معارض بحريني يروي معاناته مع القمع وينتقد الدعم البريطاني للمنامة

07 سبتمبر 2017
محاولات بائسة لإخراس أصوات المعارضة (جون مور/ Getty)
+ الخط -
قبل ساعات من نشر منظمة العفو الدولية لتقرير يتهم السلطات البحرينية بتشديد حملة القمع ضد معارضيها والتراجع عن وعودها بإجراء مراجعة لطريقة تعاملها مع مسألة حقوق الإنسان وإدخال إصلاحات عليها، نشرت صحيفة "ذا غارديان" مقالا لمعارض بحريني تحدث فيه عن معاناته من التضييق الذي لم تسلم منه حتى عائلته.

ونشرت الصحيفة البريطانية مقالا للمعارض البحريني سيد الوداعي، أكد فيه أنه رغم أنه يعيش منفيا بالمملكة المتحدة إلا أن أقاربه تم اعتقالهم بسبب تنديده بالقمع في البحرين للانتقام منه، مشيرا إلى أنه يشعر بالخذلان بسبب صمت الحكومة البريطانية عما يجري، واختيارها التعامل بمعايير مزدوجة.

الوداعي أكد في بداية مقاله أن لندن تنظم الأسبوع القادم معرضها العالمي للسلاح، وأن التظاهرات بدأت تخرج ضد احتضان الحدث، مضيفا أنه كبحريني يعيش في المنفى شارك سابقا في الاحتجاج. وأضاف أنه سيشعر بالأسى عندما سيرى المسؤولين البحرينيين يحلون بلندن لعقد صفقات التسليح، بينما تقوم قوات الأمن باستهداف المتظاهرين السلميين داخل بلاده البحرين.

وتابع أنه في ظل هذه الأوضاع فإنه لا يستطيع أن يضمن بقاءه سالما وأفراد عائلته كذلك، إذا قرر الذهاب إلى مكان تنظيم معرض السلاح ورفع شعارات احتجاجية، موضحا أنه واحد من بين عدة مواطنين بحرينيين بالمملكة المتحدة يعانون من ردود فعل انتقامية كلما تجرأوا على توجيه انتقادات لبلادهم.

وتحدث الوداعي في هذا الصدد عن القمع الذي تعرض له حينما شارك ضمن وقفة احتجاجية بشارع مر منه موكب العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال زيارته للمملكة المتحدة العام الماضي، مشيرا إلى أنه تم اعتقاله بعد مرور وقت قصير على ذلك، ليتم إخلاء سبيله بدون توجيه أي تهم إليه.

لكنه أشار إلى أنه في اليوم الموالي للزيارة (27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، تلقى اتصالا في الصباح الباكر من حماته تخبره فيه أن السلطات اعتقلت زوجته دعاء، وابنه يوسف، الذي كان يبلغ حينها عاما ونصف، حينما كانا على وشك مغادرة البلاد للعودة لبريطانيا بعد زيارة العائلة.

وقال الوداعي إن القوات الأمنية قامت بترهيب زوجته من خلال التحقيق معها لسبع ساعات، مؤكدا أنه تم وصفه بـ"الحيوان"، وأن زوجته تعرضت للاعتداء وأنه تم التأكيد لها بأنها لن تغادر البلاد وقد تواجه تهما جنائية.

وأشار إلى أن ابنه يحمل الجنسية الأميركية وأن الضغوط الدبلوماسية الأميركية، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية، دفعت السلطات البحرينية إلى تركهما يغادران البلاد بعد مرور بضعة أيام، لكنه أكد أن باقي أفراد عائلته ليسوا في مأمن.

ففي مارس/ آذار الماضي، تم اعتقال حماته وشقيقه وأحد أقاربه، وتم استنطاقهم جميعا بخصوص أنشطته بالمملكة المتحدة، وأنهم تعرضوا للتضييق "للاعتراف" بتورطهم في "زرع عبوات ناسفة مموهة"، مؤكدا أن السلطات لجأت لفبركة ذلك، بعدما تأكدت من أنها غير قادرة على اعتقاله.

كما لفت الوداعي إلى أنه بعد مرور بضعة أسابيع على اعتقال زوجته، قامت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بزيارة البحرين، وركزت خلال الزيارة فقط على الجوانب الأمنية والتجارة، متجاهلة كليا وضع حقوق الإنسان. وأشار إلى أن صمت بريطانيا غير الأخلاقي بخصوص ما يجري من انتهاكات بالبحرين يندرج في إطار سياسة المملكة المتحدة بعد التصويت على قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، لضمان مصالحها مع ديكتاتوريات الخليج الغنية.

وتساءل في هذا الصدد عن السبب الذي يقف وراء تزلف بريطانيا للمملكة العربية السعودية الغنية والتي تمارس القمع، والقيام بعقد صفقات تسليح معها بمليارات الدولارات رغم المآسي التي تتسبب بها في اليمن؟

(العربي الجديد)

المساهمون