هدوء نسبي في محاور القتال جنوب طرابلس وفشل جديد لقوات حفتر

02 مايو 2019
حكومة الوفاق تواصل تحقيق المكاسب الميدانية (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس هدوءا نسبيا، فيما لا تزال الاشتباكات تدور بشكل متقطع في مناطق الهيرة القريبة من غريان وسوق الأحد، أولى مناطق ترهونة حتى صباح اليوم الخميس.


وقال المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، إن قوات الحكومة صدت محاولات خلال الساعات الماضية من قبل قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، لاسترداد منطقة السبيعة جنوب شرقي العاصمة.
وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "قوات حفتر شنت أكثر من هجوم في الساعات الماضية لاسترداد مناطق فقدتها في السبيعة وأخرى انطلقت من قصر بن غشير لاسترداد معسكر اليرموك لكنها كلها فشلت وتم صدها"، مشيرا إلى أن طيران حفتر قصف مقر الكلية العسكرية داخل طرابلس.
وأكد قنونو أن طيران حكومة الوفاق شن خمس غارات على مواقع حفتر جنوب شرقي العاصمة، ضمن عملية صد تقدمها لمحاولة استرداد المناطق التي فقدتها.
وعن العمليات الحالية أكد قنونو أن الجولات القتالية لن تتوقف وأن خطط "بركان الغضب" تتجه إلى دفع قواتها للتقدم أكثر باتجاه ترهونة وغريان، معاقل قوات حفتر الرئيسية غرب البلاد.
وفيما بثت وسائل إعلام ليبية صورا وفيديوهات أثناء تجول مراسليها في مناطق السبيعة والساعدية بعد سيطرة قوات الحكومة عليها منذ صباح أمس الأربعاء، لا تزال قوات حفتر تواصل إنكار فقدانها تلك المناطق.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحفي ليل البارحة الأربعاء، إن قواته خاضت قتالا ضاريا سيطرت بعده على منطقة السبيعة، مضيفا أن قوات حفتر تتقدم بشكل حثيث في أحياء صلاح الدين والفرناج.
لكن مراسل "العربي الجديد" تجول في منطقتي الفرناج وصلاح الدين اللتين تسير فيهما الحياة بشكل طبيعي عبر محالها التجارية وطرقاتها المزدحمة بالمارة، لا سيما أن الحيين يقعان بعيدا من محاور القتال بمسافة لا تقل عن 25 كيلومتراً.
سياسيا، يبدو أن الاتجاهات السياسية المقبلة تسير باتجاه تجاوز الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للوساطة بين الأطراف الليبية، فقد أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، أن "المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا قد انتهى"، مضيفاً: "لم يعد من بديل إلا الاستفتاء على الدستور والذهاب إلى الانتخابات".
وعاب المشري، خلال مقابلة تلفزيونية مع فضائية "الجزيرة" ليل البارحة الأربعاء، على البعثة الأممية إفراطها "في الثقة في حفتر"، وقال: "في السابق، سمى غسان سلامة (المبعوث الأممي إلى ليبيا) صلاح بادي بسبب قتاله داخل العاصمة في قائمة العقوبات، لكنه لا يجرؤ الآن على تسمية خليفة حفتر في حربه على العاصمة".


وذكر المشري أن "هجوم حفتر على العاصمة فرض عليهم السعي للحصول على السلاح من أي جهة كانت للدفاع عن أنفسهم"، مؤكدا أن الحرب لن تتوقف حتى الرجمة، في إشارة إلى القاعدة العسكرية الرئيسية لحفتر شرق البلاد.