تراشق مصري سوداني لتمسك الخرطوم بحصتها كاملة من النيل

22 نوفمبر 2017
سد النهضة يثير خلافات كثيرة (أشرف شاذلي/ فرانس برس)
+ الخط -
رفض وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تصريحات نظيره السوداني، إبراهيم غندور، عن حصص البلدين من مياه النيل، وقوله إن "مصر مُنزعجة، لخسارتها المياه عند اكتمال بناء سد النهضة، كونه سيمكن السودان من حصتها كاملة"، واصفاً هذا الطرح بـ"غير الدقيق"، لاستفادة الخرطوم من كامل حصتها، المُقدرة بنحو 18.5 مليار متر مكعب سنوياً، منذ فترة طويلة.


وأفاد وزير الخارجية السوداني، في مقابلة مع فضائية "روسيا اليوم"، أمس الثلاثاء، أن "مصر استولت على حصة السودان من مياه النيل على مدى السنوات السابقة"، مؤكداً أن "مصالح بلاده تتعارض مع موقف مصر من سد النهضة، وأن الوقت قد حان لأن تدفع مصر ما عليها من استحقاق، وتحصل السودان على حصتها كاملة دون نقص".


وقال شكري، في بيان له، اليوم الأربعاء، إن "القدرة الاستيعابية للسودان لحصتها كانت غير مكتملة في سنوات سابقة، وبالتالي كان يفيض جزء منها إلى مجرى النهر بمصر، بغير إرادتها، وبموافقة السودان، الأمر الذي كان يُشكل عبئاً وخطراً على السد العالي في أسوان، نتيجة الزيادة غير المتوقعة في السعة التخزينية له، خاصة في وقت الفيضان المرتفع".


وأضاف أن مصر كانت تضطر إلى "تصريف تلك الكميات الزائدة في مجرى النهر، أو في مفيض (توشكى) خلف السد، من دون جدوى"، وفق قوله، مشيراً إلى أنه "من المستغرب طرح الأمور على هذا النحو، والحديث عن دائن ومدين في العلاقات المائية بين البلدين، وهو طرح غير وارد، اتصالاً بالموارد الطبيعية".


وتابع شكري: "من غير المفهوم تداول هذا الموضوع وسط خضم إعاقة الدراسات الخاصة بتأثير سد النهضة الإثيوبي على استخدامات الدولتين من مياه النيل، وعدم موافقة السودان وإثيوبيا على التقرير الاستهلالي المقدم من المكتب الاستشاري الفني الفرنسي"، متسائلاً عن "أسباب ودوافع إطلاق مثل تلك التصريحات غير الدقيقة في هذا التوقيت".


وكان غندور قد شدد، في سياق آخر، على أن الخرطوم لن تتنازل عن منطقة مثلث حلايب، برغم موقف مصر المتمسك بها، مقترحاً على القاهرة "إما إعادتها بقرار سيادي إلى السودان على غرار منح جزيرتي (تيران وصنافير) للسعودية، أو استعادة المنطقة من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي، كما استعادت مصر مدينة طابا من إسرائيل".