تجددت المظاهرات الليلة في العاصمة وعدد من المدن الجزائرية رفضاً للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والمطالبة بإقامة دولة مدنية، وإقالة حكومة نور الدين بدوي، وسط استنفار أمني كبير وحصار فرضته قوات الأمن على الساحات والشوارع في العاصمة.
وتجمع المئات من الناشطين والمتظاهرين قرب ساحة أودان والبريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، لدق المهراز والأواني المنزلية تضامناً مع الناشطين الموقوفين في السجون، ورفضاً للانتخابات المقبلة، وردد المتظاهرون شعارات "لا انتخابات مع حكومة العصابات"، و"الانتخابات لن تكون"، كما رددوا طويلاً "الاستقلال، الاستقلال".
ورفع المتظاهرون صوراً للمناضل الثوري وأحد قادة ثورة التحرير الجزائرية لخضر بورقعة، وصور عدد من الناشطين الموقوفين في السجون، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات الحراك الشعبي، بينهم متظاهرون تم توقيفهم في المظاهرة التي نظمت الليلة الماضية.
وشنت قوات الشرطة حملة قمع شديدة وتعاملت بقسوة مع المتظاهرين، وشهدت شوارع وسط العاصمة مطاردات للمتظاهرين من قبل الشرطة التي اعتقلت عدداً منهم واقتادتهم إلى مراكز الأمن، بينهم صحافيون وطلبة، واعتقلت السلطات الصحافي بوزيد ايشعلالن، برغم أنه كان يؤدي مهامه الصحافية، واقتيد إلى مركز للشرطة.
وقدر ناشطون في الحراك الشعبي عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم الليلة بأكثر من 80 متظاهراً، دون وجود مبررات لاعتقالهم، إذ كانت المظاهرة الليلية غاية في السلمية، ويتوقع أن يبدأ الإفراج عن بعضهم بعد وقت، على غرار ما حدث مع معتقلي مظاهرة الليلة الماضية.
وبدا أن السلطات كانت قد استعدت بشكل لافت لمظاهرة الليلة ولمظاهرات غد الجمعة، إذ نشرت أعداداً كبيرة وسط العاصمة وبشكل غير مسبوق. ووصف الإعلامي محمد الأمين أعداد قوات الشرطة التي تم استقدامها إلى العاصمة الليلة بأنها "رهيبة وغير مسبوقة تؤشر على حالة من الخوف الكبير لدى السلطة من تصاعد موجة الاحتجاج وتصعيد الحراك لموقفه الرافض للانتخابات".
وفي مدينة وادي سوف، جنوبي الجزائر، نظم ناشطون مظاهرة ليلية ضد تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقرعوا على الأواني المنزلية، ورددوا شعارات تدعم مطالب الحراك الشعبي. كما خرج المئات من الناشطين في مسيرة ليلية في مدن بجاية والبويرة وتيزي وزو شرقي الجزائر رفضاً للانتخابات ودعماً للناشطين الموقوفين.
وقرر الحراك الشعبي تصعيد الموقف مع قرب موعد الاقتراع، وسط مخاوف من خلق توترات في الشارع أو حالة احتكاك، سواء بين الحراك الشعبي والسلطة، أو بين رافضي الانتخابات والداعمين لإجرائها.
وتأتي المظاهرات الليلية عشية مظاهرات الجمعة 40 من الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فبراير/شباط الماضي، والتي تجري الاستعدادات لها من قبل الناشطين في الحراك، لتعزيز الموقف والرفض الشعبي للانتخابات.