عاد نائب رئيس "الحركة الشعبية قطاع الشمال" ياسر عرمان، اليوم الأحد، إلى الخرطوم، لأول مرة منذ 8 سنوات قضاها في منفى.
وقال عرمان، في تصريحات صحافية عقب وصوله إلى مطار الخرطوم، إنه جاء للخرطوم "للانضمام إلى خندق الشعب السوداني، وبحثاً عن السلام العادل والشامل، ولبناء نظام جديد ودولة ديمقراطية قائمة على المواطنة، بلا تمييز".
وأكّد أنّ "الحركة الشعبية جزء لا يتجزأ من قوى إعلان الحرية والتغيير"، معلناً أنهم "يمدون يداً بيضاء للجميع، بمن في ذلك التيار الإسلامي الراغب في بناء نظام جديد من غير قيادات دولة التمكين".
كما دعا إلى "شراكة واضحة لقيام حكومة ديمقراطية مدنية تنقل البلاد من الحرب إلى السلام، ومن الشمولية إلى الديمقراطية".
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالة "الأناضول"، أن نائب رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان، والأمين العام للحركة خميس جلاب، وصلا إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، على متن الخطوط الإثيوبية.
وشكلت عودة عرمان مفاجأة للأوساط السياسية في البلاد، لجهة عدم توصل حركته المتمردة إلى اتفاق سلام مع الخرطوم، لكن مراقبين ربطوا هذه العودة بالاتصالات التي جرت بين الحركة والمجلس العسكري الانتقالي تحت رعاية إماراتية.
ورجحت مصادر أن تكون تلك الاتصالات هي من عبّدت الطريق أمام عودة عرمان المحكوم عليه بالإعدام في عهد الرئيس المعزول عمر البشير.
وكان وفد من الحركة مكون من 7 أعضاء يترأسهم الناطق باسم "الحركة الشعبية" مبارك أردول، وصل إلى الخرطوم، في 11 مايو/أيار الجاري، لأول مرة منذ 8 سنوات، عقب اندلاع الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل، وتوجه الوفد من مطار الخرطوم الدولي إلى ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني.
وأعلن مبارك أردول، خلال مؤتمر صحافي في مقر الاعتصام، أن القياديين البارزين في الحركة الشعبية ياسر عرمان، وإسماعيل جلاب، سيصلان إلى الخرطوم خلال 10 أيام في إطار حسن النوايا، مطالباً المجلس العسكري الانتقالي بالعفو عن قيادات الحركة الشعبية الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية، وإطلاق سراح أسرى الحرب.
وقال إن "عودتهم تأتي لدعم الحراك الثوري في السودان، ووضع أجندة الحرب والسلام وقضايا المهمشين ضمن أولويات المرحلة المقبلة".
وتقاتل "الحركة الشعبية"، منذ عام 2011، الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لكنها انقسمت إلى فصيلين خلال السنوات الأخيرة، واحد بقيادة مالك عقار ونائبه ياسر عرمان، وآخر بقيادة عبد العزيز الحلو.