حفتر".
وأكدت العملية أن الخلية كانت تنوي زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة، مضيفة أن عملية المداهمة تم خلالها "ضبط مركبة آلية، كما ضبط ثلاثة من أفراد الخلية وإحالتهم لجهات الاختصاص".
Facebook Post |
من جانب آخر، كشف برلماني مقرب من قيادة حفتر، مفضلًا عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" عزم الأخير تنفيذ خطط من شأنها تأليب خلايا نائمة بالمدن التي تسيطر عليها الحكومة، مشيرا إلى أن حفتر يريد إيهام الرأي العام بأن عمليته العسكرية وصلت إلى مراحلها الأخيرة.
وفيما نقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصادرها أن مسؤولين مقربين من حفتر أبلغوا البعثة الأممية في ليبيا بأن "حفتر سيدخل طرابلس قبل الاجتماع التحضيري لمؤتمر برلين في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري"، وأنه يرفض الحل السياسي ويتمسك بالحل العسكري "حتى لو تم تدمير طرابلس بالكامل"، قال البرلماني لـ"العربي الجديد" إن "حفتر في وضع عسكري وسياسي حرج لا يمكنه التراجع"، مؤكدا أنه "ينفذ عملية انتحارية فإما أن ينتصر ويسيطر على طرابلس أو أن ينتهي سياسيا وعسكريا".
وأوضح أن "اتفاق الحكومة مع تركيا (وقعتا مذكرتي تعاون أمني وبحري) ونجاح الأخيرة في الدفاع عنه دوليا أثرا بشكل كبير على وضعه السياسي والعسكري أيضا، خصوصا مع وجود ميل أميركي وأوروبي جديد لصالح الحكومة بعد فشله في تنفيذ وعوده لحلفائه بإقصائها من المشهد والسيطرة على طرابلس خلال أسابيع"، كاشفا أن "حفتر أعطي أربع فرص لإنهاء عمليته العسكرية في طرابلس من قبل حلفائه".
ويرجح المحلل الأمني والعسكري الليبي، محيي الدين زكري، أن "عمليته المرتقبة وشكل اعتماده على تحريك خلايا من داخل العاصمة لا يمكن أن يكونا بضوء أخضر دولي"، مؤكدا أن حتى حلفاءه يرفضون انجراف المعركة إلى داخل الأحياء وتكرار سيناريو بنغازي.
وأوضح زكري في حديثه لــ "العربي الجديد"، أن "العملية المرتقبة لا يعتمد فيها حفتر إلا على نفسه وستكون نتائجها مخيبة، فقوات الحكومة لا تقارن من حيث العدة والعدد بمقاتلي بنغازي الذين أخروا سيطرة حفتر عليها لأربع سنين".
وفيما يرى زكري أن حفتر لم يتبق له إلا فتح محاور جديدة كما يحاول باتجاه مدينة الزاوية (35 كم غرب طرابلس) حاليا، حذر من إمكانية تمكن حفتر من تسريب أسلحة إلى داخل طرابلس وإمكانية وجود خلايا نائمة أخرى.
وتعيش محاور القتال هدوءا حذرا، بعد أن أفشلت قوات عملية "بركان الغضب" محاولة أخرى لدخول قوات حفتر إلى العاصمة، والتي بدأت يوم الجمعة الماضي.
وفي إيجاز صحافي، نشره مكتب الإعلام الحربي للعملية، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، إن قوات حفتر أطلقت على عمليتها الأخيرة "جمعة النصر"، لكنه أكد أنها أفشلت تماما بـ"تكتيكية عالية في أغلب المحاور، وباحترافية عالية ودون خسائر"، مشيرا إلى أن من خسائرها إسقاط طائرة حربية لتكون الخامسة عشرة في تعداد خسائر الطيران المعتدي.
وأضاف أن قوات "بركان الغضب"، "تعاملت منذ فجر أمس الأحد مع أهداف مباشرة ودفعت بتعزيزات وصلت إلى الجبهة لاستخدام بعض الأسلحة لأول مرة، فنجحت في الانتشار والمناورة ودقة التصويب ودمرت قواتنا آليات للعدو المتسللة في محور صلاح الدين"، لافتا إلى أن قوات حفتر التي وصفها بـ"القوات متعددة الجنسية تحاول أن تجد طريقها إلى طرابلس"، لكنه أكد قدرة قوات الحكومة على صدّها.