تظاهرات بالضفة والاحتلال يقمع مسيرات العودة بعد استئنافها على حدود غزة

06 ديسمبر 2019
الاحتلال يقمع مسيرات العودة (محمود همس/فرانس برس)
+ الخط -
أصيب عدد من الفلسطينيين بجراح مختلفة، مساء اليوم الجمعة، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، فيما خرجت مسيرات سلمية بالضفة الغربية رفضاً للاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.


واستؤنفت مسيرات العودة على حدود غزة بعد ثلاثة أسابيع من توقفها، عقب جولة التصعيد التي بدأها الاحتلال باغتيال القيادي في "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، وانتهت بعد يومين بتهدئة تضمنت في شروطها عدم استهداف المتظاهرين في مسيرات العودة وكسر الحصار.

وأطلقت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" اسم "المسيرات مستمرة" على فعاليات هذه الجمعة في نقاط التماس الخمس شرقي القطاع. واستخدمت قوات الاحتلال شاحنات مياه عادمة وقنابل الغاز والرصاص في تفريق المتظاهرين.

وخلال كلمته بالفعالية المركزية في شرق مدينة غزة، قال عضو "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة"، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني الثوابتة، إن المسيرات أداة نضالية فلسطينية في وجه الاحتلال وستستمر حتى تحقيق أهدافها.

ولفت الثوابتة إلى أن قيادة مسيرات العودة تتخذ قرارات وطنية تقوم على المصلحة الوطنية، وأن هذه المسيرات "تعبير عن رفضنا للاحتلال والتمسك بالمقاومة بكل أشكالها". من ناحيته، أكد القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، استمرار المسيرات بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية حتى تحقق أهدافها.

وأشار رضوان إلى أن إجرام الاحتلال وقتله وإرهابه لن توقف مسيرات العودة وكسر الحصار، محذراً الاحتلال من مغبة ارتكاب أي حماقة ضد المدنيين المشاركين في المسيرات.
ودعا القيادي في حماس إلى ضرورة تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة لمواجهة "صفقة القرن" وكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

وفي شمال الضفة في طولكرم، نظمت القوى الوطنية والإسلامية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فعالية رافضة لمصادرة مئات الدونمات من أراضي عدة قرى وبلدات في جنوب شرق طولكرم لصالح إقامة منطقة صناعية هناك، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مراد دروبي، أمين سر حركة فتح في قرية شوفة، والتي يقع ضمنها جزء من الأراضي التي ينوي الاحتلال مصادرتها لصالح تلك المنطقة الاستيطانية الصناعية.

وشارك المئات من الأهالي والنشطاء بفعالية في تلك الأراضي التي أخطر الاحتلال بالاستيلاء عليها قبل نحو 20 يوماً، وأقيمت صلاة الجمعة هناك، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد الاستيطان، وزرعوا أشجار زيتون في المكان، فيما أكد المشاركون استمرار الفعاليات الرافضة محاولة الاحتلال الاستيلاء على تلك الأراضي.

ووفق دروبي، فإن الأهالي يتابعون قضية إخطارهم بمصادرة أراضيهم البالغة نحو 788 دونماً، إذ نشرت الإدارة المدنية الإسرائيلية عبر موقعها إخطاراً بمصادرة تلك الأراضي، والأهالي ينوون الطعن في هذا القرار الإسرائيلي، لافتاً إلى أن تلك الأراضي تقع في قرى شوفة، والراس، وجبارة، وفرعون، الواقعة جنوب شرق طولكرم، ومن شأن الاستيلاء على تلك الأراضي أن يؤثر على الأراضي المحيطة.

من جانب آخر، أدى عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها في منطقة واد سالم، من أحراش بلدة قفين، شمال طولكرم، احتجاجاً على قرارات الاحتلال بحق البلدة، وقيام أحد المستوطنين بنصب "بركسات" زراعية للماشية على أجزاء منها، ومدها بخطوط المياه والكهرباء، بعد طرد المواطنين منها.

وانطلقت مسيرة عقب انتهاء صلاة الجمعة باتجاه الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها، وهاجم المستوطنون بحماية جيش الاحتلال المشاركين لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات.

في سياق آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاما والتي خرجت في إطار فعاليات التنديد بقرارات الإدارة الأميركية المتعلقة بـ"شرعنة" الاستيطان.

وأفادت مصادر محلية بأن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بإطلاق الرصاص الحي بكثافة وقنابل الغاز التي استهدفت منازل المواطنين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق، بينهم أطفال ونساء، عولجوا جميعهم ميدانياً في مركز إسعاف القرية.

وأكدت المصادر ذاتها أن مواجهات عنيفة اندلعت في قرية كفر قدوم بعد اقتحامها من قبل جنود الاحتلال، وتصدى خلالها الشبان لهم بالحجارة رغم تمركزهم فوق جبل مطل على منازل المواطنين.

وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أبناء كفر قدوم الذين رددوا الشعارات الوطنية المطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في كل مكان.

وفي جنوب الضفة، أصيب شاب فلسطيني، مساء اليوم الجمعة، بجروح حرجة جداً، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة بيت أمر شمالي الخليل.

وقال الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض لـ"العربي الجديد": "إن الشاب نور محمد نايف الصليبي (18 عاما) أصيب بجروح خطيرة برصاصة في بطنه من قبل قوات الاحتلال وجرى نقله إلى المشفى، خلال إطلاق جيش الاحتلال النار باتجاه الشبان، علاوة على إصابة عدد آخر من الشبان بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع عولجت ميدانياً".

وأوضح عوض لاحقا أن الأطباء في مشفى الأهلي أتموا العملية الجراحية للصليبي وتمت إزالة الطحال وتم اكتشاف جرحين في المعدة والكبد وتم السيطرة على النزيف وقد زال الخطر بنسبة 70 %.

وأشار عوض إلى أن المواجهات اندلعت في بيت أمر عقب اقتحام جنود الاحتلال البلدة، بالتزامن مع زفة عروس في البلدة لا تبعد عن مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي البلدة سوى مئات الأمتار، حيث اقتحم جنود الاحتلال البلدة بشكل استفزازي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينها وبين الشبان.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وقوع إصابة لشاب من بيت أمر برصاصة اخترقت أسفل الصدر من الجهة اليمنى وخرجت من ظهره من الجهة اليسرى، وقد صنف الأطباء في مستشفى الأهلي الحكومي في الخليل حالته بالحرجة جدا، وقد أدخل إلى غرفة العمليات.

من جانبه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: "إن طواقمنا تعاملت مع إصابة خطيرة بالرصاص في البطن في بيت أمر، وتم تقديم الإسعاف الأولي للمصاب ونقله لمستشفى الأهلي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال".

وفي وقت سابق، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين من بلدة بلعا، شرقي طولكرم، وشابين آخرين من مخيم عايدة، شمالي بيت لحم، جنوبي الضفة، وسلمت آخر بلاغاً لمراجعة مخابراتها، كما سرق جنود الاحتلال مبلغاً مالياً ومصاغاً في أثناء دهم منزل وتفتيشه في مدينة بيت جالا في بيت لحم، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو اعتقالات.