تلويح تركيا بإرسال قوات إلى ليبيا يربك حلفاء حفتر

12 ديسمبر 2019
لم تستطع مليشيات حفتر اقتحام طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر مصرية وخليجية إن التحركات التركية الأخيرة بشأن الملف الليبي، هدفها الأساسي قطع الطريق على إسقاط شرعية حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، مؤكدة في الوقت ذاته تأثير تلك التحركات بشكل سلبي على تحركات مضادة كان يقوم بها المحور المصري الإماراتي الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد المليشيات الموالية لمجلس النواب المنعقد في طبرق، الذي تدعمه فرنسا أيضاً.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن هناك اتصالات تركية إيطالية لمحاولة إنقاذ حكومة السراج من تحالف دولي تدفع إليه الإمارات ومصر، لإسقاط شرعية حكومة الوفاق، مشددة في الوقت ذاته على أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في حال طلب السراج ذلك، كان مفاجئاً وغير متوقع، وهو ما من شأنه أن يعرقل التحركات الرافضة لحكومة الوفاق.

وقال مصدر خليجي لـ"العربي الجديد"، إن ما أعلن عنه أردوغان كان رسالة قوية للتحالف المصري الإماراتي الذي يقوم بالتنسيق مع فرنسا بشأن دعم حفتر وقواته للسيطرة على الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن هناك ارتباكاً كبيراً داخل ذلك المعسكر، خصوصاً أن إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، ربما يعني انفجار حرب إقليمية واسعة. وبحسب المصدر "ما زالت الأمور حتى الآن تحت السيطرة، في ظل حروب بالوكالة، ولكن وصول قوات تركية رسمية يعني اندلاع حرب إقليمية، لا سيما أن تركيا جادة في تهديداتها كما فعلت في شمال سورية"، مشيراً إلى أن تركيا تستغل علاقاتها الإقليمية ودورها في عدد من الملفات الحيوية لدفع حكومة الوفاق، موضحاً في الوقت ذاته أن أنقرة تحاول التوصل إلى اتفاق مشترك مع موسكو في هذا الصدد.
في مقابل ذلك، قال مصدر مقرب من معسكر شرق ليبيا، إن حفتر عقد اجتماعاً مع قادة مليشياته المشرفين على العملية العسكرية التي تستهدف اقتحام العاصمة طرابلس وفرض السيطرة عليها، ونقل لهم تعليمات جديدة بتطوير العمليات خلال الأيام المقبلة بعد نقل شحنات كبيرة من الأسلحة الإماراتية إلى مواقع القتال. وأكد المصدر أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تكثيف المعارك، في موازاة الجهود الدولية التي يقوم بها حلفاء حفتر لنزع الشرعية عن السراج، عبْر إظهاره بصورة عدم المسيطر على العاصمة، وأن مستقبل الاستقرار مرتبط بحفتر. وكشف المصدر أن هناك ترتيبات داخل معسكر حفتر لترتيب جولة خارجية له لحشد دعم دولي، بمساعدة الدول الحليفة له لإضفاء مزيد من الشرعية عليه.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، الإثنين الماضي، عن استعداد تركيا لإرسال عسكريين إلى ليبيا، في حال طلبت حكومة الوفاق الوطني ذلك. وقال أردوغان: "إذا أرادت ليبيا ذلك، فإن تركيا ستتخذ قراراً بشكل مستقل. ونحن لن نطلب إذناً من أحد بهذا الشأن. وتركيا مستعدة لتقديم أي دعم لليبيا". وأضاف أنه يرغب في إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائهما المزمع عقده في إسطنبول يوم 8 يناير/ كانون الثاني المقبل، ليبحث معه الوضع في ليبيا. وأعرب عن أمله بأن "يعيد بوتين النظر" بشأن خليفة حفتر، حسب قوله، محذراً من أن ليبيا قد تتحول إلى "سورية أخرى" إن لم يحدث ذلك.
المساهمون