حقق مقاتلو المعارضة السورية مزيداً من التقدم في هجومهم على قوات النظام بحي المنشية في محافظة درعا جنوبي البلاد، بينما تردّ قوات النظام بمواصلة قصف أحياء المحافظة بالطيران والصواريخ.
وقال ناشطون إن صاروخاً ثانياً (أرض – أرض) نوع "فيل" سقط صباح اليوم على أحياء درعا البلد، فيما يواصل الطيران الروسي، وطيران النظام الغارات على أحياء المدينة والبلدات المجاورة.
وأعلنت الفصائل المنضوية في "غرفة عمليات البنيان المرصوص" السيطرة على جامع المنشية والأبنية المحيطة به، كما فجّرت مستودع أسلحة لقوات النظام. ونشرت الغرفة إحصائية توثق خسائر قوات النظام منذ بداية المعركة، وصوراً لضباط وعناصر قُتلوا في المعارك الدائرة في الحي.
وذكر بيان الغرفة، أن مقاتلي المعارضة سيطروا على محور حارة الفرن ومحيط جامع المنشية، حيث حققوا تقدماً مهماً، سيطروا فيه على الجامع والبيوت المحيطة، فيما قتل عدد من قوات النظام خلال الاشتباكات.
من جهتها، استهدفت طائرات النظام أحياء درعا البلد والقرى المجاورة بغارات جوية عنيفة، طاولت بلدات الحارة، مخيم درعا، النعيمة، معربة، الغارية الشرقية والغربية، الجيزة، اليادودة، بصرى الشام، والمسيفرة.
ونعت وسائل إعلام إيرانية، مساء الثلاثاء، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، الرائد مصطفى زال نجاد، ونشرت صورة للقتيل برفقة قائد ميلشيا فيلق القدس قاسم سليماني، وأكدت مصادر محلية أنه قُتل على جبهة حي المنشية أمس، وذلك عقب إرسال النظام وحلفائه لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة المنشية في درعا.
وقالت الناشطة والصحافية سارة الحوراني لـ"العربي الجديد" إن الطيران الروسي استهدف مخزناً كبيراً للأسلحة تابعاً لقوات النظام قبل سيطرة المعارضة عليه، مشيرةً إلى أن قوات المعارضة تمكنت حتى الآن من "تحرير ما بين 60 إلى 70 بالمائة من حي المنشية، وأن ما لا يقل عن 70 عنصراً من قوات النظام قُتلوا، مقابل نحو 20 من قوات المعارضة".
وأوضحت أن الطيران الحربي استهدف المنطقة بأكثر من 50 غارة جوية، وارتكب عدة مجازر ضد المدنيين، راح ضحية إحداها عائلة مكونة من 7 أشخاص بينهم 4 أطفال، وأشارت الى أن معظم الغارات تستهدف مناطق مدنية؛ منها المستشفى الميداني الذي خرج عن الخدمة، والخزان الرئيسي للمياه الذي يغذي مدينة درعا.
وحول الأوضاع الإنسانية، أكدت أن معظم أهالي المنطقة نزحوا عنها باتجاه المزارع المجاورة، ويقدر نزوح 4000 عائلة، وسط ظروف جوية صعبة ونقص في الخيم والأغطية والفرش ومواد النظافة، موضحة أن المجلس المحلي في المحافظة يقف شبه عاجز إزاء هذه الأوضاع، فقد توقف الدعم عنه منذ ثلاثة أشهر، وهو يعتمد على "الفزعات من الأهالي والمنظمات المحلية".
وكان مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات "البنيان المرصوص"، أبو شيماء، قد أكد أن العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل ضد قوات النظام في حي المنشية جاءت رداً على محاولات قوات النظام الوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، والجمرك القديم. وشدد في تصريحات صحافية على استقلال القرار العسكري والميداني لفصائل "البنيان المرصوص" في درعا، وعدم ارتباطها بأي إرادة خارجية.
على صعيد متصل، شنت فصائل "الجيش الحر" هجوماً مباغتاً على قوات النظام في محيط بلدة بيت جن في غوطة دمشق الغربية، حيث قتلت عدداً من أفراد تلك القوات وفق مصادر محلية.
وبحسب المصادر، فإن مقاتلي المعارضة هاجموا مواقع قوات النظام ومليشياته في تل الظهرة ونقطة الإشارة بالقرب من بلدة بيت جن، اللتين سيطرت عليهما قوات النظام مؤخراً بموجب اتفاق مصالحة مع بلدات بيت سابر وكفر حور وبيت تيما. وينص أحد بنوده على أن تتسلم قوات النظام عدداً من النقاط في محيط هذه البلدات، ومنها تلة الظهرة وتلة الزيات وتلة النمرود، مقابل الإفراج عن المعتقلين، وعدم التعرض للمدنيين؛ إلا أن النظام لم ينفذ وعوده، في حين رفض مقاتلو بيت جن مشروع المصالحة مع النظام.
وفي شمال البلاد، تواصل عملية "درع الفرات" التي تقودها فصائل الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي الاشتباك مع تنظيم الدولة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، وسط محاولات الفصائل تثبيت النقاط التي اكتسبتها مؤخراً.
وذكرت مصادر محلية، أن تنظيم الدولة حوّل مدينة الباب إلى ثكنة عسكرية محصنة، بالاعتماد على شبكة أنفاق وخنادق يستخدمها عناصر التنظيم للمناورة والمباغتة، إلى جانب عمليات واسعة من تفخيخ الشوارع والأبنية والمقرات، التي تعيق تقدم الجيش الحر.
وأوضحت المصادر أن فصائل درع الفرات تقوم بما يشبه "عملية جراحية معقدة" في الباب، من خلال الضغط العسكري الذي ينتج تقدماً بطيئاً ومدروساً بهدف الحفاظ على أرواح المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعاً بشرية في المدينة.
من جهتها، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية على قرية بيجان، وتلتها في جنوب مدينة الباب، إضافة إلى قرية المشرفة الواقعة في ريف مدينة الباب الجنوبي.
إلى ذلك، تجددت فجر اليوم الأربعاء عمليات القصف المدفعي والصاروخي بين "قوات سورية الديمقراطية" وفصائل "درع الفرات" في عدّة مواقع وجبهات بريف حلب الشمالي، مع تفجير فصائل المعارضة سيارة مفخخة في مناطق قوات سورية الديمقراطية، ما خلّف خسائر بشرية وعسكرية.