العراق: لجان للتحقيق مع معتقلي "داعش" القادمين من سورية والتنظيم يلغي "ولاياته"

26 فبراير 2019
يعود "داعش" لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق (Getty)
+ الخط -

كشف مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل لجان خاصة قضائية، ومعنية بالتحقيق، للبدء بالتحقيق مع المئات من أعضاء تنظيم "داعش" الذين تسلمتهم بغداد خلال الأيام الماضية من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" الكردية ("قسد")، فيما كشف آخر إصدار لتنظيم "داعش" من مجلته الشهرية "النبأ"، عن إلغاء تقسيماته الأخيرة بالمناطق في كل من العراق وسورية إلى ولايات، كولاية الأنبار وولاية حلب وولاية الموصل، واقتصارها على ولايتين فقط هي ولايتا العراق والشام، ما اعتبره خبراء بشؤون الجماعات المتطرفة اعترافاً بالهزيمة، والعودة إلى ما قبل عام 2014، أي العمل المسلح.

وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد" إن السلطات في بلاده شكّلت لجاناً مؤلّفة من قضاة ومحققين ومسؤولي أمن وضباط استخبارات، للبدء بالتحقيق مع المئات من عناصر "داعش" من الذين تم تسلمهم من مليشيات "قسد"، مؤكداً حقهم في توكيل محامين عنهم، على أن تتكفل بغداد بهم لمن لا يتمكن من ذلك"، مستدركاً بالقول إن "أياً من الذين تم تسلمهم لم يصل أحد من أقربائه لبحث مصيره، أو يطالب برؤيته، وقد تم إطعامهم، وهم حالياً في معسكر احتجاز كبير بالأنبار تحت حماية مشددة".

وأكد المصدر أن "القوات العراقية تواصل تسلم المسلحين من الجنسية العراقية فقط، ولم يرد أمر من بغداد بتسلم غيرهم، سوى أولئك الفرنسيين الذين تم تسلمهم بشكل منعزل عن إجراءات الاستلام والتسليم للمقاتلين الآخرين".

وكشف المسؤول أن "كثيرين من الذين تم تسلمهم، قالوا إنهم لم يكونوا مع داعش، إنما هم مدنيون أجبرهم التنظيم مع عائلاتهم على المغادرة معه، بعد انكساره في القائم وحصيبة وربيعة والبعاج، واستخدمهم كدروع بشرية، وبينهم أشخاص ادعوا أنهم موظفون بالدولة العراقية"، لافتاً إلى أن التحقيقات "ستتكفل بالكشف عن ملابسات ملف كل شخص منهم".

في هذه الأثناء، أظهر آخر إصدار لجريدة "النبأ" التي تصدر عما يعرف بـ"ديوان الإعلام" في تنظيم "داعش"، تقسيماً جديداً يختلف عن الذي استحدثه بعد اجتياحه الأراضي العراقية منتصف عام 2014، وسيطرته على أجزاء واسعة من شمال وغرب البلاد.

ويظهر التقسيم إلغاء "داعش" لما يعرف بالولايات، واقتصارها على ولاية واحدة في العراق، بعد أن كانت سبعاً، مثل ولايات الأنبار ونينوى وديالى وكركوك، وباتت باسم "ولاية العراق"، في الوقت الذي فعل الأمر ذاته بالنسبة لسورية واقتصرها على عبارة "ولاية الشام".

وفي هذا الشأن، رأى الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة أحمد الحمداني أن خطوة "داعش" تمثل اعترافاً بالهزيمة والعودة إلى الصحراء، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد" أن إلغاء التنظيم هذه التسميات وعودته الى تسميات ما قبل 2014 "تعني اعترافاً مباشراً بهزيمته، لكنها بالوقت ذاته تعني أيضاً أنه أعاد ترتيب وتوزيع قياداته، ويبعث رسالة بأنه سيعود لنظام الخلايا والجيوب المسلحة التي تنفذ العمليات والاعتداءات الإرهابية وتختفي بعدها".

واعتبر الحمداني أن ذلك "يفرض تحدياً جدياً على القوات العراقية التي يجب أن تركز على الجانب الاستخباري أكثر من ذي قبل".

دلالات
المساهمون